عرب وعالم

نزوح جماعي لسكان جنوب لبنان خشية من حرب محتملة

اضطر ما يقرب من 50 ألف من سكان جنوب لبنان إلى ترك منازلهم ويعيشون في حرب يومية للبحث عن مأوى بديل، خوفا من الحرب المحتملة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، واستهداف منازلهم أو وقوع تدمير على غرار ما يحدث الآن في قطاع غزة.
ووفق صحيفة “ذا نيويوركر” الأمريكية، فقد غادر الآلاف من سكان الجنوب منازلهم وهناك قرى أصبحت فارغة بالكامل من أهلها، إذ توجه أهلها إلى الشمال بحثا عن مأوى عند الأقارب، بينما احتمى آخرون بالمدارس، في ظل ارتفاع التصعيد بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت تقارير إلى أن معظم السكان غادر باتجاه الشمال على بعد حوالي 18 كيلوا مترا من المنطقة الخطرة وهو أكبر نزوح تشهده المنطقة منذ حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
وجاء هذا النزوح الجماعي من قرى الجنوب والقريبة من الحدود التي تتعرض لقصف يومي، وشن حزب الله ضربات من خلالها، ثم رد جوي إسرائيلي.
ومن بين المغادرين، كمال أبو سمرة، وهو متقاعد من الجيش اللبناني بعد 34 عاما من الخدمة، إذ اضطر لمغادرة سكنه في بلدة الضهيرة، موضحا أن المنزل تم تفجيره بعد أن أطلق بعض عناصر حزب الله صاروخ بالقرب من المنزل، ونتيجة لذلك تم تفجير المنزل ودمرت كل ممتلكاته، ولم يعوضه أحد عن ذلك.
ويحاول الأهالي يوميا توفير مأوى بديل أو الاتصال بأقارب لهم في الشمال عسى أن يوفرون لهم ملاذا حتى ينتهي هذا التصعيد، ويحاول البعض اصطحاب بعض ممتلكاته معه خوفا من أن يتعرض المنزل للتدمير ويفقدون كل شيء.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز”عن الباحث محمد شمس الدين في شركة “الدولية للمعلومات” اللبنانية أن عدد النازحين يقترب من 50 ألف نازح في الوقت الحالي في ظل التوتر الكبير وتبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل.
وأشار الباحث إلى أن النازحين هربوا إلى عشرات المناطق، منها صور وصيدا والضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرا إلى أن عدد القرى التي نزح سكانها بلغ 38 بلدة، ممتدة على أكثر من 100 كلم.
ونوه الباحث أن هناك قرى أصبحت شبه خالية من سكانها، مثل كفركلا والقديسة ويارين والشهيرة وغيرهم، مشيرا إلى أن 10 ألاف نازح يقيمون حاليا في مراكز الإيواء داخل مدارس.
وشهدت الليلة بين الخميس والجمعة الماضية أكبر تصعيد مع قصف مدفعي وغارات جوية من جانب إسرائيل استهدفت العديد من المناطق الجنوبية لاسيما علما الشعب وجبل اللبونة، وأدت إلى اشتعال النار بأحد المنازل، لتثير فزع الأهالي وتجبرهم على مزيد من النزوح.
وجاء هذا النزوح مع وقوع العديد من الضحايا المدنيين أيضا خلال التصعيد الدائر بين الطرفين، إذ قتل 4 لبنانيين داخل سيارة الأحد الماضي في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية، بحسب ما نشرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
كما نقلت الوكالة عن حزب الله مقتل 7 من مقاتليه دفعة واحدة أمس الجمعة، ليرتفع عدد ضحاياه منذ اندلاع التصعيد الحالي إلى 69 قتيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى