تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

طوفان الأقصى 25.. كوارث إنسانية تنفجر ومقاومة تأبى الاستسلام

لم تهدأ وتيرة عطش الاحتلال للدماء الفلسطينية المستمرة منذ ٢٥ يومًا، واستمر في تدميرالبيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، دون اكتراث بقانون أو عرف دولي، فارتفع عدد شهداء القطاع إلى ما يربو على ٨٥٢٥ شهيدًا، بينهم ٣٥٤٢ طفلًا، و ٢١٨٧ امرأة.ج، ونحو ٢٠٠٠ شخص مفقود تحت أنقاض المباني بينهم ١١٠٠ طفل، وأكثر من ٢١٥٤٣ مصاب. وارتكبت تلك المجازر في حق ٩٢٦ عائلة في القطاع.

وذلك الاحصاء خرج من وزارة الصحة قبيل ارتكاب الاحتلال لمجزرة مخيم جباليا التي راح ضحيتها أكثر من ٤٠٠ مصاب وشهيد، حيث ألقت قوات الاحتلال على المخيم ٦ قنابل تزن كل واحدة منها طنًا. ومخيم النصيرات الذي استشهد فيه ٤٢ شخصًا بخلاف المفقودين تحت الأنقاض. وقال اليونيسف: إن ٤٢٠ طفل يموت كل يوم في قطاع غزة جراء العدوان.

كما فقدت الطواقم الطبية في القطاع ١٣٠ شهيد، وطواقم الإنقاذ ١٨ شهيد، والصحفيين ٣٥ شهيدًا.

كذلك تعمد الاحتلال قطع الاتصالات والإنترنت للمرة الثانية عن القطاع أثناء قصفه- حسب بيان شركة “بالتل” الفلسطينية للاتصالات، كما تعمد ذلك في جنين عند اقتحامها.

الوضع الإنساني في غزة

مع زيادة كوارث القصف يزداد تردي الوضع الإنساني في غزة، حيث يتعمد الاحتلال الضغط على أهالي القطاع لزيادة الضغط على المقاومة، ومع حرمان القطاع من الوقود طيلة ٢٥ يومًا، كان لابد للوضع أن ينفجر في مكان محروم المياة والكهرباء والاتصالات، وينبته التحتية مدمرة. وحذرت منظمات دولية من أن عدم توفر المياة النظيفة ينذر بعمل بؤرة وبائية في مراكز الإيواء.

لكن الأكثر قسوة في القطاع اليوم كان نفاد وقود المستشفيات، حيث أطلق مسؤول وزارة الصحة في القطاع صرخة استغاثة للعالم بأسرة- بعد الثانية صباح اليوم- من أن الوقود الذي يشغل المولدات الكهربائية في مجمع الشفاء الطبي- الذي يشمل ٣ مستشفيات- والمستشفى الإندونيسي لن يصمد سوي ساعات قليلة. وهو ما يعني حدوث فاجعة إنسانية حيث يضم المستشفى أكثر من ٦٥٠ مريض بالفشل الكلوي، و ٦٢ مريض وجريح على أجهزة التنفس الصناعي، و ٤٢ طفل على أجهزة دعم الحياة بالحضانات. 

ونادي بضرورة التدخل لتزويد مستشفيات الشفاء والإندونيسي بالوقود، حتى أطلق نداءه لأهل غزة ولكل من لديه أية كمية من الوقود وإن كانت لترًا واحدًا أن يزود به المستشفى لعله يساهم في منع وقوع الكارثة.

كذلك كرر مسؤول وزارة الصحة في غزة نداءه للسلطات المصرية لسرعة فتح معبر رفح، لدخول الوقود والمساعدات الإنسانية، وعبور الجرحى للعلاج بمصر. وقال مسؤول بحركة حماس إن المساعدات التي تدخل القطاع- على عدم كفايتها- تستولي عليها الأونروا والمنظمات الأممية ولا توزعها بالشكل المناسب لحاجة القطاع.

وذلك مع الوضع في الاعتبارأن الاحتلال يواصل استهدافه جميع مستشفيات القطاع بلا هواده.

معبر رفح

أعلنت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية اليوم فتح معبر رفح لعبور ٨١ مصاب- من أصحاب الإصابات الخطيرة- إلى مصر لتلقي العلاج. 

وكذلك أعلنت دخول ٣٩ شاحنة مساعدات طبية وغذائية ودوائية عبر معبر رفح، ليصل إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت من المعبر منذ بدء العدوان ١٩٦ شاحنة، علمًا بأن حاجة القطاع تبلغ ٥٠٠ شاحنة مساعدات في اليوم.

وكانت بريطانيا وفرنسا قد أعلنت اتفاقهما اليوم على إدخال مساعدات لغزة عن طريق البحر في أقرب فرصة ممكنة.

مسير المقاومة

“الاشتباكات في قطاع غزة تدور وجهاً لوجه”… هكذا وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال، حال الحرب البرية التي أعلنها منذ عدة أيام، كما أعلن مصرع جنديين من جنوده وإصابة اثنين معللا ذلك بأن “للحرب تكلفة باهظة”، دون أن يعطي تفاصيل عن شكل عملياته ومستوى التقدم فيها، وحجم الخسائر. ونشرت شبكة قدس الإخبارية عن مصادر عبرية: أن الاحتلال نقل إصابات لجنوده خلال الاشتباكات المسلحة شمال قطاع غزة بالمروحيات.

ونفت المقاومة كل ما أكده الاحتلال مؤكدة أن تقدمه البري يقتصر على الأماكن المحروقة أمنياً وعسكرياً أو الفارغة من السكان الفلسطينيين- بسبب القصف العنيف والجنوني على مدار ٢٥ يوماً- مثل مناطق: العطاطرة، والكرامة- التي تضم أبراجاً دمرها الاحتلال وقصفها منذ بداية الحرب بشكل هستيري.

وبينما قال الاحتلال أنه يجهز على المقاومة، حيث قصف خلايا إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواقع مراقبة، وصادر العديد من الأسلحة بينها بنادق ومتفجرات، وادعى قتل عدد من جنود المقاومة بينهم قيادي بالقسام، صرحت مصادر بتحرك قوات إسناد إسرائيلية كبيرة معظمها دبابات لقطع حدود قطاع غزة لإنقاذ جنوده، بعد وقوع قوة من جيش الاحتلال في كمينٍ لكتائب القسام، وشن الاحتلال قصف مدفعي على عدة مناطق قرب غزة وشرق محافظة الوسطى.

وقد أكد “أبو عبيدة” في خطابه أن قوات القسام قد أجهزت على العدو في أماكن عدة وأوقعوه في كمائن عديدة داخل المناطق التي حاول التقدم فيها، وأنهم تمكنوا من تدميرأكثر من ٢٢ آلية متوغلة، بقذائف “الياسين ١٠٥” والعبوات الناسفة المضادة للدبابات من المسافة صفر. وقد نشرت القسام بعض بيانات حول أماكن الاشتباك فقالت: إن قواتها اشتبكت مع العدو في مناطق: “جحر الديك” شرق المحافظة الوسطى وغرب منطقة “التوام” شمال القطاع ومنطقة “بيت حانون” شمال القطاع و”أم المهد” و “الفراحين” قرب الحدود الشرقية لخانيونس. كما أعلن “أبو عبيدة” مهاجمة قوات البحرية الصهيونية بالطوربيد “عاصف” الموجه عن بعد- الذي يدخل الخدمة لأول مرة في طوفان الأقصى.

كذلك أعلنت سرايا القدس قصف تجمعاً لآليات العدو غرب منطقة الكرامة بعشرات قذائف الهاون، ما أدى لإصابة العديد من جنوده وتم إجلاؤهم من المنطقة. وأعلنت كذلك استهداف قوة صهيونية راجلة وتجمعاً للآليات في محيط مبنى السفينة غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون، وقصف تجمعا لآليات العدو المتوغلة في منطقة العطاطرة، وتجمعاً آخر في موقع “إيرز” بقذائف الهاون. و قالت سرايا القدس إنها استهدفت قوة مدرعة وقوة راجلة للعدو في منطقة السموني بحي الزيتون بعدد من قذائف الهاون، وأنزلت بهم خسائر كبيرة.

وأعلنت كتائب المجاهدين تصدى جنودها في وحدة الدفاع عند الساحل لمحاولة إبرار بحري إسرائيلية شمال غرب مدينة غزة، ما أجبر قوات العدو على الانسحاب وفشلت عملية الإبرار. ونشرت شبكة “قدس” الإخبارية أن المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي لمحاولات تقدم جيش الاحتلال جنوب شرق غزة، ويتخلل الأحداث إطلاق قذائف مضادة للدروع وإطلاق نار بعد تجاوز آليات الاحتلال شارع صلاح الدين ومحاولة توجهها إلى شارع الرشيد (البحر).

وفي الضفة الغربية اندلعت عدة مواجهات كان أهمها في جنين، التي اجتاحتها قوات الاحتلال بقرابة ٨٠ آلية ثقيلة وداهموا منازلها، واعتقلوا عددًا من رجالها، وقصفوا منزلا حيث نقلوا عددا كبيرا من الجرحى للمستشفيات، بينما تصدت كتائب المقاومة للقوات المقتحمة. واندلعت المواجهات عند مدخل بيت فوريك شرق نابلس، وعلى مثلث خرسا جنوب دورا بالخليل. كما استهدف إطلاق نار النقطة العسكرية الإسرائيلية المقامة على جبل جرزيم في نابلس. واشتعلت المواجهات في بلدة جماعين جنوب نابلس، وعلى الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية، بعد مسيرة منددة بمجزرة جباليا داعمة لغزة.

وتوالت الرشقات الصاروخية مع نزال المعركة البرية من فصائلالمقاومة على مستوطنات ومعسكرات الاحتلال في “تل أبيب”- التي قصفها القسام والسرايا في آن واحد- وما حولها وعسقلان وغلاف غزة وما حوله. حتى قال “إلياس كرام”- مراسل الجزيرة: “تل أبيب” أصبحت كأنها غلاف غزة، حيث تعرضت للقصف من غزة ٤ مرات خلال هذا اليوم فقط، وهذا مؤشر على القدرات التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية.

ونشر حزب الله اللبناني إحصاء للخسائر التي ألحقها بالعدو خلال عملياته فقال: عملياتنا على الحدود اللبنانية مع فلسطين أسفرت عن مقتل وجرح ١٢٠ جنديا إسرائيليا وتدمير ٩ دبابات وإسقاط مسيرة، وتسبب عملياته في إجلاء ٦٥ ألف مستوطن عن ٢٨ مستوطنة، بخلاف منظومات الرصد والتجسس والاتصالات التي تم إعطابها.

وأعلن المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين في كلمة ألقاها اليوم- الثلاثاء- العملية الثالثة ضد الاحتلال في فلسطين، بإطلاق دفعة من الصواريخ البالستية و المجنحة ومسيرات على أهداف تابعة له. وقال: إنهم لن يتوقفوا عن استهداف الاحتلال ما لم يتوقف عن المجازر التي يرتكبها في حق المدنيين.

الأسرى

استمر النهج القمعي للاحتلال في الصفة الغربية، ومارست أعنف أنواع القسوة في الاعتقالات الجماعية التي قامت بها، حيث قال نادي الأسير الفلسطيني: إن عدد الأسرى لدى الاحتلال منذ السابع من أكتوبر بلغ ١٧٦٠ أسيرًا، بخلاف حملة الاعتقالات التي شنتها ليلة أمس على الضفة الغربية، حيث اقتحمت البيوت في جنين لتعتقل أهلها عشوائيًا، وقد نفذت الليلة الماضية قرابة ٥٠ حالة اعتقال. كذلك اعتقلت “عطا أبو رميلة”- أمين سر حركة فتح بجنين ونجله بعد مداهمة منزله في حي الجبريات قرب مخيم جنين.

كما سجلت هيئة شئون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني انتهاكات عديدة في حق الأسرى في سجون الاحتلال، حيث يسلك الاحتلال ضدهم نهجها انتقاميا، ويعاقبهم عقابًا جماعيا انتقاما من المقاومة، وذلك بالضرب والتعذيب ومصادرة المتعلقات الشخصية ومداهمة الزنازين …إلى آخره.

ونفى “أبو عبيدة” في خطابه اليوم صحة ادعاءات الاحتلال بتحرير مجندة خلال عمليته البرية، واستثنى من ذلك احتمال أن تكون تلك المجندة كانت أسيرة لدى أطراف فردية بعيدة عن القسام. كما أعلن استجابة القسام لوساطات صديقة بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الأجانب لديهم قريبًا.

الشارع الفلسطيني

خرجت التظاهرات الداعمة لغزة المناهضة للعدوان حاشدة في معظم مدن وبلدات الضفة الغربية والداخل المحتل، في طولكرم وجنين وقلقيلية- التي تحولت المسيرات فيها لمواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال عند الحاجز الشمالي فيها، ورام الله، والخليل، وبيت فوريك شرق نابلس، ونابلس، وأبوديس شرق القدس، وبلدة بني نعيم، وبلدة عقربا جنوب نابلس.

وخرجت مسيرة حاشدة لطلاب المدارس في عارورة ومزارع النوباني وعبوين نحو منزل “صالح العاروري”- نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- بعد أن فجرته قوات الاحتلال الليلة السابقة.

وخرج طلاب المدارس في جنين وقرية دير أبو ضعيف وبلدة غانين وبلدة سيلة الظهر وقرية المغير في مسيرات حاشدة، تطورت أحدها إلى اشتباكات حين رشق المتظاهرون مدرعة تابعة للسلطة الفلسطينية احتجاجا على موقف السلطة مما يحدث.

وقد كان نهج السلطة الفلسطينية منذ بداية الأحداث مثيرا للجدل، وكان اليوم متسقًا مع نهجها منذ بداية الأحداث ومطابقًا لقول “نبيل أبو ردينة”- الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية- حين وصف خطتها للأحداث بأنها: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ودافع رئيس الحكومة الفلسطينية “محمد اشتية” عن ذلك النهج فقال: إن “الرئيس عباس يمكن أن يحظى بشعبية في دقيقة واحدة، يمكنه أن يقول: حسناً، أنا أمر قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار على الإسرائيليين.. لكنه رجل واقعي”.

الشارع الصهيوني

الخوف سيد الموقف في الكيان الصهيوني ما بين خوف من صواريخ المقاومة وخوف على الأسرى وخوف من هجمات الفدائيين، ثم الحقد على رئيس حكومة لا يكترث بحياة أسراه مثلما يبحث عن أي نصر شخصي يعيد له كرامته التي بعثرتها المقاومة منذ يوم السابع من أكتوبر.

عن الخوف نشرت صحيفة “يديعوت احرونت” العبرية أن “يائير ويسنر”- الضابط المسؤول عن وحدة جولاني في حدود غزة- أصيب بغثيان وارتفاع دقات قلبه بعدما أطلق النار على جنود إسرائيليين ظناً أنهم من حماس. 

وكما اعترف جيش الاحتلال بمقتل ٣١٥ جندياً وأسر ٢٤٠ إسرائيليا حتى اللحظة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، وأعلن أنه تواصل مع عائلاتهم. اعترف أن أكثر من ٢٠ من مجندات جيش الاحتلال قد رفضن تعيينهم في عمليات الرصد، خوفاً من عمليات المقاومة. 

أما عن الحقد فقد عبرت “ليمور ليفنات”- وزيرة سابقة في حكومات “نتنياهو”- عن أزمة ثقة داخل الجيش فقالت “لنتنياهو”: “كيف سيثق بكم الجنود في غزة الآن؟” في إشارة لمحاولات تنصله من الفشل في ٧ أكتوبر على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، وطالبته بترك منصبه بناءًا على ذلك فقالت: “لا يمكن الاعتماد عليك، أنت غير مؤهل… أعد المفاتيح الآن”.

ولعل ذلك ما حملته أيضًا أسر الأسرى لدى حماس في مؤتمرهم الصحفي الأخير، وكذلك ما أشارت إليه الأسيرة لدى حماس في رسالتها الغاضبة التي نشرها القسام أمس. أيضًا اتفق معهم “أبو عبيدة”- الناطق باسم القسام- في كلمته التي بثها اليوم حيث وصف نتنياهو “بالفاشل”.

الرأي العام العربي والعالمي

على المستوى العربي استمرت التظاهرات الداعمة للحق الفلسطيني، المناهضة للعدوان الصهيوني الوحشي على غزة، وكانت أبرز التظاهرات هي النظارة الحاشدة في محيط سفارة الاحتلال في العاصمة الأردنية عمان، وأعلنت الجامعة العربية عقد قمة طارئة لمناقشة تداعيات العدوان على غزة، وتحرك العاهل الأردني الملك “عبد الله الثاني” في رحلة إلى الخليج يزور فيها الإمارات والبحرين وقطر لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة.

وعلى الصعيد العالمي: خرجت التظاهرات حاشدة في معظم العواصم والمدن الغربية، كذلك قطع محتجون جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي “لجون كيربي”، احتجاجا على الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني في قتل المدنيين، واتهمته إحدى المحتجات- التي قالت إنها كانت مجندة في الجيش الأمريكي ودبلوماسية سابقة استقالت بسبب الحرب العراق- بالمشاركة في قتل الأطفال والنساء في غزة وحملته والحكومة مسؤولية تلك المجازر، ووصفتها بأنها أمر رهيب وطالبته بوقف إطلاق النار فورًا.

وأعلن “كريج موكيبر”- مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك- استقالته من منصبه احتجاجا على طريقة تعامل هيئات داخل المنظمة الأممية مع الأوضع في غزة وخروقات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، وقال: إن المشروع الاستعماري الأوروبي دخل مرحلة نهائية لتدمير بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية.

وعلى مستوى الدول أعلن مبعوث بوليفيا لدى الأمم المتحدة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال، بسبب خرقه القانون الدولي في حربه على غزة، وقتل المدنيين والأطفال والنساء في حرب وصفتها بالإبادة الجماعية. وسرعان ما وجدت بوليفيا من يسير على خطاها، فأعلن “جوستافو بيترو”- رئيس كولومبيا- استدعاء سفير بلاده لدى إسرائيل للتشاور في انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة، وبالمثل استدعى “غابرييل بوريك”_الرئيس التشيلي_ سفير بلاده في “إسرائيل” للتشاور على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها جيشها في قطاع غزة، التي تمثل خرقًا صريحًا للقانون. وهدد الرئيس الكولومبي باتخاذ إجراءات أقوى ضد إسرائيل إن لم تنهي المجازر التي ترتكبها، وأدانت تشيلي قتل المدنيين والنساء والأطفال ووصفها بالعقاب البري.

وهكذا يعمل الاحتلال على زيادة الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثية، مع كل هزيمة يتلقاها على يد المقاومة، وفي كل الأحوال لا يشبع من دماء أهل القطاع، وكأنه يريد أن ينتهى منهم بدون خطط لازمة للتهجير والإبعاد… يريدها طنطورة جديدة في غزة. وفي المقابل تواصل المقاومة استبسالها أمام وحشيته وتطور من أساليبها والكمائن التي تنصبها قواته علها تدرك ثأر أبرياء، لا ذنب لهم سوى الدفاع عن حقهم المشروع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى