ماذا يحدث في النيجر؟
في الـ 27 من يوليو الماضي، قام عسكريون في النيجر بعزل رئيس البلاد محمد بازوم، والاستيلاء على السلطة، في خطوة رفضتها الدول الغربية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”.
وأعلنت “إيكواس” فرض عقوبات اقتصادية على النيجر ولوحة بالتدخل العسكري لإعادة النظام الدستوري في البلاد، إذا لم يستجب العسكريون لمطالبها.
وعقد رؤساء أركان المجموعة التي تضم 15 دولة اجتماعا في العاصمة النيجيرية أبوجا، لبحث الوضع في النيجر، انطلق، أمس الأربعاء، ويستمر حتى غدا الجمعة.
وأعلنت العديد من الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية إجلاء مواطنيها من النيجر وتخفيض أعداد بعثاتها الدبلوماسية، بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد، كما فرضت بعضها عقوبات مالية واقتصادية على السلطة الحاكمة في نيامي.
وأدان مجلس الأمن الدولي بشدة محاولة تغيير السلطة الشرعية في النيجر على نحو غير دستوري ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس البلاد محمد بازوم.
وفي المقابل، تعهد الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري الذي أطاح برئيس النيجر، بعدم الانكسار أمام ما وصفه بـ “التهديدات”.
تحذيرات من التدخل العسكري
حذرة عدة دول من التدخل عسكريا في النيجر تحت مبررات إعادة النظام الدستوري، وقال وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني، إن أي تدخل عسكري غربي في النيجر، سيعد بمثابة “استعمار جديد”، وهو ذات الموقف الذي أكدت عليه الجزائر، التي حذرت أيضا من محاولات التدخل العسكري ودعت إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد عن طريق الوسائل السلمية.
من هو قائد الانقلاب العسكري في النيجر؟
ينتمي الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري في النيجر، إلى قبائل الهوسا ذات الأغلبية السكانية في النيجر، التي ينتشر أبناؤها في دول أخرى، وكان من الموالين للرئيس محمد بازوم، الذي جاء إلى السلطة في 2021.
لماذا تشهد النيجر اضطرابات؟
تمثل النيجر أحد أكبر منتجي اليورانيوم في العالم وخلال الـ 10 سنوات الأخيرة بلغ إجمالي إنتاجها من هذا المعدن 33 ألف طن تمثل نحو 6 في المئة من الإنتاج العالمي.
وتهيمن فرنسا على مناجم اليورانيوم في البلاد، التي تعد أكبر مصدر لهذا المعدن إلى الدول الأوروبية.
ولهذا السبب، فإن الصراع العالمي بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى للسيطرة على موارد اليورانيوم جعل هذه الدولة محط أنظار العالم، وهو ما أكدته وكالة “بلومبرغ” في تقريرها الذي حذرت فيه من أن تصبح النيجر جزءا من الجبهة الروسية فيما يخص إنتاج اليورانيوم، مشيرة إلى أن ذلك سيجعل العالم أكثر اعتمادا على موسكو في مجالات الطاقة النووية.