مقالات

نحن لا نحي ذكرى استشهاد الإمام الحسين بل هو وشهداء كربلاء يحيونا

قلم وصوت ومحام آل البيت

الشريف عبدالرحيم أبو المكارم حماد

تعد قصة مقتل سيدنا الإمام الحسين عليه السلام، وقطع رأسه الشريفة مع شباب أهل البيت من أبناء الإمام الحسن والإمام الحسين وأبناء السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين، من أبشع الأحدث والجرائم التي حدثت في التاريخ، ووفقا لما جاء في كتاب الطبري «تاريخ الرسل والملوك»: خاف يزيد بن معاوية بعد موت والده معاوية بن أبي سفيان، من حصول الإمام الحسين، رضي الله عنه على الخلافة، وذلك بعدما نما إلى علمه أنّ أهل الكوفة بعد موت معاوية كتبوا إلى الإمام الحسين، ثم رد عليهم عن طريق رسولهم لمعرفة مدى جديتهم.

يوم عاشوراء

وترتبط قصة مقتل سيدنا الإمام الحسين عليه السلام بيوم عاشوراء، وهو يوم العاشر من شهر محرم، وفي هذا اليوم استعد الإمام الحسين ومعه 32 فارسا و40 راجلا، في المقابل تهيأ جيش يزيد، بقيادة عمر بن سعد ومعه 4 آلاف مقاتل، ووقع القتال وقاتل أصحاب الإمام الحسين بين يديه حتى استشهدوا جميعًا، وكان أول شهيد من أهل الإمام الحسين هو علي الأكبر بن الحسين، فخرجت السيدة زينب أخت الإمام الحسين تنكب عليه تبكي ثم أدخلها سيدنا الحسين بيده الخيمة.

وشهدت قصة مقتل سيدنا الحسين، مأساة استشهاد شباب أهل البيت فقتل عبدالله بن مسلم بن عقيل، ثم قتل عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر، ثم قتل عبدالرحمن وجعفر ابنا عقيل بن أبي طالب، ثم قتل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكذلك قتل عبد الله بن الحسين، وأبو بكر والعباس وعثمان وجعفر ومحمد بن علي ابن أبي طالب إخوة الإمام الحسين غير الأشقاء.

مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام
رغم التفاف عدد من جيش يزيد بن معاوية، حول الإمام الحسين، إلا أنّه ظل يحاربهم ويجول فيهم بالسيف في كل الاتجاهات، وكانوا يهربوا منه، حتى تقدم «زُرعة بن شُرَيْك التميمي» – عليه لعائن الله- فقام بضربة على يده اليسرى وضربة آخر على عاتقه.

لم ينتهى الأمر بتلك الضربات، بل طعنه «سنان بن أنس» – عليه لعائن الله- بالرمح فوقع الإمام الحسين على الأرض شهيدًا، وتقدم شُمر بن ذي الجَوشن، وفصل رأس الإمام الحسين الشريف عن جسده الطاهر. واستشهد الإمام الحسين رضي الله عنه، عن 56 سنة، يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة 61 من الهجرة الشريفة.

يمكن القول بأن واقعة عاشوراء، ملحمة كبرى دارت رحاها على أرض كربلاء في اليوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة. سقط فيها مجموعة من الشهداء وعلى رأسهم الإمام الحسين بن علي مع ابنين له أحدهما رضيع، وكذلك إخوته وبني إخوته وأبناء عمومته من بني هاشم، وعصبة من أصحابه، حين قرّروا البقاء مع الحسين ومنازلة جيش يزيد بن معاوية بقيادة عمر بن سعد.

عاشوراء الحُسين(ع).. صرخة الحقّ ومدرسة للتضحية والفداء

واقعة عاشوراء من أشهر الحوادث المأساوية في التاريخ وأكثرها إثارة؛ وجري فيها الإنتهاكات وهتك الحرمات، فكانت لها انعكاسات وأصداء واسعة، وقد صوّر الفن كل ذلك على شكل لوحات فنية، وأفلام ومسلسلات وخطته أنامل الشعراء والأدباء وأرباب المقاتل شعراً ونثراً.

من العبارات المنقولة عن النبي الأكرم فيما يتعلق بالواقعة: «إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً»، كما وصف سبطه بـ«قتيل العبرة … الذي لا يذكره مؤمن إلّا بكى».

وبعد أن انتهت المعركة سيق ركب النساء واليتامى أسارى إلى الكوفة ومنها إلى الشام، وفيهم الإمام زين العابدين وزينب بنت علي ، يتقدمهم رؤوس الشهداء على الرماح.

الأشعث بن قيس، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفيّ، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد الرياحيّ، وأعطى الراية دريداً مولاه. واستعد لمحاربة أبي عبد الله الحسين وأصحابه.

فلمّا نظر الإمام الحسين – كما في الرواية – إلى الجيش رفع يديه بالابتهال إلى الله قائلاً: «اَللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْب، وأَنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّة، وأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْر نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يُضَعِّفُ فيهِ الْفُؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الْحيلَةُ، ويَخْذِلُ فيهِ الصَّديقُ ويَشْمِتُ فيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنّي وكَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِىُّ كُلِّ نِعْمَة، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَة ومُنْتَهى كُلِّ رَغْبَة».

وحينها أرسل عمر بن سعد رجالاً يقوضون الخيام عن إيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، قال: فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوض وينهب فيقتلونه ويرمونه من قريب ويعقرونه.

ثم تقدم زهير بن القين فخاطب الكوفيين بقوله: «يا أهل الكوفة، نذارِ لكم من عذاب اللهِ نَذارِ، إنّ حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوةٌ على دين واحد وملّة وحدة ما لمْ يَقَع بيننا وبينكم السّيف وأنتم للنّصيحة منّا أهلٌ فإذا وقع السّيف انقطعت العِصمة وكنّا نحن أُمّة وأنتم أُمّة، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد ليَنْظُر ما نحن وأنتم عاملون».

فرماه الشمر بسهم، وقال له: «اسكُت، اسكَتَ الله نأمَتك فقد أبرمتنا “اضجرتنا” بكثرة كلامك»، وكان من قبل ذلك قد رد على خطاب الإمام الحسين .

الإمام الحسين (عليه السلام) يمنع من البدء بالقتال

لما أقبل القوم يقودهم شمر بن ذي الجوشن يجولون حول الخيام ورأوا الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان أُلقي فيه، فتكلم شمر بكلمات نابية لا تخرج الا من أمثاله، رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين من ذلك قائلاً: «لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم بقتال».

اندفاع شمر نحو الحرب

وبعد أن انتهت حملة عمرو بن الحجاج على معسكر الحسين حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على أهل الميسرة فثبتوا له، فطاعنوه وأصحابه. ولم يكن في جيشالكوفة من هو أقل شوقاً للحرب واندفاعا لها من شمر بن ذي الجوشن حتى أنّه لم يرع أخلاقيات الحرب وكاد أن يفتك بالنساء على مرأى من الإمام حتى وبّخه بعض قادة جيش ابن زياد بقوله: «أمرعبا للنساء صرت يا شمر؟!».

عثمان بن علي ، وجعفر بن علي وكان أبو الفضل العباس صاحب راية الإمام وقد تمكن من كسر الحصار المضروب على الخيام واقتحم الفرات لكنه استشهد في طريق عودته وقبل أن يوصل الماء إلى العيال.

إصرار الإمام السجاد (عليه السلام) على خوض الحرب

ولما فجع الحسين بأهل بيته وولده وأصحابه، ورأى جميع صحبه مجزرين على الأرض ولم يبق غيره وغير النساء والذراري نادى : «هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟».

ثم التفت إلى أصحابه منادياُ: «يا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا مسلم بن عوسجة، يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني؟! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون؟ أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه؟ فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم، أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام…».

فخرج علي بن الحسين زين العابدين وكان مريضاً لا يقدر أن يقل سيفه، وأم كلثوم تنادي خلفه: يا بني ارجع، فقال: يا عمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله : فقال الحسين : يا أم كلثوم خذيه لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد .

استعداد الإمام الحسين عليه السلام للحرب

ولمّا قرّر الإمام النزول إلى المعركة جاء إلى المخيم فجمع إخواته وبناته والأطفال فودّعهم وأمرهم بالسكوت وطلب ثوباً عتيقاً لا يرغب فيه أحد، فخرّقه ولبسه تحت ثيابه؛ لئلا يُجرّد منه. فلمّا قُتل ، جرّدوه منه وتركوه عرياناً على وجه الصّعيد. ثم إنّه لما رأى ولده عبد الله الرضيع يجود بنفسه من العطش أتى به– حسب بعض المقاتل- نحو القوم يطلب له الماء، وقال: «إن لم ترحموني، فارحَموا هذا الطفل»، فاختلفَ العسكر فيما بينهم فصوب اليه حرملة بن كاهل السهم وهو في حِجر أبيه فذبحته من الوريد إلى الوريد.

فأمر الشمر الرماة فتراجع الإمام إلى الخلف مثخناً بالجراح والسهام فأحاطوا به صفاً.

وقيل أنّ رجلاً من كنده ضربه على رأسه . وقالوا: «وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه، فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في صدره- وفي بعض الروايات: على قلبه».

وروي أنّه لما ضعف عن القتال وقف، فكلّما أتاه رجل وانتهى إليه انصرف عنه حتى جاءه رجل من كندة يقال له: «مالك بن اليسر، فشتم الحسين وضربه بالسيف على رأسه وعليه برنس فامتلأ دماً».وضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى، وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ثم رماه سنان أيضاً بسهم، فوقع السهم في نحره، وطعنه صالح بن وهب المرّي “وقيل سنان بن أنس” على خاصرته طعنة فسقط الحسين عن فرسه إلى الأرض.

في تلك الحالة وبينما هو يجود بنفسه وقد أحاط به العدو خرج عبد الله بن الحسن بن علي وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي لتحبسه فأبى وامتنع امتناعاً شديداً فقال: «لا والله لا أفارق عمّي فأهوى بحر بن كعب وقيل حرملة بن كاهل الأسدي إلى الحسين بالسيف» فقال له الغلام: «ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي!» فضربه بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها– أي قطعها- إلى الجلد فإذا هي معلقة… ورماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمّه الحسين .

ثم جاء الشمر مع جماعة من جيش عمر بن سعد فيهم أبو الجنوب عبد الرحمن بن زياد وقشعم بن عمرو بن يزيد وصالح بن وهب اليزني وسنان بن أنس النخعي وخولي بن يزيد الأصبحي وهو يحثّهم على قتل الحسين . فلم يمتثل أمره أحد منهم فصاح شمر ما تنتظرون بالرّجل؟ ثم أمر خولى بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فنزل ليحتّز رأسه فأرعد وامتنع عن ذلك، فقال شمر: «فتّ الله في عضدك ما لَك ترعد؟» فنزل شمر “وقيل سنان بن أنس” فقطع رأس الإمام وناوله لخولي.وبعد استشهاده وجد في بدنه: 34 طعنة رمح و33 ضربة سيف وجراح أخرى من أثر النبال. ثم جردوا الإمام من ثيابه وتركوه عارياً.

بل تجاوزوا الحدّ وعدّوا على المخيم ونهبوا ما فيه من خيول وجِمال ومتاع، وهتكوا سَتر حُرَم رسول الله بسلب ما عليهن من حليّ وحجاب بصورة فجيعة يندى لها جبين كلّ أبيّ غيور. وكانوا يتسابقون في نهب بيوت آل الرسول .

وقصد شمر إلى الخيام مع جماعة من جيشه لغرض قتل الإمام السجاد فتصدّت له السيدة زينب ومنعته من ذلك وقيل الذي منعه جماعة من جيش عمر بن سعد حيث عابوا عليه موقفه هذا

ثم أمر عمر بن سعد بجمع العيال والأطفال في خيمة واحدة وأمر بحراستهم.

سبي عائلة الإمام الحسين (عليه السلام)

ثم إنّ عمرو بن سعد أمر بسبي عائلة الإمام الحسين وفيهم الإمام السجاد الذي اشتد به المرض أثناء المعركة فأرسلهم إلى ابن زياد في الكوفة ومن الكوفة أرسلوا إلى الشام فأدخلوهم قصر يزيد بن معاوية

السلام على الحسين المظلوم الشهيد….

السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي
حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك، عَلَيْكًم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً
مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ
مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ أهْلَ البَيتِ، السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ
بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ
الحُسَين.

فنلبي جميعا اماما المظلوم العطشان الشهيد المذبوح على ارض كربلاء بنداء واحد لبيك يا حسين

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)

اَلسّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ إِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَلِيِّ اللهِ، السّلامُ عَلَيكَ يَابنَ مُحمَّدٍ المُصْطَفَى، السّلامُ عَلَيكَ يَابنَ عَليٍّ المُرْتَضَى، السّلامُ عَليكَ يَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراء، السّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خَدِيجَةَ الكُبْرَى، السَّلامُ عَلَيكَ يَا ثَارَ اللهِ وَابنَ ثَأْرِهِ وَالوِتْرَ المُوتُورَ، أَشهَدُ أَنَّكَ قَد أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنكَرِ، وَأَطَعْتَ اللهَ وَرسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلعنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتِ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يَا مَولايَ يَا أَبَا عَبدِاللهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرْحَامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجّسْكَ الجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِن مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا، وَأَشهَدُ أَنَّكَ مِن دَعَائِمِ الدِّينِ وَأَركَانِ المُؤمِنِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِيُ المَهدِيُّ، وَأَشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقوَى وَأَعلامُ الهدَى وَالعُروَةُ الوُثقَى وَالحُجَّةُ عَلَى أَهلِ الدُّنيَا، وَأُشهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وأَنبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُم مُؤمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوْقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَخواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلبِكُم سِلْمٌ وَأَمرِي لأَمرِكُم مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيكُم وَعَلَى أَرْوَاحِكُم وَعَلَى أَجْسَادِكُم وَعَلَى أَجسَامِكُم، وَعَلَى شَاهِدكُم وَعَلَى غائِبِكُم وَعَلَى ظَاهِرِكُم وَعَلَى بَاطِنِكُم.بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أَهْلِ السَّمَاواتِ والْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِاللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ اِلى مَشْهَدِكَ، أَسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وبالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.ثمّ قم وصرْ إلى عند رجلَيْ القبر وقفْ عند رأس عليّ بن الحسين(عليه السلام) وقلْ:السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ وَابْنُ المَظْلُومُ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ. ثم انكب على القبر وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ المُسْلِمِينَ فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأَبْرَاُ إِلى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ.ثمّ توجّه إلى الشهداء وقلْ:السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللهِ وَأَحِبّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ اللهِ وَأَوِدَّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الوَلِيِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبِي عَبْدِاللهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى