فن ومنوعاتمقالات

حكاية بيت الروبي

تظل السينما هي ساحة لسباق النجوم وعلى مر السنوات كانت مقياس النجومية ومن يستطيع أن يتربع على عرش إيرادات شباك التذاكر يصبح هو الأعلى أجرا والأكثر شهرة.

السينما تجمع بين الصناعة والفن وهذا الأمر هو سلاح ذو حدين فكيف تقدم فنًا هادفًا يستطيع البقاء ولا ينسى بمجرد رفعه من دور العرض دون أن يقدم تنازلات لتحقيق المكسب المالي أو القليل من التنازلات أن جاز التعبير.

فالسينما لها سحر خاص وتكمن قوة النجم حين يستطيع أن يجذب الجمهور فيذهب ويدفع من أجل أن يشاهد الفيلم فى دار العرض.

استطاع فيلم “بيت الروبي” أن يحقق نجاح كبير وهذا الأمر لم يكن من واقع الإيرادات التي اقتربت من 80 مليون داخل مصر، ولكن فى استمرار النجاح حتى بعد إنتهاء موسم عيد الأضحى وهو أمر غير معهود فى كثير من الأعمال الكوميدية.

فيلم بيت الروبي استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة أن يقدم كوميديا هادفة وليس تسول للضحك، فقدم الفيلم كوميديا غير مصطنعة تحمل فى داخلها دراما تلمس واقع حياتنا.

قصة فيلم بيت الروبي تلمس صميم المجتمع بالرغم من بداية الفيلم بالمناظر الخلابة والبيت الذي تعيش فيه أسرة إبراهيم الروبي بالقرب من الشاطئ بعيدًا عن طنين الهواتف المحمولة فتظهر حياتهم فى غاية السعادة فتجذب المشاهد ليتمني العيش فى هذه الطبيعة الساحرة.

بعد ظهور شقيق إبراهيم وطلب الذهاب للقاهرة، يطرح التضاد بين حياة المدينة الصاخبة وحياتهم السابقة تساؤلات داخل المشاهد أي حياة أفضل؟

لتكشف الأحداث أن هذه الحياة لم تكن من اختيارهم بل أجبر عليها الأستاذ الجامعي للهروب من خطأ طبي قامت به زوجته الطبيبة فطاردتها فيديوهات اليوتيوب وبرامج السوشيال ميديا، فقرر الزوج أن يهرب حتى لا يواجهوا أبنائه صفعات المجمتع وجلدات مواقع التواصل الإجتماعي.

ناقش الفيلم العديد من مشاكل المجتمع والتي كانت مواقع التواصل الإجتماعي عامل أساسي فيها مثل إستخدام بعض الصبية حساب يحمل صورة فتاة للانتقام من صديقهم بسبب تفوقه، كذلك ظهور عمرو أديب ومنى الشاذلي وهو الأمر الذي يظهر سطوة برامج “التوك شو”.

أيضا الفيلم يظهر قوة السوشيال ميديا فبعد مقاومة طويلة من إبراهيم الروبي لم يستطع الصمود “وندهته النداهة” وأصبح انفلونسر بعد تداول مقطع فيديو له عن طريق الصدفة حقق ملايين المشاهدات.

لكنه يصدم بعد أن أستخدم حادثة زوجته القديمة من قبل القائمين على تسويقه لزيادة المشاهدات وقررت زوجته العودة إلى حياة الهروب الأكثر هدوء.

بعد العديد من الصدمات والمواقف قرر إبراهيم الروبي ألا يهرب مجددًا بل مواجهة كل مايحدث استطاع أن يكمل حياته فى المدينة الصاخبة وتحدي شبح السوشيال ميديا ولكن ظلت الإغراءات قائمة.

فيلم بيت الروبي يستحق المشاهدة ليس لأنه قدم قصة تمس الواقع فقط فقد ظهر أبطاله كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز فى تناغم عزف من خلاله المخرج بيتر ميمي سيمفونية تواكب حداثة العصر ولعلي أزعم أن فيلم “بيت الروبي” يملك سحر أفلامنا التي صنعت لتبقي ونشاهدها فى كل مرة تعرض فيها.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى