تقارير و تحقيقات

دافينشي المنيا.. “عم أشرف” أربعيني أصم برع في الرسم على الطريق الزراعي

الفن موهبة خلقها الله في الإنسان، ليعبر عما بداخله من مشاعر، ومن هنا وجد أشرف محمد شحاته البالغ من العمر 45 سنة، ويعيش بقرية ريده التابعة لمدينة المنيا، نفسه موهوبًا بهذ الفن.

 

أُُصيب بالصمم من وقت مولده, لا يعرف القراءة والكتابة ولكنه رسام ماهر، فهو رجُل بشوش الوجه، عندما دخلنا منزله وجدنا حياته بسيطة ومتواضعة لأبعد الحدود، ومن لا يعرفه يهيأ له انه معاق ذهنيا، لكنه شخص طبيعي وعاقل ذكي ومدرك لكل ما حوله، في نفس الوقت زاهد  لا يريد شئ من الدنيا، يعيش مع نفسه ورسومه  في ملكوت اخر بعيدا عن الناس.
أشرف محمد شحات
وأشرف محمد شحات
توجهنا إلى قرية ريدة، التي يسكنها اشرف الرسام، قابلنا احد جيرانه (كريم اشرف) 20 سنه يدرس بكلية آداب المنيا.

 

يقول كريم، إن أشرف يبدأ يومه كل صباح، من الخامسة فجرا  ليساعد والدته في تنظيف المنزل اولا وتجهيز الافطار لها حتي تستيقظ، ثم يساعدها في رص الخضار الذي تبيعه وينظف لها المكان الذي تجلس فيه لتبدأ يومها، وبعد ذلك يذهب ليمارس هوايته علي الطريق الزراعي ليرسم كل من يمر امامه سواء سيارات، او بائع الترمس أو بائع الفول والطعمية، وفي الاغلب يحب رسم القطارات ووسائل النقل عامة، ناهيك عن انه يعمل بالزراعة والمعمار بأجر زهيد، وبإخلاص وامانة وقناعة تامة، ولكنه لا يريد الزواج ولا نعلم ما السبب.

 

ويضيف:” ليس لديه الامكانيات التي تساعده على ثقل موهبته، لك ان تتخيلي انه يرسم بتلبيسة القلم ويرسم في اي ورقه يعثر عليها، ليس لديه ألوان أو فرشاة رسم، وعلى الرغم من ذلك فهو عنده شخصية وموهبة نادرة في الرسم، ويرسم من خياله ايضا وعرض عليه عمدة القرية ان يرسم لوحات ويبيعها لكنه رفض فهو يحب ان يكون حر نفسه لا يُفرض عليه ذلك، ويحب الاحتفاظ بأعماله الفنية لنفسه.
"أشرف" يرسم على جانب الطريق
“أشرف” يرسم على جانب الطريق
ويروي “محمد حكيم” جاره أيضًا عن حياته قائلًا: “في اوقات كتير وخصوصا وقت الغروب بيعمل اكتر حاجه بيحبها وبيطلع على القرية اللي جنبه اسمها الحواصلية بطريق القاهرة أسوان الزراعي وبيقعد يرسم علي الجدران الخراسانيه بجوانب الطريق”.

 

وتابع:” بقاله سنين كدا رسم تقريبا اكتر من 5 كيلو علي الطريق، وكل ما يتمسحوا يرسم تاني، اشرف بيرسم من الجبس الناشف اللي موجود على الطريق، ومن صغره وهو بيحب يرسم اي حاجه تشوفها عنينيه وتركز في دماغه من البيئة اللى حواليه يرسمها، واكتر حاجه العربيات اللي بتعدي من قدامه، وعنده في بيته كراسات بسيطة أوراق كرتون بيرسم عليها , وكان كمان بيعمل شغل يدوي من الأسلاك زي مجسم عجل”.
أحد أعماله الفنية
أحد أعماله الفنية
وأكمل جار أشرف حديثه: “اكتر حد بيفهمه امه البسيطة اللي عايشه معاه ف بيت بسيط جداا , وهي بتجيب شويه خضار وبيض وعيش فينو وتبعيهم عشان ربنا يرزقها حاجه بسيطة يعيشوا عليها.. أوقات بيطلع يشتغل في الغيط عند اي حد محتاجه او شونة القمح اللي ف البلد، معروف عنه ف الشغل بأمانته وإخلاصه وقوته، والرسم بالنسبه له ملكوت تاني وعالم مختلف عن عالم البشر العاديه، عايش فيه لوحده فيه كل حياته،”.

 

وأضاف:” اتمني من شباب الفنانين او الرسامين انهم يفكروا ينزلوا لأشرف بلده ويرسموا حاجات معاه، تكون علامة وذكرى للبلد كلها تعرف قدرات أشرف الكبيرة وتكون ذكرى لطيفه فارقه معاه ونسمة تنور أكتر ف ملكوته اللي عايش فيه لوحده”.
أشرف يمارس هوايته في منزله
أشرف يمارس هوايته في منزله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى