كتب- أحمد سامي:
على قطعة قماش خرجت الأنفاس الأخيرة لطالب وودع بعدها الحياة، دون ذنب اقترفه سوى أنه حمل على أكتافه مهمة توفير نفقات أسرته ومساعدتها في مواجهة شبح الغلاء الذي يلتهم الأموال كما تفعل النار في الحطب.
رغم صغر سن الطالب الذي لم يبلغ ال18 عاما إلا أنه تحمل أعباء يهرب منها بعض أشباه الرجال، وقرر أن يكون عونا وسندا لأسرته في تلك الأيام الصعبة، لكن شياطين الإنس لم يمهلوه تأدية رسالته وأنهوا حياته من أجل بضع جنيهات جنوها من وراء سرقة مركبته وهاتفه بعد إنهاء حياته.
كعادته كان الطالب يتجول بمركبة بين شوارع مدينة طنطا يواصل عمله في تركيب الزبائن وتوصيلهم إلى منازلهم أو أعمالهم، مقابل بضح جنيهات يحصل عليها، وابتسامة من أحدهم كانت كفيلة بأن تشحنه طاقة إيجابية تدفعه بقوة نحو الاستمرار في عمله.
لم يستمر الحال طويلا، واستقل شيطان من الإنس التوك توك مع الضحية وطلب منه أن يوصله إلى إحدى المناطق النائية، وبعد الاتفاق على ثمن التوصيلة التى لم يعلم بأنها الأخيرة انطلق الشاب الصغير على أمل أن يجد زبونا في طريق عودته يكون ونسا له ويحصل منه على الأموال.
طمع الراكب في مركبة الشاب الصغير بعد أن وجد جسده هزيلا، وقرر تنفيذ مخططه الإجرامي وأطبق بيديه على رقبته مستخدما قطعة قماش أغلق بها فم الصغير وشل حركته وأصبح غير قادرا على الحركة أو الاستغاثة وبعد بضع ثوان فارق الحياة وودعها على يد عديم الرحمة والإنسانية.
بدأت أحداث الواقعة ببلاغ لمركز شرطة طنطا بمديرية أمن الغربية بالعثور على جثمان (أحد الأشخاص) بدائرة المركز.تم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن الغربية أسفرت جهوده عن تحديد هوية المجنى عليه، وتبين أنه طالب مقيم بدائرة المركز، وأن وراء ارتكاب الواقعة (أحد الأشخاص – مقيم بدائرة المركز).
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بقصد السرقة، حيث أقر باستقلاله مركبة “التوك توك” قيادة المجنى عليه بزعم توصيله لإحدى القرى بدائرة المركز، وحال وصولهما لمحل العثور قام بخنقه باستخدام قطعة من القماش حتى أودى بحياته وتركه وقام بسرقة (التوك توك والهاتف المحمول) الخاصين بالمجنى عليه.
وأرشد عن الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، كما أرشد عن “التوك توك” المستولى عليها لدى عميل سيئ النية (عاطل – مُقيم بمحافظة كفر الشيخ) أمكن ضبطه.
