تقارير و تحقيقات

خبراء: إنشاء منطقة لوجستية حرة لتخزين الحبوب يحقق الأمن الغذائي لإفريقيا

رمضان وهدان

بحثت مصر وروسيا إنشاء منطقة لوجستية حرة في القاهرة لتخزين الحبوب بطاقة أولية تصل إلى مليون طن سنويا، بحسب موقع “المونيتور”.

وستسهم هذه الخطوة بشكل كبير في الأمن الغذائي في أكبر دولة في القارة الإفريقية وستفيد الدول المجاورة وكذا الاقتصاد في كل من القاهرة وموسكو.

إنشاء منطقة لوجيستية حرة

وفي 14 ديسمبر، اجتمع وزير التموين والتجارة الداخلية المصري علي المصيلحي في القاهرة مع نائب وزير الزراعة الروسي سيرغي ليفين. وأشار المصيلحي إلى أنه تم بحث إنشاء شراكة مصرية روسية لإنتاج الحبوب في مصر، بالإضافة إلى إنشاء منطقة لوجيستية حرة لتخزين القمح في القاهرة بطاقة أولية تصل إلى مليون طن سنويا.

وقال المصيلحي في تصريح صحفي إن روسيا تعد شريكا تجاريا رئيسيا لمصر، وأنه بحث مع الجانب الروسي إمكانية إقامة شراكة لتجارة الحبوب في مصر، مما يجعلها نواة لتحقيق الاستقرار في السلع الاستراتيجية، وضمان الأمن الغذائي للقاهرة والدول المجاورة، العربية والإفريقية على حد سواء.

وأضاف أن الاجتماع ناقش شراكة لإنشاء صهاريج تخزين لزيوت الطعام، واتفق أيضا على أن تقوم لجنة مشتركة بمتابعة تنفيذ المقترحات ودراستها بالتفصيل من أجل إعداد مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون، تمهيدا لتنفيذها على أرض الواقع.

مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، واستوردت نحو 12.5 مليون طن بقيمة 3 مليارات دولار و 12.9 مليون طن بقيمة 3.2 مليار دولار في 2019 و 2020 على التوالي، بحسب بيانات قدمها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

بلغت واردات الحكومة المصرية من القمح 5.5 مليون طن في 2021، بالإضافة إلى حوالي 3.5 مليون طن مؤمن محليا من المزارعين، وروسيا هي إحدى أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم.

تحقيق الأمن الغذائي

وقال رشاد عبده، الخبير الاقتصادي المصري ورئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث للمونيتور إن الشراكة المصرية الروسية في تجارة الحبوب وتخزين القمح تشكل خطوة مهمة جدا لتحقيق الأمن الغذائي في مصر والقارة الإفريقية، “هذه البلدان هي أكبر البلدان المستوردة للقمح في العالم، وأمنهم الغذائي مهدد بشكل أكبر حاليا في ضوء جائحة فيروس كورونا والتغيرات المناخية.

وأشاد بالمحادثات الروسية المصرية ، لكنه أكد على ضرورة الإسراع بتنفيذ الخطوات المتفق عليها. وقال يمكن للبلدين والبلدان المجاورة الاستفادة من هذه الشراكة، وهذا من شأنه أن يحقق استقرار السلع الإستراتيجية الحيوية لتأمين الأمن الغذائي. وفي المقابل فإن الاقتصاد الروسي سوف يجني مكاسب عظيمة من هذه الخطوات، لأن هذا من شأنه أن يضمن له منفذا دائما ضخما لبيع منتجاته.

وشدد عبده على ضرورة الإسراع في وضع السياسات لرفع إنتاج الحبوب المحلية من خلال تشجيع المزارعين على زراعة مساحات واسعة وتحقيق هامش ربح، وأوضح أن ذلك قد يسمح لمصر بتجاوز الظروف العالمية والتغيرات المناخية في المستقبل.

وأشار إلى ” أن احد عيوب الدول النامية هو الافتقار إلى سياسات ثابتة ، الأمر الذى يجعلها عرضة للظروف العالمية المتغيرة ويجعل أمنها الغذائي مهددا باستمرار.”

مكسب كبير

ويرى عادل عامر، مدير المركز المصري للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أن الشراكة المصرية الروسية في تجارة الحبوب ومخازن القمح تكسب القارة الإفريقية مكسبا كبيرا، وخطوة عظيمة نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار، قائلا:”إن هذه الشراكة تشكل مكسبا كبيرا للاقتصاد الروسي أيضا. وهو موقف مفيد للطرفين.

وقال إن القارة الإفريقية كانت دائما الشغل الشاغل لمصر، مشيرا إلى أن “الشراكة المصرية الروسية ستكون من أولويات القاهرة لضمان الأمن الغذائي لكافة إفريقيا، من خلال الحفاظ على استقرار السلع الإستراتيجية، خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا والتغيرات المناخية”.

وتوقع أن يتم اتخاذ خطوات عملية لتفعيل الشراكة بين البلدين بدءا من العام المقبل، خاصة في ظل اصطفاف المواقف وتفهمها للعديد من القضايا، مضيفا أن “السوق المصري عامل جذب للاستثمار، وهو بوابة لدخول السوق الأفريقية الكبيرة”. “من مصلحة الطرفين تسريع تفعيل الشراكة للاستفادة منها إلى أقصى حد”.

استقرار السلع الإستراتيجية

وترى الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس والرئيس السابق للجنة الاقتصادية في مجلس الشعب المصري، أن هذه الشراكة ستكون ناجحة في ظل وجود مصر المستورد الأكبر للقمح وروسيا المصدر الأكبر للقمح. وقالت ل”مونيتور”: “من المصلحة العليا للبلدين وكذلك للدول المجاورة تسريع تنفيذ هذه الشراكة”.

وأشادت بدور مصر المحوري في ضمان الأمن الغذائي للقارة الأفريقية، والحفاظ على استقرار السلع الإستراتيجية، من خلال شراكتها مع روسيا لإنشاء منطقة لوجستية حرة لتخزين القمح في القاهرة. “إن كونها أكبر مشتر للحبوب في العالم سيسمح لها بإقناع موسكو بتسريع تفعيل الشراكة على الأرض.”

واختتمت الحماقي حديثها قائلة: إن السوق المصرية ستفتح الباب أمام دخول المنتجات الروسية إلى السوق الأفريقية الضخمة، وهذه الشراكة لن تضمن فقط استقرار السلع الإستراتيجية لمصر والدول الأفريقية الأخرى، بل ستضمن أمنها الغذائي، بل ستعزز أيضا النفوذ المصري الروسي في أفريقيا.

https://www.al-monitor.com/originals/2021/12/egypt-russia-partner-ensure-food-security-africa

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى