أخبارتقارير و تحقيقاتعرب وعالم

التلويح والامتنان من أسرى الاحتلال للقسام.. ووسط القمع يخرج الأسرى الفلسطينيون

بثت كتائب القسام مقاطع مصورة تظهر لحظة تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى لديها للصليب الأحمر ضمن اتفاق التهدئة الإنسانية، حيث سلمت الكتائب ١١ أسيرا و٦ عمال تايلانديين، وظهر أطفال الاحتلال في المقطع بينما يودعون جنود القسام بالتلويح والابتسام كأنما يودعون أصدقاء- وهو أمر تكرر في الدفعات الأربع من الأسرى.

فيما تركت الأسيرة “دنيال” رسالة بخط يدها لجنود القسام الذين كانوا يعتقلونها بدأتها بكلمة: “أشكركم من أعماق قلبي”، وتحدثت في الرسالة عن المعاملة الإنسانية الرائعة التي عامل بها جنود القسام ابنتها، فقالت: “كنتم لها كالأبوين… هي تعترف بأنكم كنتم أصدقاؤها، ولستم مجرد أصدقاء وإنما أحباب حقيقيون جيدون، شكرا شكرا شكرا على الساعات الكثيرة التي كنتم فيها كالمربية”، واختتمت رسالتها بقول: “أنا للأبد سأكون أسيرة شكؤ، لأنها لم تخرج من هنا مع صدمة نفسية للأبد”.

وعلى الجانب الآخر تكررت شكاوى الأسرى الفلسطينيين من التعذيب وسوء المعاملة داخل سجون الاحتلال، فقال الأسير المحرر “دجانة عطون”- اليوم: “الأسرى يعيشون أوضاعا صعبة في سجون الاحتلال”، ومن الإهمال الطبي وتعمد منع العلاج والتسبب في التشويه الذي تحدثت عنه “إسراء جعابيص”- المفرج عنها في الدفعة الثانية من الصفقة- إلى الضرب والاعتداء الجسدي الذي تحدث عنه زوج الأسيرة “عطاف جرادات”- المفرج عنها في الدفعة الرابعة- مقارنًا بين تعامل الاحتلال والمقاومة مع الأسرى، فقال: “الاحتلال اعتدى على زوجتي خلال اعتقالها وهي أكبر معتقلة بالسجون، على عكس ما تتعامل به المقاومة مع أسرى الاحتلال في غزة وفق تعاليم ديننا الإسلامي”. واعتدى أمن الاحتلال على أحد الأسرى الأطفال بالضرب المبرح عليه ما ترك قروحا وإصابات على ساقه، كما تحدث “يزن صباح” عن الاهانات والاعتداءات والتفتيش المهين للجسد والنفس داخل السجون.

وقد تصاعدت حدة القمع والتنكيل اليوم بالضرب والحرمان من الطعام، ما أدى لسقوط أسيرين محررين من الأشبال في حالة إغماء في بيتونيا فور خروجهم من الحافلة، حتى تم إدخال أحدهم في سيارة إسعاف ووضعه على أنبوبة أكسجين، فيما كان يمشي ثالث بصعوبة بينما يعاونه اثنان من أقاربه، واستعار ثالث معطفا من أحد أقاربه في ظل موجة برد خلال ساعات الليل لم يحتملها جسده.

ولم يتوقف الاعتداء على الأسرى بل امتد لعائلات الأسرى المفرج عنهم في الصفقة، حيث تقتحم بيوت الأسرى قبيل إتمام عملية الإفراج، وطرد الأهالي والصحفيين من منازل الأسرى ومن محيطها، ويمنع الشاباك كل مظاهر الاحتفال و يفرض غرامة مالية بمبلغ ٧٠ ألف شيكل على من يخالف شروط الإفراج عن الأسرى، بل ويتم مصادرة الحلوى الموجودة في المنزل لتوزيعها بمناسبة خروج الأسير، وفي القدس يتم فرض القيود على الأسير وأهله لحظة الإفراج، فيتم إخراج الأسير برفقة واحد فقط من عائلته داخل إحدى سيارات جهاز الاستخبارات الصهيوني ويمنع حتى من السلام أو الحديث مع مرافقة.

وخلال فترة الإفراج عن الأسرى اليوم تكرر السيناريو، فاقتحمت قوات الاحتلال برفقة جرافة بلدة بيتونيا غرب رام الله، وأطلقت قنابل الغاز بكثافة على الأهالي، بعد اقتحام البلدة من معسكر “عوفر” غرب رام الله- المكان الذي يتم الإفراج عن قافلة الأسرى منه، ما أسفر عن استشهاد شاب ببلدة بيتونيا وإصابة آخر بالرصاص الحي في محيط سجن “عوفر” غرب رام الله.

كم تعمد الاحتلال اليوم تأخير الإفراج عن قافلة الأسيرات والأسرى الفتية من سجن “عوفر” غرب رام الله. حيث خرجت من السجن وقت كتابة هذا التقرير.

وعلى الرغم من كل ذلك القمع تظل حرية الأسير أثمن ما أهدته المقاومة لشعبها، حيث قالت الأسيرة المحررة الطفلة “نفوذ حماد”- التي كان الاحتلال قد تراجع عن إطلاق سراحها يوم السبت، ثم عاد وأفرج عنها لتتنسم الحرية وتصل منزلها في حي الشيخ الجراح بالقدس المحتلة: الصفقة كانت بداية حياة جديدة لي، والسجن كابوس وانتهى وأتمنى أن تنال الأسيرات والأسرى الحرية قريبا.

ولم يمنع التضييق جماهير الفلسطينيين من الهتافات والتكبيرات بمحيط حافلة الأسرى الفتية والأسيرات بعد تحررهم من سجون الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى