مقالات

علاء عبد الحسيب يكتب: إسلام البحيري يعظ !

الشيطان يعظ.. وإسلام البحيري يعظ.. والكثير من فاقدي الموهبة والعلم يعظون من حين لآخر وعبر منابر إعلامية عديدة عظة شيطانية تثير الفتن، وتشعل حالة الغضب دائما بين أبناء هذا الوطن، شعب مصر المحب للسلام والوسطية، الرافض للتطرف والعنف، الذي يحترم معتقداته ورموزه ومعتقدات الآخرين.

لقد عانى أبناء الوطن كثيرا من الأفكار الهدامة، والتصريحات المثيرة للفتن والتطرف التي أطلقها دعاة الشر، وأتاحت الفرصة لظهور تنظيمات إرهابية تدعم سفك الدماء، وتحرض على العنف والفوضى والتخويف والتخوين والتضليل، وتدعو لتخريب مؤسسات الدولة، وترويع المواطنين، كادت أن تمزق نسيج الوطن، وتزعزع استقراره.

ورغم أن الدولة المصرية خاضت حربا ضروس في مواجهة هذه التنظيمات، ونجحت في اقتلاع جذور السواد الأعظم منها من على أرض مصر الطاهرة، لكن يبدو أن هناك دعاة لهذه الأفكار الهدامة لا زالوا يبحثون عن أثارة الفتن والغضب بين أوساط هذا الشعب، والتطاول على ورموز وقيادات الدولة على مرأى ومسمع الجميع.

طالعنا مؤخرا برنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب باتصال هاتفي غريب مريب ومثير للتساؤلات والاتهامات، مع «إسلام البحيري» هذا الشاب الذي خرج من حيث لا نعلم علينا، وعبر نوافذ إعلامية عديدة يتحدث في أمور الدين، ويفسر تطوعا وبدون علم أحكام القرآن والسنة، تارة يفتي بحرمانية هذا وتارة بإجازة ذاك، نصب نفسه عالما مطلعا علي أمور الدين وقضاياه، إلى أن وصل الأمر للتجاوز في حق العلماء.

علق «البحيري» خلال مداخلته الهاتفية مع «أديب» معترضا على تصريحات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بشأن قضية حق الرجل في تأديب زوجته، ووصفه كلامه علنا وأمام ملايين المشاهدين ب “كلام غلط”، وأن رأي فضيلة الأمام في الأمور الدينية لا يخص الناس، وأن كلامه ضد الدستور ، وهذا يؤكد أن هذا التجريح والهجوم المستمر علي رمز كبير بحجم شيخ الأزهر أمر فيه تطاول علي مؤسسات الدولة ورموزها.

تجاوزات إسلام البحيري ومن على شاكلته ضد الأمور الفقهية وآراء العلماء، أمور تثير غضب الناس، وتلقى اللوم على مؤسسات الدولة في عدم اتخاذها إجراءات حاسمة ضد المتطاولين علي الرموز والقيادات، بل يصنع تنظيمات جديدة تدعو للعنف والهدم وتزعزع استقرار البلاد، وتستوجب وبشكل فورى إلزام الجميع احترام آراء العلماء الذين يديرون المؤسسات الدينية، تلك المؤسسات المنوط بها ودون غيرها الحديث فيما يخص الدين وأموره.

محاربة ومواجهة أي تنظيمات أو آراء أو أفكار هدامة تزعزع استقرار الوطن أمر واجب علي كافة الجهات المعنية حفاظا علي هيبة الدولة ومؤسساتها الدينية، فإعطاء الفرصة لفاقدي الموهبة والعلم والتأثير للحديث في الإعلام عن أمور الدين جريمة تستوجب المحاسبة، حفاظا علي أمن وسلامة واستقرار هذا الوطن، إضافة ألى ضرورة تحرك المجلس الأعلى للإعلام لاتخاذ إجراء حاسم مع عمرو أديب الذي سمح عبر برنامجه بهذا التطاول في حق أحد رجال الدولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى