تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

هل يشعل اغتيال “العاروري” الأوضاع في الضفة الغربية؟

“نحن لا نختلف عن كل أبناء شعبنا، نحن جزء من هذه المقاومة ويمكن أن نكون جزءًا من هذا الثمن”… هكذا لخص الشهيد الشيخ “صالح العاروري” نظرته لتهديدات الاحتلال بقتله، ليمضى بالأمس كجزء من الثمن الذي تحدث عنه مع ٦ من رفاقه بينهم قيادات بالقسام.

اغتيال “العاروري” الذي اعتبره الإعلام العبري عملية عالية الجودة لم يمض كسحابة عابرة، بل سرى بين فصائل المقاومة ليوحد كلمتها على شجب الحادث وضرورة الثأر للشهداء، كما فجر الغضب في الضفة الغربية ولبنان والأردن.

المقاومة

بدأت “كتائب شهداء الأقصى/ شباب الثأر والتحرير في طولكرم” مسيرة الثأر فأعلنت تنفيذ عملية إطلاق نار تجاه حاجز “عناب”، كرد أولي على اغتيال القائد الشيخ “صالح العاروري” ورفاقه.

كما نعت الحركة الشهيد فقالت: نزف سيد الرجال، القائد الشيخ صالح العاروري، مفجر الثورة والضفة، الداعم الأول لجميع المقاومين بالفصائل الوطنية، ونؤكد أن عمليات الاغتيال والقصف لن تزيدنا إلا قوة وعقيدة، ونعلن يوم غد يوم حداد ونفير في وجه الاحتلال.

فيما قادت حماس مسيرة التنديد والوعيد، فقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، “إسماعيل هنية” في كلمة متلفزة بثتها شبكة الجزيرة الإخبارية: ننعى القائد المجاهد والقامة الوطنية الكبيرة الشهيد الشيخ “صالح العاروري”، والقائدين القسامين “سمير فندي وعزام الأقرع” ومجموعة من الشهداء الذين ارتقوا إثر عملية اغتيال جبانة في بيروت، إنما هي عمل إرهابي مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان وتوسيع لدائرة العدوان، يتحمل الاحتلال النازي  مسؤولية هذا العدوان، ولن يُفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا ومقاومته الباسلة. وأضاف: إن حركةً تقدم قادتها ومؤسسيها من أجل كرامة شعبها لن تُهزم، وهذه الاغتيالات ستزيدها صلابة.

ونعت الحركة في نابلس “العاروري”  وأعلنت الإضراب الشامل اليوم.

وتوعد القيادي في حماس “أسامة حمدان” الاحتلال في تصريح للعربي فقال: ستقابل جريمة اغتيال الشيخ “صالح العاروري” من قبل الشعب الفلسطيني والمقاومة بالرد المناسب، وكل الاحتمالات مفتوحة بعد جريمة الاغتيال. واتهم بعض المواقف الدولية من الجريمة بالنفاق وقال عن الولايات المتحدة: واشنطن وفرت غطاء للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واغتيال العاروري جزء من ذلك.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في نعي الشهيد: ننعى القائد الوطني الكبير الشيخ “صالح العاروري”، وإخوانه الشهداء، وهذا الاغتيال هو محاولة من العدو لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني في غزة والمأزق السياسي، ونؤكد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال.

ونعى الأمين العام للحركة “زياد النخالة” الشهيد فقال: الشيخ “صالح العاروري” أحد قادة الشعب الفلسطيني المميزين والمخلصين، لقد فقدناه ونحن بأمس الحاجة لحضوره، كان قائدا يشيع الثقة والاطمئنان بمن حوله وبمن يتعامل معه. وتابع: لقد نال العاروري الشهادة في عز فلسطين، وعز المقاومة بمجدها الذي يتجلى اليوم في جهاد وبطولات شعبنا في غزة والضفة وداخل فلسطين وخارجها.

وقالت الجبهة الشعبيّة في بيان: نودع الشهيد صالح العاروري، المقاوم الصلب الذي عرفته كل ساحات النضال وخنادق المقاومة، القائد الحريص على الوطنية الفلسطينية والغيور على وحدة الشعب والقضية والمقاومة… القائد الذي يحمل سجايا شخصية ترك أثرها العميق في كل من عرفه، وظل يلعب دوراً مهماً بالبحث عن القواسم المشتركة ومنكباً على مشاركة الجميع في التفاصيل الميدانية في العدوان على شعبنا في قطاع غزة وجميع أنحاء فلسطين. وأضافت في البيان: هذه هي عظمة الشهادة التي جسدتها حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، وعهداً سيدفع قادة العدو وجنرالاته ومستوطنيه ثمن جرائمهم غالياً، وأن يتحقق وعد ورؤية الشيخ “العاروري”، وأن ترتفع رايات النصر فوق ثرى فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها.

وأدات حزب الشعب الجريمة فقال: ندين اغتيال القائد والمناضل الكبير “صالح العاروري”، وعدد من كوادر حماس في بيروت، ونتقدم بأحر التعازي من شعبنا وعائلات الشهداء والإخوة في حماس، وشعبنا لن ينسى نضالات وتضحيات الراحل “العاروري”، وسيبقى رمزاَ من رموز الكفاح والمقاومة الفلسطينية دفاعاً عن حقوق شعبنا الوطنية، ولن تنجح هذه الجريمة بالنيل من إرادة كفاح شعبنا وصموده.

وقالت حركة المجاهدين الفلسطينية: ننعى بكل معاني العزة الجهادية والكرامة والتحدي الشهيد المجاهد القائد الكبير “صالح العاروري” ورفاقه من قادة القسام، وسيدفع العدو المهزوم وحكومته الفاشية المتطرفة الثمن باهظاً جراء هذه الحماقة الجديدة وثمن كل الجرائم بحق شعبنا الصامد.

ونعت لجان المقاومة في فلسطين الشهيد القائد “الشيخ صالح العاروري”، مؤكدة أن عملية الاغتيال الجبانة لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني بل ستزيد من فعله الثوري ومقاومته الباسلة، وستكون ناراً ووبالاً على العدو.

وقال القيادي بحركة فتح، “جبريل الرجوب”: خسارة الشيخ “العاروري” هي خسارة فتحاوية أيضاً، هذا الرجل كان صمام أمان.

مواقف حكومية

وحول المواقف الرسمية قال “محمد أشتيه”- رئيس الوزراء الفلسطيني: ندين عملية اغتيال القيادي “صالح العاروري”، وهذه جريمة تحمل هوية مرتكبيها، ونحذر من مخاطرها وتداعياتها، وأضاف باستشهاد “العاروري”، فإن الشعب الفلسطيني يفقد أحد رجالاته الوحدويين الذين لطالما دعوا إلى رص الصفوف وتمتين الوحدة الوطنية والحرص عليها  في مواجهة الاحتلال وجرائمه ضد أبناء شعبنا، واختتم بيانه بتوجيه واجب العزاء فقال: نتقدم بأحر العزاء من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن حركة حماس، ومن عائلة الشهيد.

وعلقت الخارجية الإيرانية على الجريمة فقالت: اغتيال “العاروري” جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة بغزة. وقال “مستشار المرشد الإيراني”: على واشنطن وحلفائها أن يعوا أن فصائل المقاومة سترد على اغتيال “العاروري” بالشكل المناسب.

استنفار شعبي

كما اسنفرت المساجد في الضفة الغربية لنعي الشعيد “العاروري ورفاقه، حيث نعاه مسجد قرية عارورة- مسقط رأسه- وبث مقاطع من أحاديثه، حيث تربى العاروري هناك وأسس فرع حماس في المنطقة. كما نعته مساجد طولكرم، وتم تأدية صلاة الغائب في مدينة نابلس على شهداء لبنان وشهداء فلسطين، ودعت مساجد قلقيلية للدخول في إضراب شامل تنديدا بالجريمة.

وخرجت المسيرات حاشدة منددة بجريمة اغتيال “العاروري” ورفاقة في الخليل، وطولكرم، ومخيم الفارعة وطمون في طوباس، وجنين، ورام الله. وفي عارورة خرجت المسيرات تهتف باسمه مثل: “يا عاروري طل وشوف، هي رجالك ع المكشوف”.

ودعت حركة فتح في رام الله والبيرة للإضراب فقالت: “ندعو للإضراب الشامل غداً؛ رداً على الاغتيال.

ولم يقتصر الحراك على فلسطين، حيث خضرت لبنان بقوة في الحراك، فخرجت مسيرة حاشدة في مخيم الرشيدية جنوب لبنان تنديداً بالاغتيال، وأخرى خرجت في مخيم البص جنوب لبنان.

وفي الأردن هتف المتظاهرون:” يا عاروري لا تهتم.. قتل بقتل ودم بدم”، في مسيرة غاضبة أمام سفارة الاحتلال في الأردن؛ منددين بالاغتيال، كما كانت هنام وقفة في مدينة إربد الأردنية.

مواقف جاءت جميعها متفقة على خسة جريمة الاغتيال، وتأكيد النية على الثأر والانتقام، ومع البداية التي تبنتها كتائب شهداء الأقصى يصبح السؤال الأكثر إلحاحا: هل تفجر الجريمة الأوضاع التي بقيت تحت السيطرة إلى الآن؟ وهل تشتعل الضفة ببركان أثارته دماء “العاروري” ورفاقة فتبتلع الاحتلال ومعاونيه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى