تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

طوفان الأقصى32.. غزة تئن جوعًا وعطشا والمقاومة تواصل حمايتها

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة- في اليوم ٣٢ للعدوان- إحصائيات الضحايا منذ اليوم الأول إلى الآن التي حاء فيها: إن ١٠٣٢٨ شخص استشهد في غزة بينهم ٤٢٣٧ طفل و ٢٥٩٥٦ جريحاً. وذلك بخلاف ٣١٧٢ مفقود تحت ركام المنازل.

وقدرت وسائل إعلام فلسطينية أن الساعة الساعة الواحدة تمضي في غزة بارتقاء ١٥ شهيدًا، ستة منهم من الأطفال و ٥ من الإناث. ويصل جريحًا كل ٦٠ ثانية في القطاع إلى المستشفى جراء القصف الإسرائيلي. 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن ٤٦% من عدد الشهداء من المناطق الجنوبية التي يقول الاحتلال إنها آمنة، مؤكدا: أنه ارتكب ١٠٧١ مجزرة في القطاع منذ بدء عدوانه حتى الآن.

كذلك حاول الاحتلال قتل الأيدي التي تفضح جرائمه أمام العالم، فقتل ٤٨ صحفي شهيد في القطاع منذ بداية العدوان، وذلك بخلاف الصحفيين المصابين والذين قتل الاحتلال عائلاتهم جميعًا أو أفرادا منها. كما زادت من حملات اعتقال الصحفيين في الضفة الغربية والداخل المحتل التي كان آخرها اعتقال الصحفي “عامر أبو عرفة” بعد اقتحام منزله بمدينة الخليل.

كذلك أعلن الإعلام الحكومي في غزة عن إقامة مليون ونصف من النازحين في مراكز الإيواء من مدارس ومستشفيات.

الأوضاع الإنسانية في غزة 

الأوضاع الإنسانية لم تسير إلا من سيء إلى آسوأ، فمازال الاحتلال يتعمد قصف المناطق القريبة من المستشفيات ومحيطها، ويوقع بها وبنزلائها من النازحين والمرضى والجرحى خسائر كبيرة، ويمنع عنها الوقود حيث رهن رئيس وزراء الاحتلال توصيل الوقود لغزة، بالإفراج عن أسراهم لدى المقاومة. 

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه ممثلي وزارة الصحة في القطاع من أن إجمالي الوقود في مستشفيات القطاع قد لا يكفي لتشغيلها أكثر من ٣٠ ساعة، وأكدوا أن معظم مستشفيات القطاع تعمل بالمولدات الثانوية ما يعني انقطاع الكهرباء بشكل جزئي عن بعض أقسامها، كما أكدت المصادر توقف ١٨ مستشفى عن الخدمة بينها ٨ مستشفيات حكومية. وأعلن مدير مستشفيات قطاع غزة نجاحهم في تحويل ٩ حالات من الجرحى إلى مصر اليوم عن طريق معبر رفح. بعد وساطات طويلة.

وحول مصادر الإغاثة، مازالت الغارات الوحشية تمنع دخول المساعدات الإغاثية، حيث قال “سلامة معروف- رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة: إن الحرب على غزة هي حرب تجويع وإبادة وتطهير عرقي، وما دخل إلى غزة من شاحنات مساعدات يعادل ما كان يدخل في يوم واحد قبل الحرب. وحذر من شبح أمراض الجفاف وسوء التغذية والأوبئة يلوح في أفق غزة.

وحول إمدادات الإعاشة في القطاع أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أنهم كانوا يتعاملون مع ٣٢ مخبزا في القطاع لم يتبق منهم إلا مخبز واحد، وأن إجمالي المخابز التي تعمل بالقطاع الان ٩ وجميعها مهددة بالتوقف مع نقص الوقود والمياة. كما أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز ٥ لترات من مياه غير صالحة للشرب، حيث توقف كل محطات معالجة وتحلية المياة في القطاع ولم يتبق منها إلا محطة واحدة تعمل قدر المستطاع ولا تغطي بالطبع كافة احتياجات القطاع. ما ينذر بمخاطر المجاعة والأمراض الوبائية.

وكذب “معروف” الروايات الصهيونية حول وجود مناطق آمنة مجهزة بالمساعدات جنوب القطاع، فقال: نستقبل مئات المناشدات من السكان في الجنوب بفعل نقص المساعدات. حيث توجه الأونروا المساعدات إلى المدارس التي تشرف عليها فقط، و لم تقدم مساعدات للنازحين المقيمين خارج مدارسها. وقالت وزارة الداخلية بغزة: إن هناك ٩٠٠ ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة لا تصلهم المساعدات منذ 32 يومًا على العدوان الإسرائيلي. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت اليوم إطلاق النار على إحدى قوافلها التي كانت تحمل مساعدات إنسانية للقطاع.

معبر رفح

أعلنت وسائل إعلام فلسطينية وصول ٧ مركبات إسعاف تحمل ٩ من الجرحى والمصابين، من مجمع الشفاء الطبي بغزة إلى معبر رفح، لإدخالها إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج.

كما رُصِد دخول شاحنات بعضها تحمل خياماً عبر معبر رفح.وذلك بينما قال ٩المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية “لشبكة الجزيرة الإعلامية”: غزة تحتاج إلى ٥٠٠ شاحنة مساعدات يوميا لتخفيف معاناة السكان، وهو تقريبًا نفس إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ ٣٢ يومًا- التي لم يزد مجموعها على ٥٦٩ شاحنة.

                                                

مسير المقاومة 

أطلق “أبو عبيدة”- الناطق باسم كتائب القسام- رسالة على قناته على تليجرام حول مسير الحرب البرية في غزة- قال فيها: “تمكن مجاهدونا خلال الأربع وعشرين ساعةً الأخيرة بعون الله من تدمير 15 آليةً عسكريةً كليًا أو جزئياً على مشارف مخيم الشاطئ وفي بيت حانون، كما دكّوا القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون وخاضوا اشتباكات مع قوات العدو في مختلف محاور القتال”.

وتستمر اشتباكات المقاومة الطاحنة مع جيش الاحتلال على تخوم المنطقة الشمالية لمخيم الشاطئ غرب غزة، وأكدت الكتائب – وقت كتابة هذا التقرير- أن مقاتليها يخوضون مواجهات ضارية مع العدو شمال غرب بيت لاهيا. حيث بلغ إجمالي آليات الاحتلال التي دمرتها كتائب القسام منذ بدء التوغل البري ١١٣ دبابة ومدرعة وجرافة.

وكان الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال قد أعلن ارتفاع إجمالي عدد القتلى بين صفوفه إلى ٣٤٨ ضابطا وجنديا و ٥٩ شرطيا و١٠ من عناصر المخابرات منذ بداية الحرب. فيما قال “أسامة حمدان”- القيادي بحركة حماس: جيش الاحتلال يتكتم حتى الآن على خسائره في قطاع غزة.

وعن سير المعارك البرية أكد “حمدان”: أن جيش الاحتلال يحاول التقدم باتجاه مناطق البناء في غزة، ثم يتراجع تحت وطأة ضربات المقاومة، وعن الحلول المطروحة لإنهاء الحرب قال: “إما أن يغادر الاحتلال غزة بلا قيد أو شرط أو يوافق على صيغة سياسية تفضي إلى انسحابه”.

كما أطلقت كتائب القسام رشقة صاروخية باتجاه “تل أبيب الكبرى”- “تل أبيب” ووسط فلسطين المحتلة، حيث دوت صافرات الإنذار في “تل أبيب” وضواحيها ووسط فلسطين المحتلة وفي مقر هيئة أركان جيش الاحتلال “الكريا” في “تل أبيب”، وسقط صاروخ بشكل مباشر على مبنى في “تل أبيب” فأدى لتدمير أجزاء به.

وقالت سرايا القدس: أوقع مجاهدونا جنود وآليات العدو بكمين أثناء توغلهم بين بركة أبو دقة وبوابة أبو ريدة شرق خانيونس، واستهدفوهم بوابل من قذائف الهاون، واشتبك مجاهدونا مع الجنود وعادوا إلى قواعدهم بسلام. كما أعلنوا قصف أليات الاحتلال المتوغلة جنوب شارع ١٠ برشقة صاروخية. واستهدفت مركز قيادة للعدو خلف مصنع بيونير شمال غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون.

كذلك دوت صافرات الإنذار في “أسدود” بفعل الرشقات الصاروخية للمقاومة. و قالت سرايا القدس: قصفنا “غوش دان وسديروت ومفلاسيم ومفتاحيم” برشقات صاروخية رداً على مجازر الاحتلال ضد المدنيين في غزة. وأنبأت مصادر لدى الاحتلال عن سقوط صاروخ على “بيت يام” وسط فلسطين المحتلة، وسقوط صاروخ آخر على “أور يهودا” قرب “تل أبيب”.

وفي الضفة الغربية، ما إن يحل الليل حتى تبدأ اقتحامات مخيماتها وبلداتها، ومن ثم تبدأ المواجهات، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الليلة بلدتي تقوع ومراح رباح في بيت لحم وقرية تل نابلس وبيرزيت ومدينة قلقيلية- التي شهدت مواجهة مع قوات كتائب شهداء الأقصى التي استهدفت القوات المقتحمة بإطلاق نار كثيف والعبوات الناسفة، وبالمثل حدثت اشتباكات عنيفة في مخيم بلاطة شرق نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال له، واستهدف مقاومون قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم عين السلطان بأريحا بعبوات ناسفة، وبالمثل كان اقتحام الاحتلال لمخيم عقبة بأريحا، وكذلك مدينة الخليل وغيرها من المدن والبلدات، حيث مازالت الضفة تلبي نداء المقاومة على الرغم من كل محاولات التكبيل.

الشارع الفلسطيني

بينما خرجت مدن وبلدات الضفة الغربية في مظاهرات حاشدة، رفضًا للعدوان على غزة، وتحرك الفدائيون في عمليات ضد قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من الضفة. اتهم “أفيغدور ليبرمان”- الوزير السابق وعضو الكنيست- السلطة الفلسطينية بعدم القدرة على الاستمرار في موقعها، بدون الدعم الصهيوني.

وذلك مع تواتر الأخبار حول اتفاق مزعوم بين السلطة والاحتلال والغرب، لتسليمها حكم غزة بعد الإطاحة بحماس، وبدء الترتيبات لذلك.

ما دفع “غازي حمد”- عضو المكتب السياسي لحركة حماس- للرد على كل ذلك، موجهًا دعوة للسلطة الفلسطينية برفض الموقف الأمريكي، وعدم القدوم إلى غزة على ظهر دبابة المحتل، وقال: إن هذا المخطط لن يمر ولن تتحول غزة لمقاطعة أمريكية، ولن يستطيع الأمريكيون فرض خيارات سياسية على غزة.

الشارع الصهيوني

مازال الشارع الصهيوني يعاني الارتباك بسبب أزمة الأسرى لدى حماس، بين أن الحرب النفسية التي تشنها “تل أبيب” على أهل غزة وحركات المقاومة استعرت منذ الليلة الماضية، حيث ركزت التصريحات القادمة منها على فكرة وضع خارطة طريق لحكم غزة بعد القضاء على حماس. 

جاء ذلك في ظل بيانات الاقتصاد المرتبكة التي ظهرت في اليوم ٣٢ للحرب، حيث أظهرت بيانات مركز الإحصاء المركزي لدى الاحتلال أن هناك شركة من كل ٣ شركات إسرائيلية أغلقت أبوابها أو تعمل بطاقة لا تتجاوز  ٢٠% من قدرتها، بينما جنت أكثر من نصف الشركات خسائر ٥٠٪؜ أو أكثر في إيراداتها، وأغلقت ثلثا الشركات- في الجنوب والمناطق القريبة من غزة- عملياتها أو خفضتها إلى الحد الأدنى، وذلك منذ بداية معركة طوفان الأقصى. والحرب لم تضع أوزارها بعد.

ونشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” تقريرًا حول تأثير الحرب على اقتصاد الاحتلال، وقالت: إنه يعاني من تدهور كبير مع تأرجح الشركات على حافة الانهيار وتراجع الاستثمارات الأجنبية والثقة في الاقتصاد. 

وحسب الصحيفة، أرسلت شركة “أطلس” الإسرائيلية للفنادق- التي تمتلك ١٦ فندقًا استقبلت الدفعات الأولى من النازحين من مستوطنات غلاف غزة- لعملائها المخلصين مؤخرًا نداءً يائسًا للتبرع لإنقاذ الشركة من الانهيار. وحينما فشلت الحكومة في تحمل التكاليف، بدأت في جمع التبرعات.

كذلك نتج عن العدوان على غزة، ورد المقاومة بالصواريخ، موجات من الصدمة لدى الاحتلال في اقتصاده الذي يبلغ حجمه ٤٨٨ مليار دولار، ما عطل الآلاف من الشركات، وضغط على الأوضاع المالية للبلاد، وأغرق قطاعات بأكملها في الأزمة. وأكدت الصحيفة على دفع الثمن الاقتصادي الذي تفرضه الحرب مهما كان.

ويرى “رون تومر”- رئيس رابطة المصنعين في “إسرائيل”: أن الحكومة تتخلى عن شعبها؛ حيث لم يحصل الكثيرون على تعويض كامل مما سيعرضهم لصدمة سيئة في محافظ رواتبهم التالية.

وكان الاحتلال قد استدعى ٨٪؜ من القوى العاملة لديه تم استدعاؤها للحرب بما قدر بنحو ٣٥٠ ألف جندي، بخلاف النازحين من المستوطنات. وتقول وزارة العمل إن ٧٦٤ ألف مستوطن – ١٨٪؜ من القوى العاملة – لا يعملون بعد استدعائهم للخدمة الاحتياطية، أو إجلاؤهم من مدنهم.

كل ذلك ومازال “نتنياهو”  وشركاؤه من الأحزاب المتطرفة والمستوطنين يوجهون مبالغ ضخمة لمشاريع يقول منتقدوها: إنه لا مكان لها في اقتصاد الحرب، مثل: مخطط لتشجيع ممارسة الشعائر الدينية بين الطلاب.

الموقف العالمي

انطلقت حملة للتغريد والنشر على هاشتاج #كلنا_حماس عبر مواقع التواصل، رفضاً للموقف الأمريكي ضد حركة حماس، وتنديداً بدعم واشنطن للاحتلال.

وفي عواصم ومدن العالم خرجت المظاهرات المنددة بالموقف الأمريكي ومجازر الاحتلال، لكن أكثرها غرابة كان حراكًا لنشطاء يفترشون أرض محطة القطارات المركزية في مدينة أوسلو، بطريقة ترمز للشهداء الفلسطينين، تنديدًا منهم بمجازر الاحتلال، وتضامنًا مع قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى