مقالات

د.حمدي سعد يكتب: خمسون عاما من القتل والدم !


كاتب هذه السطور تجاوز الخمسين عاما، عاشها جميعا بوجدانه وقلبه، متعاطفا ومتألما لما يلاقيه إخواننا فى فلسطين من قتل وسحق وسجن وحصار وتهجير وجرائم كلها ضد الإنسانية.


خمسون عاما لا يمر أسبوع أو حتى يوم لا أسمع فيه خبرا عن استشهاد شهيد أو استهداف مواطن أعزل أو هدم منازل او مصادرات لمئات الهيكتارات من الأفدنة لإقامة المستوطنات.


خمسون عاما بدأت بسماع هذه الفواجع عبر الراديو ثم مشاهدة بعض صورها فى بعض الجرائد اليومية، قبل أن تظهر الفضائيات التى تبث مباشرة بالصوت والصورة مجازر مروعة على مدار الساعة.


خمسون عاما تطاردني الجثث والأشلاء وأصوات القنابل العنقودية والشاشات الحمراء الملطخة بدم الأبرياء الذين لا ذنب لهم ألا تمسكهم بأرضهم ومقدساتهم.


خمسون عاما لم تعد ذاكرتي تستطيع إحصاء عد الضحايا الأبرياء شهريا او حتى اسبوعيا، وسط صمت مطبق من جميع ما يسمى بالمجتمع الدولى المتواطئ مع مجرمي الحرب ومصاصى الدماء.


خمسون عاما وأنا أفكر كيف كبر اطفال الحجارة فى الانتفاضة الاولى وتزوجوا وانجبوا أبطالا استطاعوا اجتياح مواقع عسكرية حصينة فى غلاف غزة فى السابع من اكتوبر؟.


كيف لهؤلاء أن يربوا أبنائهم على هذه العقيدة التى تكره الظلم وترفض الخضوع للمحتل وبيع القضية كما باعها من يتربحون من وراءها ويزعمون دفاعهم عنها؟
خمسون عاما اثبت فيه الفلسطيني انه صاحب قضية وصاحب حق ولن يتنازل عن حقه مهما قدم من تضحيات نراها نحن مؤلمة ويراها هو خياره الوحيد للنصر او للشهادة.


خمسون عاما أدركت فى نهايتها أن الحق حتما سينتصر مهما قلت عدته وعتاده، وسيندحر الظلم مهما كثرت أسلحته وطائراته وقنابله ودباباته، فلن ينتصر كيانا قائم على اغتصاب الأرض واغتصاب الحق فى الحياة!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى