مقالات

13 رجب وذكرى ميلاد وليد الكعبة وحاصد صناديل الشرك أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

الكاتب والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد الشريف

يصادف 13 رجب للهجرة ذكرى مولد أسد الله الغالب حاصد صناديل الشرك خليفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه باب مدينة العلم.

نبارك لكم في اليوم العظيم ذكرى ميلاد عملاق الإنسانية ابو الحسنيين سبطا سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا وقدوتنا واسوتنا وجدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أنه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما نبارك في هذه اليوم السعيد المبارك للبشرية جمعاء ذكرى ميلاد المعدن الأصيل والحكمة بل ذكرى ميلاد أبي الفضيلة والحكمة ، نبارك لكم وللبشرية جمعاء ولكافة عوالم الإنسان ذكرى ميلاد النور ومصدر الفضيلة ، ونبارك لكم في هذا اليوم ميلاد أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

هذا اليوم هو يوم التي تتجه فيها قوارب كل مفكر ومصلح وداعية لحقوق الإنسان ليرسو على شاطئها وللتنعم من تلك الجنة الوارفة الظلال من ثمارها المباركة والطيبة.

هذا اليوم يعد تجسيداً لينبوع العطاء وتعد نبعاً ونعيماً للفكر والثقافة والأدب والقانون والدستور.

دعونا الآن نتصور أننا جميعاً نركب في مركبة زمنية تنطلق في مسيرة عكسية مع الزمن وإلى الوراء، ولنتوقف عند لوحات في الزمن المعاصر والرجوع إلى زمن أمير المؤمنين ومولى الموحدين وابو تراب ؛ لكي نتحدث السيرة العطرة لجدنا الإمام علي الكرار حيدره وأسد الله ، وإبن عم رسول الله وزوج ابنته امنا السيدة الطاهرة المباركة البتول السيدة فاطمة الزهراء وابو الحسنيين سبطا رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الإمام الحسن والإمام الحسين وكذلك أبو امنا الطاهرة المباركة الشريفة عقيله بني هاشم المشيرة رئيسة الديوان السيدة زينب رضوان الله عليهم أجمعين

الإمام علي بن ابي طالب هو أبو الحسن عَلِي بْن أَبِي طَالِبٍ الهاشمِي القرشِي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م – 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) ابن عم الرسول محمد وصهره ، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.

ألقاب الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
حيدرة: وتعني الأسد وكذا علي المرتضى.
أمير المؤمنين : تعده بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين ، بينما تشير الروايات السنية أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين.
يعسوب المؤمنين ويعسوب الدين.
الصديق الأكبر .
الفاروق الأعظم.
باب مدينة العلم : وهي تسمية مستندة لحديث الرسول محمد بن عبد الله يقول فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»
وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.
شهيد المحراب: لأنه قتل أثناء الصلاة.

ويُكنى: أبو الحسن. أبو تراب. أبو السبطين. أبو الحسنين. أبو الريحانتين.

مولد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:

ولد أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته السيدة فاطمة الزهراء في السنة الثانية من الهجرة.

شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة.

وعُرف الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملًا مهمًا في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

تعد مكانة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وعلاقته بأصحاب الرسول عليهما السلام موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيا وإمامًا وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمدًا قد أعلن ذلك في خطبة الغدير ، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفًا لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.

بويع أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي ، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.

وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في معركة صفين ، والسيدة عائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام عليهما السلام جميعاً الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا ؛ كما خرج على الإمام علي عليه السلام جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في موقعة النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد الإمام علي عليه السلام على يد عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله في 21 رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهر الإمام علي عليه السلام عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب للإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه رمزًا للشجاعة والقوّة ويتصف بالعدل والزُهد والإحسان والكرم والجود حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ ، كما يُعتبر الإمام علي عليه السلام من أكبر علماء عصره علمًا وفقهًا إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق ولذلك أطلق على الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه وارث علم رسول الله وباب مدينة العلم.

إسلام الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:

أسلم أمير المؤمنين الإمام عليه السلام وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد، الإسلام على أقاربه من بني هاشم، تنفيذا لما جاء في القرآن ، وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا قد جمع أهله وأقاربه على وليمة، وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا عليا. سمي هذا الحديث «حديث يوم الدار» أو «إنذار يوم الدار» أو «حديث دعوة العشيرة»،

وفي رواية عن أنس بن مالك: «بعث النبي ﷺ يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء».

وبهذا أصبح الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أول من أسلم من الصبيان، وذهب البعض مثل ابن إسحاق إلى أنه أول الذكور إسلاما، وإن اعتبر آخرون من أهل السنة مثل الطبري أن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن الإمام عليا رضي الله عنه وأرضاه لم يكن راشدا حين أسلم ، فالروايات تشير إلى أن عمر الإمام علي عليه السلام حين أسلم يتراوح بين تسعة أعوام وثمانية عشر عام ، وفي رواية أوردها الذهبي في تاريخه: «أول رجلين أسلما أبو بكر وعلي وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه».

كما كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أول من صلى مع النبي سيدنا محمد وزوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما وارضاهما بعد الإسلام،
في حين نقل ابن سعد رواية يقول فيها علي أنه أول من أسلم.

لم يهاجر الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هربا من اضطهاد قريش. وقاسى معه الإمام علي عليه السلام مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب ، كما رافق سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذهابه للطائف لنشر دعوته هناك بعد أن اشتد ايذاء قريش له ، فمكث الإمام علي مع إبن عمه النبي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في مكة حتى هاجر إلى المدينة المنورة.

الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وليلة الهجرة النبوية:

في اليوم الذي عزم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى يثرب المدينة المنورة فيما بعد ، أجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ، حسب اعتقاد كافة المسلمين جاء المَلَك سيدنا جبريل عليه السلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من إبن عمه سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو سيدنا محمد عليه السلام وبهذا تغطى الإمام علي عليه السلام ونام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجحت هجرة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأحبط مؤامرة أهل قريش .

وفي بعض الروايات أنه سأل أصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه إلا عليا ثلاثًا،

ويعتبر الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد «بليلة المبيت» ؛ سورة البقرة أنها نزلت في حق الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حين نام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان النبي سيدنا محمدا عليه السلام قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل ، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانوا في مكة يعلمون أن الإمام عليا عليه السلام يتبع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب، لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ الإمام عليا رضي الله عنه وأرضاه معه. وقد بقي الإمام عليه السلام في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر رسوله أبي واقد الليثي رضي الله عنه وأرضاه يأمره فيها بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة )

خرج الإمام عليه السلام للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج الإمام علي عليه السلام وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار.

بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركبا من النساء هن : السيدة أمه فاطمة بنت أسد وسيدة النساء السيدة فاطمة بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة فاطمة بنت الزبير عليهما جميعاً السلام وزاد البعض أن السيدة فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما وارضاهما أو ما سمي بـركب الفواطم ، ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل الإمام علي عليه السلام إلى قباء حيث انتظره الرسول صلى الله عليه وسلم بها ورفض الرحيل قبل أن يصل الإمام علي عليه السلام الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل الإمام عليه السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

يذكر أن حين وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار وآخى بين الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه وبين نفسه وقال له : «أنت أخي في الدنيا والآخرة».

بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سيدنا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع سيدنا أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم ، في النهاية تم اختيار سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ليكون خليفة النبي صلى الله عليه وسلم.

خلافة الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:

لما قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه، بويع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي من الحادثة (الجمعة 25 ذي الحجة سنة 35 هـ فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة والتابعين والثوار. يروى إنه كان كارها للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له، ويروي ابن خلدون والطبري أنه ارتضى الإمام علي عليه السلام تولي الخلافة خشية حدوث شقاق بين المسلمين.

يروى أن أول من بايع الإمام علي عليه السلام كان سيدنا طلحة وسيدنا الزبير عليهما السلام وفي تاريخ الطبري أول من بايع الإمام علي عليه السلام سيدنا مالك الأشتر النخعي رضي الله عنه وأرضاه ، وتقول بعض المصادر أن أقارب سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه والأمويين لم يبايعوا الإمام عليا، وتوجهوا إلى الشام، كما تقول أن بعض الصحابة مثل سيدنا سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وغيرهم لم يبايعوا بالولاء ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضده.

وهكذا استلم الإمام علي عليه السلام الحكم خلفا لسيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه ، في وقت كانت الدولة الإسلامية حين إذ تمتد من المرتفعات الإيرانية شرقا إلى مصر غربا بالإضافة لشبه الجزيرة العربية بالكامل وبعض المناطق غير المستقرة على الأطراف. ومنذ اللحظة الأولى في خلافته أعلن الإمام علي عليه السلام أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز ، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اقتطعها سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه لأقاربه والمقربين له من بيت المال.

في سنة 36 هـ أمر الإمام علي عليه السلام بعزل الولاة الذين عينهم سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه وتعيين ولاة آخرين يثق بهم ، مخالفا بذلك نصيحة بعض الصحابة مثل إبن عباس والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما وارضاهما الذين نصحوه بالتروي في إتخاذ القرار .

أرسل أمير المؤمنين الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه سيدنا عثمان بن حنيف الأنصاري بدلًا عن عبد الله بن عامر إلى البصرة بحسب الطبري وابن الأثير ، وفي البداية والنهاية أنه أرسل سمرة بن جندب، وعلى الكوفة أرسل عمارة بن شهاب بدلًا عن أبي موسى الأشعري، وعلى اليمن عبيد الله بن عباس بدلًا عن يعلى بن منبه، وعلى مصر سيدنا قيس بن سعد بن عبادة بدلًا عن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وعلى الشام سهل بن حنيف بدلًا عن معاوية بن أبي سفيان.

بعد استلام أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الحكم ببضعة أشهر ، وقعت معركة الجمل (36 هـ) التي كان خصومه فيها سيدنا طلحة والزبير ومعهما أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وارضاهما زوجة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين طالبوا بالقصاص من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه ، رغم تشكيك البعض في مصداقية هذا الإدعاء حيث تقول روايات أنهما حرضا على قتله، لذلك يعتقد البعض أن أغراضهما من وراء مقاتلة الإمام علي عليه السلام هو تحقيق أطماع سياسية، خاصة مع ادعائهما المبايعة مكرهين وهروبهما إلى مكة، بالإضافة إلى تصريح أسامة بن زيد بأنهما بايعا كارهين ، ويقال كذلك لأن الإمام علي عليه السلام رفض توليتهما البصرة والكوفة، حيث طلبا منه الولاية لكنه أبقاهما معه كمستشارين ، بعدها طلبوا السماح لهم بالذهاب إلى مكة لأداء العمرة فسمح لهما وحين ذهبا التقيا السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وقرروا المسير إلى البصرة رافعين شعار الانتقام لسيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه، فسارو من مكة إلى البصرة باكثر من عشرة آلاف مقاتل وتحرك إليهم الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ولقيهم على مشارف البصرة، ويذكر ابن كثير أنهم انطلقوا إلى البصرة وكان الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بالمدينة عازمًا على الذهاب إلى الشام لقتال معاوية، فغير وجهته إلى البصرة واستخلف على المدينة تمام بن عباس وعلى مكة قثم بن العباس، وحين وصل أرسل سيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه إلى أهل الكوفة يستنفرهم للقتال فانضم منهم الكثير إلى جيش أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وفقا للطبري ، وتختلف الروايات حول وقائع المعركة لكنها انتهت بمقتل سيدنا طلحة والزبير رضي الله عنهما وارضاهما وانتصار أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ، وعودة السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها إلى المدينة.

وحول سبب عدم قيام أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بالاقتصاص من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه ، فالبعض يرى أنه كان صعبا لاختلاط القتلة بجيش ومؤيدي الإمام علي عليه السلام الذي لم يكن لديه ما يكفي من القوة والسيطرة الكافية لتطبيق الحد فانتظر حتى تهدأ الفتنة وهذا ما قاله الإمام علي لكل من سيدنا طلحة والزبير رضي الله عنهما وارضاهما في بعض الروايات.

قام الإمام عليه السلام بعد معركة الجمل بنقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية أنذاك ، ولكثرة مؤيديه هناك.

معركة النهروان

وأخيرا قاتل الإمام علي عليه السلام الخوارج وهزمهم في معركة النهروان (39 هـ / 659م)، حيث انسحبوا من جيشه ثم قاموا يقطعون الطرق ويسألون الناس حول ارائهم في الخلفاء الأربعة فيقتلون من يخالفهم في الرأي بشكل بشع.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه المعلون عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: «فزت ورب الكعبة»، وتقول بعض الروايات أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان في الطريق إلى المسجد حين ضربه ابن ملجم المعلون ، ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي ، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه ، وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم الإمام علي عليه السلام أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال . وبعد مماته تولى سيدنا عبد الله بن جعفر زوج بنته المشيرة ورئيسة الديوان السيدة زينب رضي الله عنهما وارضاهما وابنائه الامامان الحسن والحسين رضي الله عنهما وأرضاهما غسل جثمانه وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من ابن ملجم المعلون بقتله.

والمعلون عبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم لعنه الله كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وامير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم 17 رمضان، فنجح بن ملجم لعنه الله في قتل الإمام عليه السلام وفشل الآخران.

بعد مماته

رحل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تاركا خلفه الفتنة مشتعلة بين المسلمين ، واستلم الخلافة من بعده ابنه الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه وأرضاه وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه الناس في الكوفة، واستمرت خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وانتهت خلافته فيما عرف بعام الجماعة بصلح الإمام الحسن رضي الله عنه وأرضاه مع معاوية وتنازله عن الحكم حقنا لدماء المسلمين، ويقال أن قبوله للصلح يرجع لضعف موقفه حيث استطاع معاوية بسط نفوذه على الشام ومصر وكانت جيوش الإمام الحسن عليه السلام ضعفت بعد قتال الخوارج. كما تذكر بعض المصادر أن أحد بنود الصلح كانت أن يكون الأمر بعد موت معاوية للامام الحسن ثم لأخيه الإمام الحسين عليهما السلام. يذكر ابن كثير وابن الأثير أن الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وارضاهما كان رافضا صلح أخيه مع معاوية، وأنه كان يريد السير على نهج أبيه الإمام علي الكرار أسد الله الغالب والقتال حتى النهاية، ومع إصرار أخيه الإمام الحسن الشديد سلم الإمام الحسين عليهما السلام بالأمر، بعد وفاة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الإمام الحسن عليه السلام ثم معاوية أعلن الإمام الحسين سيد الشهداء وبطل معركة كربلاء ثورته ضد يزيد بن معاوية، وقتل الإمام الحسين وأولاده عدا الإمام علي زين العابدين وأهله وأصحابه وسبي أهله ومن بقى في معركة كربلاء في مواجهة جيش يزيد لعنه الله.

تقول بعض المصادر أن في الفترة الأموية استحدثت سنة سب الإمام علي عليه السلام على المنابر حتى ابطلها سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه.

علم الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه :

عُرف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية.

فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية، كما ذُكر له وصف الذرة.

وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة، فكان معلم أبي الأسود الدؤلي، ويقال أنه أول من صنف كتابا بالفقه. وكان معلم ابن عباس.

وكان يحث الناس على سؤاله حرصا منه على نشر العلم. بل تروى بعض المصادر الشيعية ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء

تراث الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:

كتاب نهج البلاغة : يعد كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب الشيعية التي تحتوي على حكم وأقوال علي بن أبي طالب، وقد جمعه الشريف الرضي بينما يرى بعض أهل السنة عدم صحة نسب هذا الكتاب لعلي بن أبي طالب.
وهو من الكتب المعتبرة لدى الشيعة والكثير من الصوفية حيث يعدونه من أحد أهم الأعمال الفقهية والدينية والسياسية في الإسلام.

وقد تم تأليف شروح وتعليقات على الكتاب من محتلف الكتّاب السنة والشيعة مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. وشرح الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبدة مفتي الديار المصرية سابقًا.

كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول: كذلك منسوب لعلي بن أبي طالب ديوان شعر يعرف باسم «أنوار العقول من أشعار وصي الرسول» وهو ديوان فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء، وجدير بالذكر أن مؤلفه هو قطب الدين الكيدري وهو عالم شيعي إثنا عشري توفي عام 610 هـ.

كتاب غرر الحكم ودرر الكلم: فيه حكم وأقوال قصيرة لعلي جمعه عبد الواحد الآمدي التميمي المتوفى سنة 550 هـ.
كتاب نهج البردة: وهناك مخطوط لكتاب «نهج البردة» ينسب لعلي بن أبي طالب محفوظ في مكتبة الروضة الحيدرية الشيعية في النجف.

ثلاثة مصاحف بخط يده: علي من كتاب الوحي ويقال أنه أول من جمع القرآن، فينسب له ثلاثة مصاحف مكتوبة بخط يده أولها محفوظ بمتحف صنعاء، والثاني محفوظ بمكتبة رضا رامبور بالهند، أما المصحف الثالث فيمتلك المركز الوطني للمخطوطات بالعراق إثنتي عشرة صفحة منه وباقي المصحف محفوظ في مكتبة أمير المؤمنين في النجف.
أحاديث: ينسب له العديد من الأحاديث المروية عن محمد ووردت في مختلف كتب الحديث لكافة الفرق الإسلامية.
من أقواله الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
من أقواله: «أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه».
ومن الشعر المنسوب له:

أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيك ولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فأن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيك كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
وحسب مصادر الشيعة الإثنا عشرية فإن له أدعية مأثورة منها دعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء يستشير.

ويوجد الكثير من أخبار ومواقف وسيرة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مقيدة في أحد أهم كتب الطائفة الإثناعشرية وهو كتاب كتاب سليم بن قيس لمؤلفه سليم بن قيس الهلالي الذي صحب علي وأخذ الأخبار عنه.

وقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان: «قول علي بن أبي طالب: “يا مالك، إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي .

شخص الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:

ذُكر في الاستيعاب عن شكله نقلا عن ابن إسحاق: «كان رجلًا آدم شديد الأدمة مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب»،

في حين ذكر ابن سعد مجموعة من الروايات تفيد بأنه كان أبيض الرأس عريض اللحية والمنكبين ضخم البطن والعضلات.

يعد المسلمون الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أحد النماذج التي يحتذى بها في دينه وأخلاقه وتعاملاته فهو أحد أفضل الصحابة العدول عند السنة وهو الشخص المعصوم المتكامل لدى الشيعة، ويتميز بالشجاعة والبلاغة بشكل أساسي كما يوجد الكثير من الأحاديث عن كرمه وزهده وعدله وغيرها من الصفات في المصادر الإسلامية.

إنّ من أبرز صفات علي بن أبي طالب الخَلقية ما يأتي:
حَسَن وجميل الوجه.
قويّ الجسد والبنْيَة.
هو إلى القِصَرِ أقرب.
ضخم المنكبين أي الكتفين.
ضخم عضلة الذراع والسّاق.

كان لا يبالى الحر والبرد، ولا يحفل الطوارئ الجوية فى صيفٍ ولا شتاء، فكان يلبس ثياب الصيف فى الشتاء وثياب الشتاء فى الصيف، وسئل فى ذلك فقال: “إن رسول الله ﷺ بعث إلى وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إنى أرمد العين، فقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حرًّا ولا بردًا منذ يومئذ”.

تحلّى الإمام علي -رضي الله عنه- بمكارم الأخلاق، ونذكر أبرز صفاته الأخلاقية فيما يأتي: الشجاعة والبطولة اشتُهر الإمام علي -رضي الله عنه- بالقوة والشجاعة، وقد روت عنه كتب السير والمغازي كثيراً من المواقف التي دلّت على ذلك، ومنها منازلته لأعداء الإسلام في أكثر من موقعةٍ وهزيمتهم، ففي أحد دافع عن النبيّ بسيفه دفاعاً شديداً، وفي غزوة الخندق نازل عمرو بن عبد ود المشهور فأرداه قتيلاً، وكان له صولاتٌ وجولات في بدرٍ الكبرى وغيرها من المشاهد.

التضحية بالنفس كان علي -رضي الله عنه- مثالاً في التضحية بالنفس من أجل الدين وحماية النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومن المواقف الدّالّة على هذا الخلق الكريم عندما نام في فراش النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث أراد كفار قريش قتل النبيّ وهو نائم، فهاجر النبي وافتدى علي النبي بنفسه، ونام في فراشه ليوهمهم أنّه النبيّ حتى لا يُدركوه.

الزهد والورع كان الإمام علي -رضي الله عنه- زاهداً ورعاً لا يتطلع إلى متاع الدنيا وزينتها الزائلة، وكان يقول في الزّهد: “طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والكتاب شعاراً، والدعاء دثاراً، ورفضوا الدنيا رفضاً”

غزارة العلم اشتهر الإمام علي -رضي الله عنه- بقوّة علمه وفقهه وغزارته، فكان يوضّح أحكام العبادات للناس، ومن ذلك الأحكام المتعلّقة بالطّهارة، ونواقض الوضوء، وأحكام الصلاة، وكيفية قضائها، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات المختلفة وأحكامها.

الكرم والسخاء كان الإمام علي -رضي الله عنه- يحب البذل والإنفاق في سبيل الله، وقد روي أنّه تصدّق يوماً في سبيل الله وهو راكعٌ يصلي، فنزل فيه قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).

ماذا عن عبادته وإخلاصه لله تعالى؟

كان الإمام علي -رضي الله عنه- من أهل التهجّد ، فقد كان يُقيم الليل كثيراً، ويأنس بالخلوة والقيام والتعبّد إلى الله ليلاً، وكان يدعو ويبكي من شدّة خشوعه، وكان رجلاً صوَّاماً، ويحرص على نصح النّاس بالتقوى والطاعة والخوف من الله، ويخوّفهم من الوقوع في المعاصي والذنوب، وكان -رضي الله عنه- صابراً في حياته ابتغاء مرضاة الله -تعالى

من أشعاره يقول في ذهاب الوفاء بين الناس:

ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمس الذاهب فالنـاس بـيـنَ مـُخـاتـل ومـواربِ يُفشـون بينهمُ الـمـودةَ والـصـّفا وقـلـوبُـهم محـشـوّةٌ بـالـعـقـاربِ

وقال في الغنى والفقر:

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيهيا لا دارَ للمرء بعد الموتِ يسكنها إلّا التي كان قبل الموتِ بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشرٍ خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطِنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائن في الآفاق قد بنيت أمست خرابًا وأفنى الموت أهليها لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموتُ لا شكّ يفنينا ويفنيها وقال عن الصبر ألاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل

وقال في الفرق بين العلّم والمال

ليس اليتيم الذي قد مات والدُهُ إنّ اليتيم يتيمُ العلم والأدبِ

قلم وصوت ومحام لدى آل البيت عليهما السلام
الكاتب والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد الشريف
إبن السلطان محمد شمس الدين ابوهارون الشريف
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى