اقتصاد

أسعار القمح تودع فورة الحرب.. تراجعت 34% من أعلى مستوياتها هذا العام

بعد القفزات الكبيرة التي سجلتها جراء الحرب الروسية على أوكرانيا، عادت أسعار القمح العالمية لتغير مسارها إلى التراجع بفعل مخاوف الركود التي تطغى على الأسواق العالمية، إضافة إلى تغير معادلات العرض والطلب التي تؤثر في الأسعار.
ووفقا لقراءة “اليوم” على أسعار القمح عالميا، فيتضح أنها سجلت تراجعا نسبته 34 % من أعلى مستويات مسجلة خلال العام الجاري، لتوقف فورة الأسعار التي ألقت بظلالها على أغلب دول العالم.
ويأتي ذلك استمرارا للتراجع الذي تسجله أسعار الأغذية العالمية، إذ بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية، في يونيو الماضي، 154.2 نقطة، بانخفاض 2.3 في المائة عن مستواه المسجل في مايو، مسجلا بذلك انخفاضا للشهر الثالث على التوالي، بحسب أحدث تقرير صادر عن منظمة “الفاو”.
وبحسب التقرير، تراجعت أسعار القمح خلال شهر يونيو بنسبة 5.7 في المائة، مدفوعا بالتوافر الموسمي للمحاصيل الجديدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتحسن أحوال المحاصيل في بعض البلدان المنتجة الرئيسية بما في ذلك كندا، وارتفاع توقعات الإنتاج في الاتحاد الروسي، وتباطؤ الطلب العالمي على الواردات.

موسم روسي قوي

وبدأت روسيا موسم تصدير القمح بقوة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في الوقت الذي تعاني جارتها أوكرانيا لنقل إنتاجها من القمح إلى الأسواق الخارجية.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن روسيا شحنت 1.2 مليون طن قمح إلى الخارج خلال أول أسبوعين من موسم التصدير، بحسب تصريحات إلينيا تورينا المحللة في الاتحاد الروسي للحبوب.
وأضافت تورينا أن عدد الدول التي استوردت القمح الروسي خلال الأسبوعين الأولين من العام الزراعي الحالي انخفض إلى النصف تقريبا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن الدول المشترية وهي من المشترين التقليديين للقمح الروسي زادت مشترياتها منه.
ونقلت الوكالة عن تورينا القول، إن القمح الروسي أصبح أكثر تنافسية بعد تغيير عملة المحاسبة الضريبية لهذه الصادرات من الدولار إلى الروبل، ما أدى إلى انخفاض كبير في سعر القمح الروسي.
في الوقت نفسه، فإن وتيرة تصدير القمح الروسي حاليا تشير إلى أن التعقيدات الناجمة عن العقوبات الغربية التي تم فرضها على موسكو بسبب حربها لم تؤثر على الصادرات الروسية من المنتجات الغذائية بشكل عام، رغم المشكلات التي تواجه هذه الصادرات في عمليات النقل البحري والتأمين على الشحنات.
وبحسب وزارة الزراعة الروسية، زاد محصول روسيا من القمح خلال العام الحالي بنسبة 25% عن العام الماضي.

مصر تلغي ممارسة دولية

وفي السياق نفسه، أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية إلغاء ممارسة لشراء قمح مستورد، وذلك لارتفاع أسعار العروض المقدمة عن الأسعار التقديرية.
والممارسة الدولية التي أعلنت عنها هيئة السلع التموينية، كانت من 5 مناشئ وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا والأرجنتين والبرازيل، في حين لم تظهر روسيا وأوكرانيا ضمن المناشئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى