تظل ذكرى انتصار السادس من أكتوبر خالدة فى القلوب والعقول، يستطيع حتى من لم يعاصرها أن يشعر كيف كان الترابط والتلاحم بين كل فئات الشعب المصرى دفاعًا عن الوطن بعد أن تدفق جنودنا كالطوفان واستطاعوا عبور قناة السويس واختراق “خط برليف” الذى نسجت عنه إسرائيل أساطير كاذبة، ورفع جنودنا رايات النصر ليرفع جميع المصريين هامتهم عاليًا وانتفض الشعب كله لتقديم كل مايستطيعون لدعم جيشهم.
وكان للفنانين والفنانات دور ليس فقط بتقديم أعمال فنية تحكى وتأرخ للحرب ولكن كان هناك وجه آخر حيث شارك عدد من الفنانات فى ملحمة أكتوبر نذكر منهن:
نادية لطفي دور كبير من النكسة حتى النصر
كان دور الفنانة نادية لطفى بارز ضمن أكثر الفنانات مشاركة فى هموم الوطن وبدأ ذلك منذ “نكسة 67” وحسب ماذكره الصحفى فوميل لبيب في مجلة “السينما والمسرح”، عدد إبريل عام 1976، عن نادية أنها “فنانة بصمات رحمتها واضحة مع أسر الشهداء عام 1967، ومع الجنود فى الخنادق خلال حرب الاستنزاف، ومع أبطال المعارك فى حرب أكتوبر”.
كما ذكر أنها عملت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادى العسكرى ، وقد أقامت فى قصر العينى لإسعاف الجرحى.
كما قامت بتنظيم زيارات للمصابين جمعت فيها عدد من الفنانين والأدباء منهم فطين عبد الوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، كما جمعت لطفي شهادات الأبطال المصابين في حرب أكتوبر خلال فيلم “جيوش الشمس”.
فاستطاعت نادية أن تقدم دورا مجتمعيا ووطنيا خلال فترة حرب السادس من أكتوبر، إلى جانب عملها كفنانة.
تحية كاريوكا تقيم شهور بالمستشفى
أما الفنانة الراحلة تحية كاريوكا فقدعرفت بعشقها لتراب هذا الوطن، وقدمت دور كبير خلال حرب أكتوبر فى جمع التبرعات ومشاركة الهلال الأحمر ومستشفى قصر العينى بكل ماتستطيع من جهد، بل أنها أقامت لشهور فى عنبر 21 لخدمة الجرحى والمصابين.
فاتن حمامة عملت كممرضة
كذلك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، قامت بدور كبير خلال فترة الحرب ولم تبخل بالجهد والوقت فقد تعاونت مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر وعملت كممرضة لمساعدة المصابين إلى جانب زيارة أبطال الحرب فى الكثير من المستشفيات للتخفيف عنهم .
جاء ذلك انطلاقًا من شعورهن أن للفنان رسالة تجاه وطنه غير تقديم الأعمال الفنية فتظل سيرتهن حتى بعد الرحيل باقية.
