مقالات

جمال عقل يكتب : أنت “مش صحفي” .. بلاش طفاسة !

منذ أن وطأت قدماي بلاط صاحبة الجلالة منتصف ثمانينات القرن الماضي، تعلمنا نحن شباب الصحفيين في ذلك الوقت أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وعلمنا أساتذتنا وشيوخ المهنة مالنا من حقوق وما علينا من واجبات، وظللنا علي العهد والوعد محافظين، وكان لكل منا يومئذ شأن يغنيه.

وقتذاك كان للصحافة جلالها، وللمهنة وقارها، وللصحفي هيبته، وترسخ في عقيدتنا ونحن صغار في المهنة أن النجاح لا يأتى صدفة،ولا يؤخذ بغته إنما يتأتي بالعمل والإخلاص فيه والجد والاجتهاد في مهنة يطلق عليها “مهنة البحث عن المتاعب”والنجاح من عند الله والفشل باذنه جل في علاه، وهو الحنان المنان على خلقه ومخلوقاته.

كانت الصحف القومية الحكومية وبعض الصحف الخاصة الوليدة حلما يراود الكثير من خريجي وطلاب أقسام الصحافة ببعض الجامعات التى فتحت أبوابها بإنشاء أقسام للصحافة والإعلام.. بعضنا سعى، ومن يسعى ويتوكل علي الله فهو حسبه ،وحسبنا أن السماء فتحت أبوابها لبعضنا وحمدنا الله له الحكم من قبل ومن بعد وعليه التكلان.

أثناء عملنا كنا بين الحين والحين نضبط شخصا متلبسا بانتحال صفة صحفي أو شخص “طفس”يحاول التسلل إلى المهنة وكان المتطفلون قلة معطوبة استطعنا فرزهم من سلة الصحفيين “حق وحقيق”، وكنا نجردهم من ثياب المهنة لنكشف عوراتهم أمام المجتمع.

مضت السنون.. ومع تزايد انتشار ظاهرة الصحف الخاصة التي صدرت بتراخيص أجنبية قبرصية ويونانية وبعض الدول الاسكندنافية، وظهور الصحف التي أطلق عليها صفراء وإن تعددت مسمياتها بكل ألوان الطيف، وبعد أن فتحت هذه الصحف صفحاتها لكل من هب ودب من المتعلمين وانصافهم والجهل والاميين واستصدروا لهم “كارنيهات”صحفية فعاثوا في المهنة فسادا بالرشاوي والابتزاز وترغيب وترهيب رجال الأعمال، وأقبلت الدنيا بزخارفها علي بعض أصحاب هذه الصحف الذين معظمهم من مقاولي البناء والهدم وتجار وأصحاب محلات بقالة وتكالبوا علي الدنيا .

حاولنا في تلك السنوات مواجهة الظاهرة وأعلنا الحرب عليهم واستطعنا ما شئنا أن نقتلع جذور بعضهم واستمر البعض في غيهم يعمهون، لم ييأس أهل المهنة، وواصلنا معركتنا ولليوم، وبفضل من الله كنت جندياً مقاتلا في كتيبة المقاتلين، وحارسا من حراس “كارنيه”نقابة الصحفيين حتي واصل زميلنا الكاتب الصحفي علاء عبد الحسيب المهمة ودشن حملة “مش صحفي”للتصدي بكل قوة للمتطفلين علي المهنة ،المندسين بيننا وشاركه الكثير من شباب المهنة هذه المهمة الصعبة .

أملنا في الله ثم في مجلس النقابة القادم بعد أن أصبحت الإنتخابات علي الأبواب أن نضع حدا لهذا الهراء واقتلاع جذور كل من ينتسب للمهنة زورا وبهتانا واستئصال المتطفلين عليها.الكاتب الصحفي جمال عقل مدير تحرير جريدة الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى