غير مصنف

عبدالراضي الزناتي يكتب/ الإخوانجية «الجيش الأبيض سابقًا»

تلك هي الطامة الكبرى، تحمل أطباء مصر وأطقم التمريض والعاملين بكل مستشفيات وزارة الصحة والتعليم العالي ما لا يتحمله بشر، ضحوا بكل ما هو غالي لديهم ولم يقصروا حتى بأنفسهم، ارتقى منهم من ارتقى وأصيب بالمرض من أصيب، جاهدوا في ميادين العمل بكل ما أوتوا من قوة ولم يقصروا أبدا بالرغم من قلة الإمكانيات، جعلوا أرواحهم وأرواح أهاليهم وأبنائهم وكل من لهم علاقة به في وجه الخطر دون أن يتراجعوا خطوة للخلف

لم يطالبوا بأي حقوق تنصفهم غير بعض الفتات ممن يأخذه غيرهم، فلازال بدل العدوى كما هو ١٩ جنيهًا ولازالت مرتباتهم أقل ما توصف بالمتدنية

وبعد أن كثرت عليهم الضغوط الطبية والنفسية في التعامل مع نوع من أخطر أنواع الوباء في العصر الحديث، تجرأ أحدهم وطالب بضرورة أن يكون لهم بعض الاختصاصات الطبية من حجر صحي أو إجراء مسحات بصفة مستمرة، لا شيء غير ذلك طالبوا به في الوقت الحالي

وبعد أن توفي العديد منهم وأصيب آخرون في ظل تجاهل وزارة الصحة لمطالبهم، خرج علينا من يتهمهم بالأخونة والإرهاب والمنسحبين من ميادين المعركة، وأصبح الذين كانوا يضعون صورهم على صفحاتهم وحساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون عليهم ألفاظ بذيئة وعبارات تطاول ليس لها مثيل، وبعد أن كان الأطقم الطبية جيش مصر الأبيض أصبحوا فجأة خونة ومرتزقة، وبدلاً من أن يستمر الدعم لهم وتوفير الرعاية الصحية الكاملة لهم وأسرهم، والعمل على تحقيق مناخ بيئي مناسب للعمل، فإننا نهاجمهم ونسلط عليهم اللجان الإلكترونية لكل فريق

فالله الله في أطباء مصر وأطقم التمريض والعاملين، ابحثوا عن أسباب إصابتهم واعملوا على معالجتهم، فمن غير الطبيعي أن يعمل طبيبًا أو تمريض لمدة ١٥ يومًا بصفة مستمرة دون أن يخطئ فيصاب بالمرض وينتقل إليه العدوى، خففوا عنهم وأعيدوا توزيع جداول العمل بطريقة أقل وأخف، عوضوهم ماديًا وأدبيًا ومعنويًا وهذا حقهم وليس منه من أحد، بدلاً من أن تهاجموهم وتنصبوا لهم الفخاخ، اتقوا الله في أطباء وأطقم العمل في مجال القطاع الطبي فوالله لو سقطوا لهلكنا جميعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى