أخبار

حماس تختار التهدئة وعدم الانخراط في الحرب مع إسرائيل على وقع اعتداءات جنين

علي وقع العملية الاسرائيلية واسعة النطاق علي مخيم جنين بالضفة الغربية، اختارت حركة حماس الفلسطينية، هذه المرة، التهدئة وعدم التصعيد والانخراط في الحرب مجددًا.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في بيان، مساء أمس، أن حركة حماس الفلسطينية، طالبت عبر وسطاء، القوات الإسرائيلية بوقف العدوان على مخيم جنين، مؤكدة أن المقاومة قادرة على الرد في الوقت المناسب.
لكن حتى الآن، تلتزم حركة حماس ضبط النفس على أرض الواقع، رغم تصاعد تصريحاتها تجاه إسرائيل بشأن الاشتباكات الدائرة في مخيم جنين. وعلى عكس العمليات السابقة، كانت تسارع حماس للتورط في حرب مع إسرائيل، مع كل تصعيد تشهده القدس أو الضفة الغربية.
ويرى محللون أن حماس للمرة الأولى، تفضل عدم توريط قطاع غزة في حرب مدمرة جديدة، والتي ستقود إلى اعتداء إسرائيلي على القطاع، وتخلف المزيد من القتلى بين أهالي غزة.
أعلن المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أمس، أن العملية الإسرائيلية على مدينة القسام ستفشل ولن تحقق أهدافها، محملة حكومة نتنياهو كافة المسؤولية عما يجرى في عدوان ضد جنين.
وأشار قاسم، إلى أن القوات الإسرائيلية لن تستطيع أن تحسم المعركة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يواصل نضاله وقتاله حتى تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال.
عدم تحمل قطاع غزة لصراع جديد
يأتي عدم انخراط حركة حماس في تصعيد جديد مع إسرائيل في الوقت الحالي، إلى إدراكها بالوضع المنهك الذي يعيشه قطاع غزة التي تحكمه منذ عام 2006.
هذا الموقف بعدم التصعيد من قبل حماس يأتي فقط بعد أقل من شهرين من تصعيد بين الحركة وإسرائيل، والتي قامت خلاله الأخيرة بقصف قطاع غزة، مما خلف تدمير في البنى التحتية ومقتل 15 فلسطينيا ووقوع عشرات المصابين.
وجراء الحروب المتتالية بين إسرائيل وحركة حماس، يعيش المدنيون في قطاع غزة على واقع سيء، مع غياب الخدمات الأساسية كالكهرباء ومياه الشرب، ونقص الأدوية وتدهور المستشفيات وكذلك التدهور الكبير في الظروف المعيشية.
وتؤكد الأرقام هذا الواقع السيء الذي يعيشه القطاع، فوفقا لتقرير صادر من مجلس العلاقات الدولية- فلسطين أن معدل الفقر في قطاع غزة بلغ 64% وهو ضعف المعدل مقارنة بالضفة الغربية، كما أن أكثر من 57% من المواطنين في القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وبين التقرير أن أكثر من ثلث الشعب يعيشون في فقر مدقع وأن 80% من السكان يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية والمنح. كما بلغت نسبة البطالة بين الشباب أكثر من 62%.
هذه الحروب المستمرة تسببت في العديد من الأمراض النفسية بين أهالي قطاع غزة، إذ كشفت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينيين أن نسبة المصابين بالاكتئاب في القطاع بلغت 71٪.
دعوات لوقف الحرب
ودائما ما تنشر وسائل إعلام دولية لشهادات فلسطينيين في قطاع غزة يطالبون بوقف القتال بين حماس وإسرائيل، والتي يدفع ثمنها بشكل مباشر المدنيين في قطاع غزة.
وترى الأسر أن هذه الحروب دائما ما تقود إلى تدمير منازلهم والبنى التحتية المتهالكة في القطاع، وتفاقم من مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية.
ويرى الكثير من المحللين أن حماس تتحرك في حروبها تجاه إسرائيل دون الاعتماد على مرجعية وطنية أو إجماع وطني مع المواطنين أو الجماعات الأخرى الفلسطينية، فهي تفتعل حروبها متى تريد، ولأسباب خاصة بها هي، ولا تأخذ بعين الاعتبار ما ستسببه الحرب من تداعيات على المواطنين المدنيين وعلى الواقع المعيشي المتردي لقطاع غزة المكتظ بالسكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى