مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: غسل أدمغة الشعوب !

هل ما يحدث في العالم الآن هو للسيطرة على عقول الشعوب وكسرهم وإعادة تحضيرهم نفسياً وعقلياً للوصول لأغراضهم ؟ كيف يتم تفعيل ثقافة الهزيمة والحرب النفسية على الشعوب ؟ كيف يتم تحطيم عدوك دون إطلاق رصاصة واحدة ؟لا شك أن الحرب النفسية هي من أخطر الأسلحة على الإطلاق التي تكون سبباً في سقوط الدولة، بنشر الادعاءات والاشاعات بهدف جمع المعلومات لكسر إرادة الصمود لدى الشعب وإجباره على الاستسلام الكامل غير المشروط ، وذلك عن طريق التشكيك في مقومات الدولة المراد تركيعها واللعب على وتر عدم الاستقرار السياسي والإدارة غير المتزنة للحكومة ، والاقتصاد المترهل وانتشار الفساد، ومن أهم العناصر لديهم يتم التركيز عليه وضربه هو الجيش الذي يمثل العمود الفقري للدولة وذلك بالتقليل منه ومن قوته، وطبعاً هذا ما حدث في العراق وغيرها من دول العالم، وما زال يحدث في فلسطين بمحاولة اقناع الناس أن من يقوم بالأعمال العسكرية ضد اسرائيل ليس مقاومة لكنه أعمال ارهابية الهدف منه ضرر الشعب الفلسطيني وليس الإسرائيلي لذا يجي على الناس مساعدة القوات الإسرائيلية بالإرشاد عن أماكن هؤلاء الإرهابيين من سلامتكم أيها الشعب الفلسطيني .في عام 1952م ، تم أسر طيارين أمريكان جراء سقوط طائرتهم في كوريا الشمالية، وبعد الأسر بأربعة أشهر تم عرض اعترافات الأسرى الأمريكان، التي أثارت دهشة العالم من تلك الاعترافات للطيارين، بأن كانت مهمتهم هي استخدام الأسلحة البيولوجية على المدن الكورية ونشر الأمراض فيها مثل مرض الطاعون والتيفوس والكوليرا، ومن المثير للدهشة عندما أكد هذه الاتهامات بعدها بعدة أشهر الضابط الأمريكي ” فرانك شوابل ” المأسور لدى كوريا الشمالية ، وفي الحقيقة لم تستخدم أمريكا أي اسلحة بيولوجية من أي نوع في الحرب الكورية، لكن استطاع الكوريين بغسيل أدمغة الأسرى والعمل على تحطيم معنوياتهم لأخذ ما يردونه منهم من اعترافات تُفيد موقفهم في الحرب، وتتم عملة غسيل الدماغ وحرب الأفكار من خلال استخدام الاهانات وابقاءهم في توتر وقلق للوصول إلى مبتغاهم بعد إعادة تحضير الأسير نفسياً وعقلياً ليقوم بما يُطلب منه، وذلك لإقناع العالم بما يُقال وخاصة عندما يكون الاعتراف من قِبل ضابط من بلاد العدو. عملية الحرب النفسية وغسيل الدماغ قديمة فقد استخدمها ” ستالين ” فيما يُعرف بـ ” عملة موسكو ” عندما أراد تصفية منافسيه من قادة الحزب الشيوعي وذلك بعدما نجح في الحصول على اعتراف أحد المتهمين وهو ” ادوار هولتزمان ” أنهم قتلة فاشيون وليسوا قتلة فقط، وذلك بفضل عملية غسيل الدماغ، ومن الناس الذي تم غسل أدمغتهم الكاردينال الهنغاري ” جوزيف زنتلي ” والمرشح لخلافة البابا “بيوس ” الثاني عشر، والذي اعترف بأنه سرق التاج الهنغاري بهدف تنصيب “أوتوفون هابسبورغ ” قيصراً على أوروبا الشرقية، ويهيئ لانقلاب ضد الشيوعية من خلال إشعال حرب عالمية ثالثة، الغريب في الأمر أن هؤلاء يصرون على أن تم معاملتهم بالحسنى ولم يتم تعذيبهم. قد استخدم الصينيون أيضاً طريقة ” غسيل الدماغ ” لكن أطلقوا عليها ” تشي ناو ” أي تنظيف الأحاسيس، وهي فيها يصبح الفرد عبارة عن روبوت انساني، بدون أن يثير مظهره الخارجي أيه شكوك عن ما حل بروحه، فغسيل المخ ينتج عندما يتعرض الإنسان إلى ظروف قاهرة وصعبة تصبح عندها خلايا المخ شبه مشلولة عن العمل والمقاومة وعاجزاً عن الاحتفاظ بما في عقلك من عادات وتقاليد، مما يؤدي إلى الاستسلام التام.قيل أن الشيوعيين يستخدمون عملية الضغط على الأسير حتى نقطة الموت ثم يقومون بإنقاذه ثم يعاودون الضغط عليه حتى يظن أنه ميت لا محالة، عندها يقومون بإنقاذه وبعد تكرار هذه الطريقة مراراً يشعر الأسير بالعِرفان لهم بعدما أنقذوه من الموت المحقق، وبذلك يكون مدين لهم بالجميل محاولاً أن يرد لهم الجميل فيفعل ما يريدون منه دون أي تفكير بعد أن تحكموا في عقله .الحرب النفسية حرب في غاية الأهمية وتُعد من أخطر الحروب على الإطلاق وقد استخدمها ” هتلر ” عام 1936 م، مع ما كان يُعرف بتشيكوسلوفاكيا قبل أن تتفكك عام 1993م ، إلى جمهورية سلوفاكيا وجمهورية التشيك، واضطرها ” هتلر ” على الانسحاب من السويدات دون أن تطلق رصاصة واحدة، كما قام باحتلال مناطق واسعة من فرنسا خلال ساعات قليلة جداً، ومن أمثلة الحروب النفسية التلويح بالسلاح النووي والذري وامتلاك العالم، والحرب الاقتصادية والنفسية، كما يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية بأن العالم سيجوع جراء هذه الحرب، وقد تستخدم روسيا سلاحها الذري، وقد ترد أمريكا ، وتدخل أوروبا هذه الحرب وتشتعل الحرب العالمية الثالثة، هذا كله لعب على نفسية الناس والقيام بغسيل أدمغتهم عبر تغيير سلوك الفرد، وهنا نجد أن ميدان الحرب هنا ليس ساحات القتال ولكن هو الشخصية، لذا علينا أن نعي ما يُحاك حولنا ونُحافظ على عقولنا وأنفسنا من أجل ديننا وأوطاننا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى