مقالات

ايمن مدين يكتب: غزة الصمود حصار بنكهة الإنتصار

استيقظت دولة الإحتلال يوم السابع من أكتوبر على صدمة كبيرة  مازالت تعانى من تأثيرها حتى اليوم وبعد مرور أكثر من أسبوعين مازلنا نرى الإرتباك الشديد يسود المشهد ويسيطر على قرارات و تصريحات حكومة الإحتلال بل وحكومات داعميها من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وعلى لسان الرئيس الأمريكي بايدن والذى خرج ليتحدث عن رواية قطع رؤوس الأطفال نقلا عن رواية زائفة لجيش الإحتلال دون دليل على صحتها وهو ما جعله يعود مسرعا ليصدر بيان إعتذار عن كل ما جاء على لسانه فى هذا الصدد وهو الأمر الذى شهد عليه الشعب الأمريكي و شعوب العالم الغربى بل إمتد صداه ليصل لشعوب العالم أجمع والذى تفهم وبشكل لا يحتمل الشك إنحياز إدارته لجانب الإحتلال وهو الأمر الذى أكده بايدن وإدارته بل و أغلب حكومات الدول الغربية  التى سارعت فى إدانة موقف حماس دون النظر إلى كل ما إرتكبته وترتكبه دولة الإحتلال من جرائم منذ 75 عام وما أقدمت عليه حكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة من تدمير للبشر والحجر فى الضفة الغربية وتدنيسها للمقدسات برعاية حكومة نتنياهو المتطرفة وتحت إشراف وزير الأمن القومى الإسرائيلى ” إيتمار بن غفير ” هذا اليمينى المتطرف الذى سبق و أن اعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فى وقت سابق عن قلقها من خطابه المتطرف وإنتقدت إحتفاله بإرث منظمة ” كاخ ” هذه المنظمة الإرهابية والتى تسببت فى إغتيال الرئيس الإسرائيلي الأسبق ( إسحاق رابين ) وهو ما يعكس تبنيه للفكرالمتطرف الإرهابى ، وبدلا من ذلك توجهوا بإدانة عملية طوفان الأقصى بقيادة حركة حماس التى صنفتها الدول الغربية بالإرهابية .

حصار غزة

بمجرد إستعادة حكومة الإحتلال الوعى من هول الصدمة التى تسببت فيها عملية طوفان الأقصى والتى دمرت بلا شك ما تروج إليه الأجهزة الأمنية لدولة الإحتلال من تفوق وما تمتلكه  من تكنولوجيا عالية قادرة على حماية أمن مستوطنيها ، سارعت فى الإنتقام بعد طلبها مساعدات عسكرية  من أمريكا ودول الغرب المنحازة لها ، حيث إستدعت قوات الإحتياط وحشدت المعدات والألات الحربية لتفرض حصار على قطاع غزة  معلنة عن عملية برية لإجتياح غزة والقضاء على حركة حماس و إبادتها وعلى الرغم من هذا الحديث المستمر عن إجتياح القطاع  بريا إلا أنه وحتى اليوم لم تقدم قوات الإحتلال على تنفيذ هذه التهديدات خشية لما قد تواجهه من مقاومة شرسة من الأشقاء الفلسطينيين وبدلا من ذلك لا ينفك الطيران الحربى من قصف القطاع دون تمييز حيث يقصف المدنيين والمشافي ودور العبادة حتى المواقع التابعه للمنظمات الأممية دون تمييز متعللا بمحاولة القضاء على حماس غير أبهه بالمناشدات التى تطلقها المنظمات الأممية بين الحين والأخر لوقف هذا الإجرام والإبادة الجماعية عبر القصف ومنع مواد الإغاثة من ماء وغذاء ومواد طبية ما ينذر بكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة .

وعلى الرغم  من هذا الحصار الغاشم فقد حقق الشعب الفلسطينى الأبى مكاسب عدة

فقد أثبت الشعب الفلسطينى الأبي أنه هو المالك الحقيقى للأرض حيث أنه وعلى الرغم من القصف المستمر أعلنها مدوية لن نرحل لن نترك أرضنا وأرض الأجداد متمسكين بكل ذرة تراب من هذه الأرض الطيبة حتى ولو على حساب أرواحهم فكان خيارهم هو العيش بكرامة أو الشهادة ، فى حين أنه على الجانب الأخر نجد مطارات العدو المحتل تتكدس بالفارين للخارج تاركين كل شئ خلفهم غير أبهين بالأرض ولا الوطن الذى لطالما أشاعوا كذبا أنه وطنهم الأبدى .

كما فضحت عملية طوفان الأقصى أكذوبة إسرائيل القوى الأولى بالمنطقة القادرة على فرض نفوذها وحماية أمنها بما تمتلكه من إمكانيات ، وأكدت أن جيش الإحتلال هزيل لا يتمتع بالجودة ولا الشجاعة التى يجب أن تتوفر فى الجيوش القوية وما ترتب عليها من إنقسامات فى جبهتها الداخلية والإنتقادات التى واجهها رئيس حكومتها نتنياهو والتى تطورت حتى وصل الأمر لخروج تظاهرات تحمله مسئولية هذا الفشل مطالبة برحيله .

 كما فضحت الإزدواجية الغربية بين الحرب الأوكرانية والحرب فى غزة وأسقطت قناع الديمقراطية الزائف الذى ظلت الدول الغربية تتوارى خلفه وهو ما اجهض حسب مسؤوليهم كل المساعى لكسب تأييد الدول النامية لمساندة أوكرانيا فى مواجهتها مع روسيا وهو ما بات من المستحيلات خاصة بعد إكتشاف الحقائق والكذب والتضليل الإعلامى الغربى والذى إمتد ليطال الداخل الغربى فعقب كشف اكاذيب وسائل الإعلام الغربى دأبت الشعوب على البحث عن الحقائق ما دفعهم ليخرجوا فى تظاهرات تطالب حكوماتهم بوقف الحرب وحماية المدنيين فى مواجهة الإجرام الإسرائيلى المفضوح .

إستطاع الشعب الفلسطيني البطل أن يعيد القضية الفلسطينية للسطح حتى أصبحت محط إهتمام الرأى العام العريى والعالمي والحديث عن الحق  الفلسطيني فى تقرير المصير وضرورة تطبيق حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين على حدود عام 67 خاصة بعد وضوح فشل النظرية الأمنية الإسرائيلية القائمة على التطبيع فى تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وعلى الرغم من  الموقف العربى الذى لم يرقى لتطلعات شعوبه إلا أن أحد المكاسب هو التنسيق المستمر بين الدول العربية والإسلامية من أجل وقف التصعيد فى غزة وإلزام إسرائيل والداعمين لها بالعمل على وقف هذه الحرب وإعلان وقف إطلاق النار وعلى رأسها التنسيق بين الرباعية الإقليمية ( مصر السعودية تركيا و إيران ) وهو ما يقلق الكيان الصهيونى المحتل وسيجعلها تعيش فى المراحل القادمة فى رعب مستمر ما يلزمها بالقبول بحل الدولتين والذى بات وشيكا .

فعلى الرغم من التصعيد المستمر ومحاولة نتنياهو الضغط نحو مزيد من التصعيد والذى قد تسبب فى إحراج الدول الغربية أحيانا فيما يخص الاستهداف المستمر للمدنيين فى محاولة منه لإطالة أمد الصراع حتى يتمكن من إيجاد مخرج ينقذ به نفسه من مصير مظلم فى ظل ما تسببت فيه حكومته من اضرار لأمن و إستقرار المجتمع الإسرائيلى ودولة الإحتلال ، إلا أن الرهان على إشعال حرب إقليمية سرعان ما ستتحول لحرب عالمية مدمرة هو رهان خاسر فلا أمريكا وشركائها الأوربيين فى وضع يسمح  لهم  بالدخول فى مثل هكذا حرب حتى ولو سعى بايدن لكسب تأييد اللوبى الصهيونى فى الانتخابات الرئاسية القادمة عبرالدعم السخى اللا محدود لدولة الإحتلال ولا حتى جيش الإحتلال ذاته ، الا انه وفى ظل ما تعانيه أمريكا ويعانيه العالم من أزمات إقتصادية ناتجة عن فيروس كورونا و الحرب الروسية الأوكرانية ، أيضا نقص مخزون السلاح الناتج عن إمدادت أمريكا ودول الغرب لأوكرانيا من دعم و ذخائر ومعدات عسكرية وما إضطرت أن تقدمه أيضا لإسرائيل من ذخائر ومعدات عسكرية وما تواجه الولايات المتحدة على أكثر من جبهة ملتهبه فى شرق أوروبا والشرق الأوسط وشمال ووسط أفريقيا وشرق أسيا فى ظل تغير النظام العالمى وتغيرات فى موازين القوى الدولية وما نتج عنه من صعود قوى جديدة قادرة على أن تكون ندا للقوى الحالية

وما أصبح يمتلكه العرب والمنطقة من أوراق مؤثرة  قد تصدم القوى الداعمة للإحتلال تماما كما صدم هو بطوفان الأقصى .

وعلى كل حال فإن جموع الشعب العربى تقف خلف الأشقاء الفلسطينيين تشد على أيديهم وتدعم حقهم المشروع فى الدفاع عن النفس فى مواجهة المحتل الغاشم فالجرح واحد والألم واحد والقضية هى قضيتنا جميعا ولسان حالهم يقول لهم أنتم لستم وحدكم فنحن معكم بل إن الإنسانية جمعاء معكم فى صفكم وصف قضيتكم العادلة حتى نيل الإستقلال قريبا إن شاء الله ونحتفل جميعأ بإعلان دولة فلسطين المستقلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى