واصلت قوات الاحتلال اقتحامها لمدن وبلدات الضفة الغربية، بما في ذلك من تخريب البنية التحتية للمدن، وتنفيذ حملات مداهمة للمنازل مصحوبة باعتقالات واسعة، حيث لم تطبق قوات الاحتلال الهدنة الإنسانية في الضفة الغربية، ونفذت ما يربو على خمس اقتحامات منذ غروب شمس اليوم، جاءت كالتالي:
١. جنين
وجهة الاحتلال الأولى في الضفة الغربية حينما ينوي تنفيذ عملياته الإجرامية تكون (جنين)- المدينة والمخيم- وقد بدأت اقتحامها اليوم منذ قرابة ست ساعات، دفعت فيها بالتعزيزات العسكرية الثقيلة والجرافات، وتقدمت نحو البلدة القديمة والمخيم ووصلت قلب المدينة، وشنت عمليات مداهمة واعتقال وتمشيط واسعة، دفعت فيها بتعزيزات عسكرية جديدة- حتى وقت كتابة هذا التقرير.
ومع اقتحام المدينة، دوت صافرات الإنذار في مخيم جنين، حيث تجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة مع الاحتلال وسط جنين وفي المخيم عقب اقتحامه، واستهدف مقاومون آليات الاحتلال بعبوات شديدة الإنفجار في مخيم جنين.
وحاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل في جنين وأطلقت النار تجاه ساكنيه، وأفادت مصادر أنها فجرت المنزل الواقع في حارة الدمج بمخيم جنين، فيما استمرت في تخريب وتجريف البنية التحتية هناك.
ومثلما عمد الاحتلال لتخريب وتدمير القطاع الصحي في غزة، كرر الجريمة اليوم في جنين، فقال مدير عام وزارة الصحة في جنين لقناة الجزيرة الإخبارية: إن قوات الاحتلال تعمل على تدمير القطاع الصحي في المدينة، حيث اقتحمت باحات المستشفيات في المدينة وفرضت حصارا عليها، كما أعاقت وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين. ورصدت وسائل إعلام صور جنود الاحتلال بينما يوقفون مركبة إسعاف ويفتشونها في بداية الاقتحام.
وقد أسفر الاقتحام عن إصابة شابين بالرصاص بينهم ممرض أصيب برصاص الاحتلال خلال اقتحامه ساحة مستشفى جنين الحكومي، واعتقلت أب وابنه هم: “نور الدين منصور ونجله عبد الله”، واعتدت عليهما بالضرب المبرح- وفقا لمصادر محلية.
طوباس
مع الساعات الأولى لصباح الثلاثاء اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس، ودفعت بتعزيزات إضافية رافقتها جرافة عقب الاقتحام بوقت قصير، وحاصرت منزلاً في محاولة لاعتقال الشاب “محمد أبو الهيثم” واحتجزت عائلته.
فانطلقت تكبيرات في مساجد طوباس تزامناً مع الاقتحام ودعوات للنفير العام واندلعت اشتباكات، واستهدف مقاومون قوة من جيش الاحتلال منتشرة في سهل طوباس، وأطلق آخرون النار تجاه قوات الاحتلال في “سهل اللحف” على أطراف مدينة طوباس، واستهدف فريق ثالث قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة محلية الصنع.
وأعلنت كتائب القسام في الضفة المحتلة تمكن فصائل المقاومة من إنقاذ الشاب فقالت: “تمكن مجاهدونا برفقة إخوانهم في الفصائل الأخرى من الالتحام المباشر مع قوات الاحتلال المتوغلة في طوباس أثناء محاصرة منزل المطارد القسامي محمد أبو الهيثم الذي انسحب بأمان”. ومع فشلها في اعتقاله، استهدفت منزله بقذيفة “أنيرجا” مخلفة دمار هائل بالمنزل.
وأسفرت الاقتحامات عن إصابة ٤ شباب، وطفل أصيب بالرصاص الحي بالصدر في تياسير قرب طوباس.
الخليل
تنوعت عمليات الاحتلال اليوم في الخليل، حيث اقتحمت قوات الاحتلال شارع السلام في مدينة الخليل، واقتحمت مخيم العروب شمال المدينة واندلعت موجهات بينها وبين المقاومين، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص خلال المواجهات، وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال قرية رابود جنوب الخليل، و مسافر يطا جنوب الخليل صباح اليوم وهدمت منزلا فيها، وهدمت آخر في بلدة بني نعيم قضاء الخليل.
قلقيلية
اندلعت مواجهات بين مقاومين، وقوات الاحتلال في كفر قدوم شرق قلقيلية إثر اقتحام الأخيرة للقرية، كما انتشرت قوات الاحتلال صباح الثلاثاء في قرية فرعتا شرق قلقيلية واعتدت على الأهالي.
قرى وبلدات أخرى
اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب غرب جنين، واندلعت موجهات بينها وبين المقاومين في البلدة، كما نفذت عملية اعتقال لشابين من مدخل بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، واقتحمت المنطقة الشرقية في مدينة نابلس- وقت كتابة هذا التقرير، كذلك اعتقلت الشابين “إياد السحرية وسمير السحرية” من مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا.
وهكذا تستمر الضفة الغربية في معركة لا هدنة ولا تهدئة فيها، حيث لا تزال قوات الاحتلال على نشاطها الوحشي، بما يؤكد استمرار عمليات الاقتحام لمدن وبلدات الضفة الغربية ما تبقى من ساعات هذه الليلة.
