تقارير و تحقيقات

في ذكرى وفاته.. “عمر مختار” كان يؤذن للصلاة عندما صعد إلى حبل المشنقة

في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا أسد الصحراء “عمر المختار” ذلك الشيخ المجاهد الذي عُرف عنه الحنكة والذكاء، فلم يخض حربًا إلا وعاد منها منتصرًا، فكان اسمه ما إن يذكر أمام الأعداء إلا ودبّ الخوف والهلع في صدورهم، فلقد كانت خطته وتدبيراته كلمة السر في انتصاراته، ولقد ربّى على يديه أجيالا كانوا مخلصين له أيّما إخلاص، فبات النصر حليفهم أينما رحلوا.

وفي هذا الصد يسرد موقع “اليوم” لحظات محاكمة أسد الصحراء، فهذا الموقف به تفاصيل جديرة بالطرح والمعرفة.

أتى يوم المحاكمة، وقد وافق الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والمليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن أذان الصلاة بصوت خافت، عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية  يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً  ، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.

سبق إعدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند تنفيذ الحكم، فقد ضرب “جربوع عبد الجليل” ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار، ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العباريَّة وندبت فجيعة الوطن عندما علا المختار مشنوقًا، ووصفها الطليان «بالمرأة التي كسرت جدار الصمت». يقول الدكتور العنيزي: «لقد أرغم الطليان الأهالي والأعيان المُعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على حضور المحاكمة، وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة، ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي، لم أكن أستطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم، إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور».

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى