كتب- محمود حسن
أصبحت الأغاني والمهرجانات جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية في مصر، ومع ذلك، فإن الألفاظ والكلمات المستخدمة في هذه الفنون غالباً ما تشهد جدلًا اجتماعياً حيث تميل بعضها إلى التحدي والجرأة.
وفي هذا الصدد تستعرض جريدة وموقع “اليوم” الجانب السلبي حول تأثير الألفاظ في الأغاني والمهرجانات على المجتمع المصري.
انتشرت في الآونة الأخيرة ألفاظًا غير مقبولة من قبل مقدمي المهرجانات والأغاني الشعبية على الساحة الفنية، حيث ظهر مطربا المهرجانات “عمر كمال وحمو بيكا ” في مقطع فيديو مهين للنساء بأغنية «أنتِ معفنة» وهذا على غرار الأغنية الأصلية «أنت معلمة» وتمثل هذه الألفاظ إهانة مباشرة للنساء، مما قد يتسبب في خلق مشكلة اجتماعية تثير الجدل في العديد من الثقافات بين فئات المجتمع.
النقابة تقرر إيقاف عمر كمال وحمو بيكا لمدة أسبوعا
من جانبه كتب الفنان “مصطفى كامل” نقيب المهن الموسيقية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قائلا إن النقابة العامة للمهن الموسيقية قد قررت إيقاف عمر كمال وحمو بيكا أسبوعاً عن العمل، حيث يبدأ من يوم 2023/9/3 مع تغريم كل منهما مبلغ 50 ألف جنية مصري، وذلك بسبب الفيديو المتداول لهما بأغنية «أنت معفنة» على منصات ومواقع السوشيال ميديا، حيث تلعب نقابة المهن الموسيقية دوراً مهماً في مراقبة ورصد الألفاظ غير اللائقة الصادرة من مقدمي المهرجانات والأغاني.
وفي سياق متصل أعلن الفنان “مصطفى كامل” نقيب المهن الموسيقية عن إحالة المطرب الشعبي رضا البحراوي إلى التحقيق بعد غنائه أغنية حملت جملة «عليا الطلاق كله بيكذب»”، التي قدمها مغني المهرجانات “كزبرة “من قبل، وتم تحويله إلى جهات التحقيق، حيث جاء قرار النقابة بتحويل رضا البحراوي للتحقيق بعد تجاهله تحذيرات النقابة للمطربين، بعدم استخدام الألفاظ المسيئة في أغانيهم، أو الحفلات التي يقدمونها.
سارة زكريا تستخدم ألفاظًا اعتبرها الجمهور إهانة
كما ظهرت المطربة اللبنانية “سارة زكريا” في الفيديو وهي تغني في حفلها بالساحل الشمالي، مستخدمة ألفاظاً خارجة أغضبت المتابعين، الذين اعتبروا أن هذا الأمر إهانة للجماهير المصرية، حيث قالت المغنية اللبنانية موجهة حديثها إلى جمهور حفلها: “هما كلهم هنا بيضربوا برشام ولا إيه”؟
مهام النقابة في ضبط المشهد النقابي تجاه المخالفين من الفنانين خلال الفترة القادمة
يحرص الفنان مصطفى كامل “نقيب المهن الموسيقية ” على تفعيل الدور الرقابي التوعوي والثقافي داخل النقابة، وظهر ذلك منذ اللحظة الأولى من توليه منصب نقيب المهن الموسيقية في مصر ، حيث ساهم في تشكيل مرصد مختص لرصد المخالفات المهنية الصادرة عن الفنانين وتحويل مرتكبيها للتحقيق الفوري، وهذا يؤكد على أهمية تفعيل دور الرقابة والتوجيه.
كما لعبت نقابة المهن الموسيقية دورًا مهماً في مراقبة ورصد الألفاظ غير اللائقة في المهرجانات والأغاني، ويمكن للنقابة تقديم توجيهات وتوصيات للفنانين حول استخدام اللغة وضرورة احترام القيم والأخلاق الاجتماعية.
جدير بالذكر النقابة تقوم بتنظيم ورش عمل وحلقات نقاش للفنانين حول دورهم في تشكيل الرأي العام وتأثيرهم على الشباب، وهذا يؤدي إلى تعزيز الوعي بأهمية استخدام اللغة بحذر ومسؤولية، بينما للتواصل مع الجمهور أهمية كبيرة، حيث أصبح بإمكان نقابة المهن الموسيقية التعاون مع الجمهور والمؤسسات المجتمعية لفهم تأثير هذه الألفاظ على المجتمع، وجمع ملاحظات وآراء حول هذا الموضوع من خلال آراء النقاد من الفنانين، والمثقفين وقادة الرأي في المجتمع.
الفن الصاعد يحتاج إلى تفعيل دور المسؤولية عن ما يصدر من الفنان ألفاظًا غير مقبولة لجمهور الرأي العام وتحتاج لعقوبات صارمة في بعض الحالات، وهذا يمكن تحقيقه من خلال أن تتخذ النقابة إجراءات قانونية، أو تطبق عقوبات على الفنانين الذين يستخدمون ألفاظًا غير لائقة في أدائهم مثل شطبهم من جداول النقابة بعد تحذيرهم مرة أو اثنين أو أكثر، ولأن التوعية العامة هدف نبيل، أصبح للنقابة دورًا هاماً في توعية الجمهور بأهمية احترام اللغة والقيم في الفنون وتشجيع الجمهور على تقبل التنوع اللغوي والثقافي.
بشكل عام يرى كثيرين بإمكان مساهمة نقابة المهن الموسيقية والممثلين في مصر في الجهود المستدامة للحفاظ على اللغة والثقافة وضمان استخدام الألفاظ، وذلك بطريقة تعزز التعبير الفني دون المساس بالقيم والأخلاق المجتمعية، وذلك من أجل عودة الفن الصاعد للجمهور الذي أصبح يعاني كثيراً اليوم من تدني الذوق العام الناتج عن انتشار الفن الهابط، والذي أصبح له تأثيراً سلبياً على الطفل وعلى الأسرة في المجتمع.
