تقارير و تحقيقات

خبراء يكتبون روشتة إنقاذ اقتصاد مصر من آثار الصراع السوداني

كتب: عصام النجار

لا تزال الساحة السودانية مشتعلة بنيران الحرب الأهلية التي من شأنها أن تدمر الأخضر واليابس مما دفع الآلاف من السودانيين للهجرة خارج بلادهم هروبا من جحيم الأحداث.. لكن السؤال الذي يفرض نفسه علي بساط البحث:

إلي أي مدي يتأثر الاقتصاد المصري بما يحدث في السودان لاسيما وأن هناك روابط اقتصادية مشتركة بعضها يتعلق باستثمارات مصرية في السودان وبعضها الآخر يتعلق باستيراد مصر للحوم السودانية .

 «اليوم» طرحت الأمر علي المختصين والخبراء للوقوف علي حقيقة الأمر .. وكانت البداية مع الدكتورة هدي الملاح الخبير الاقتصادي بالطبع لا ننكر أن هناك تأثير قوي جراء الحرب الداخلية بالسودان، خاصة وأن المنطقة الحدودية المصرية ملتهبة بشكل عام، مما يؤدي إلي حالة اضطراب وهذا يؤثر علي مصر بشكل عام  لأننا نستورد جزء كبير من اللحوم وقد كانت السودان هي المصدر الأساسي في توريد اللحوم لمصر، وتعد المراعي السودانية من أهم المراعي وأجودها علي الإطلاق بالإضافة الي السمسم والفول الصويا والذرة.

وأضافت أن، لدينا العديد من المشروعات خاصة وأن السودان قريبة من مصر وبالتالي لا يكلف الدولة مبالغ في النقل  فضلا عن الروابط التاريخية التي تربط البلدين ببعضهما إذ كانتا دولة واحدة ومن المؤكد أن لاحداث السودان تأثيرسلبي علي الاقتصاد المصري لان تلك الأحداث جاءت في وقت تلتهب فيه الساحة الدولية بالحرب الروسية علي اوكرانيا ، بخلاف كوفيدا  19والذي أثر علي كافة اقتصاديات العالم ونحن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر بما يحدث من حولنا .

وأشارت أن التصدي لهذه المشكلة يكمن في بذل القيادة السياسية جهودا شديدة لإيجاد الحلول المناسبة لما قد ينتج عنه من أضرار مثل استيراد لحوم من دولة تشاد، ولكن هذا يحمل الدولة تكلفة باهظة خاصة في أسعار النقل ولا تحمل المذاق الأفضل مثل اللحوم التي نستوردها من السودان، ومن المؤسف أن ارتفاع المنتجات والسلع الناتج عن الحروب يتسبب في حدوث تضخم كبير في السوق العالمي بشكل عام، وبالفعل تأثر الاقتصاد المصري تأثيرا كبيراً لذلك تبذل الدولة قصاري جهدها لتوفير المنتجات والسلع بشكل عام وخاصة الأساسية.

وأوضحت أن الدولة تتحمل علي عاتقها عبئا كبيرا يتجسد في نزوح أعداد كبيرة من السودانيين والجالية المصرية التي كانت بالسودان السودان حيث بلغت الاحصاءيات التقريبية نحو خمسة ملايين لاجئ وهو مايؤدي لارتفاع اسعار السلع والمنتجات الأساسية ،بخلاف إرتفاع العقارات والإيجارات ،بمعني أن مصر بها أكثر خمسة عشرملايين لاجئ حيث يتواجد جنسيات أخري غير السودانيين مثل السوريين واليمنيين والعراقيين وكل هؤلاء  يحتاجون طعام ، ودواء ،وكساء ، ومساكن ،لذلك الدولة تحمل علي كاهلها عبء كل هؤلاء.

 من جانبه يري الدكتور شعبان سالم الخبير الاقتصادي أن ماحدث في السودان يمثل عبئا ثقيلا علي الاقتصاد المصري يتمثل في مزاحمة الاجئين والعائدين من السودان للموجودين علي ارض مصر من خدمات واحتياجات كما أن تلك الأحداث سوف تؤثر علي الصادرات والواردات خاصة وأن هناك حدود مشتركة بيننا وهناك مستثمرين مصريين كانوا في السودان وأن مصر سوف تفتقد منتج هام كان يتم استيراده من السودان وهو المحاصيل الزيتية وهي منتج أساسي.

من جانبه قال الدكتور عزت قناوي خبير الشؤون السياسية والاقتصادية بالشرق الاوسط إلي أن ما يحدث  في السودان يمثل أزمة سياسية واقتصادية علي مصر باعتبار مايجري من حولنا من مخططات أجهزة بعينها لا تفسير له إلا وضع مصر في تشتت سياسي واقتصادي، لاسيما ونحن في مرحلة إعادة بناء الوطن ونسير بخطوات ثابتة إلي الامام .

وأضاف أن اهتمام القيادة السياسية بالزراعة فنجاحنا في إستصلاح مساحات جديدة من الأراضي الصحراوية قلل من إستيرادنا للقمح وكنا نستورد الاف من الاطنان من روسيا واوكرانيا ولازلنا نحتاج إلي إاعادة صياغة مشروعات الثروة الحيوانية فلابد من زراعة محاصيل الاعلاف التي تقلل من فجوة استيراد العلف من الخارج بالعملات الصعبة وتشجيع الفلاحين علي التوسع في تربية المواشي لزيادة العرض في اسواق اللحوم وبالتالي تنخفض الاسعار التي ارتفع في الاونة الاخيرة بشكل مفزع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى