تقارير و تحقيقات

ارتباك العلاقات بين مصر وإسرائيل.. ماذا لو تصاعد التوتر؟

تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل، توترًا شديدًا ومواقف خلال هذه الفترة، على خلفية العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، المستمر لليوم الـ38.

وباعتبار الدولة المصرية، الجار الأقرب لفلسطين من ناحية معبر رفح، فإن العمليات العسكرية على هذه المنطقة وتوابعها، تعد تعديًا صريحًا على الأمن القومي المصري، ناهيك عن قيام السلطة المصرية بدور الوساطة بين المقاومة وجيش الاحتلال لوقف إطلاق النار.

في هذا التقرير، نرصد أبرز الصدامات الدبلوماسية التي بدأت حكومة الاحتلال في التلويح بها تجاه مصر، وتوقعات الخبراء حال تصاعد حدة التوترات.

أبرز الصدامات الدبلوماسية

منذ اشتعال الحرب بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وتتعمّد إسرائيل الزج بمصر في تلك المعركة، من خلال تصريحات وصفها البعض بـ”الاستفزازية” وغيرها من المحاولات التي لاقت ردًا من قبل المسؤولين في مصر.

بدأت تلك المحاولات من المتحدث باسم جيش الاحتلال، حينما دعا سكان غزة لترك القطاع والتحرك نحو الجنوب، باتجاه الحدود المصرية في شبه جزيرة سيناء.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، رد على الإشارات الإسرائيلية لنقل سكان غزة إلى سيناء، خلال مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني، أولاف شولتس.

وأكد “السيسي”، رفضه القاطع لهذه التصريحات، معتبرًا أن الهجمات على غزة مقصود بها تنفيذ هذا الاقتراح.

وقال في رسالة موجهة لجيش الاحتلال: “إذا كان من الضروري نقل مواطني القطاع خارجه حتى انتهاء العمليات العسكرية، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب”.

على مستوى الإغاثات والمساعدات التي تسعى مصر لإدخال إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، اتهمت الحكومة المصرية، جيش الاحتلال بعرقلة عملية دخول المساعدات لإغاثة الغذائية والطبية.

جاء ذلك بعدما تعمّد الجانب الإسرائيلي، قصف معبر رفح عدة مرات؛ لإدخالها ضمن المناطق التي تشكل خطرًا على مرافقي الشاحنات.

الرد المصري على هذه العمليات جاء من خلال رفض القيادة السياسية، خروج حاملي الجنسيات الأجنبية في داخل غزة من معبر رفح إلى مصر؛ ليتمكنوا من العودة إلى بلادهم.

واشترطت مصر للسماح بخروج الأجانب، ألا تعرقل إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة. ونقلت “القاهرة الإخبارية”، عن مصدر سيادي قوله: “التصعيد سيقابل بتصعيد”.

ماذا لو تصاعدت حدة التوتر؟

بحسب خبراء لـ«سكاي نيوز عربية»: فإن العلاقات بين مصر وإسرائيل خلال هذه الفترة توترت بشكل كبير، بسبب موقف مصر الداعم لفلسطين، والرافض لنوايا إسرائيلية بتهجيره من أراضيهم.

وقال الخبراء إن أسوء الفروض بين البلدين يمكن أن تصل إلى قطع العلاقات وسحب السفراء، لكن محللين استبعدوا ذلك، لإدراك الجانبين أن وجود العلاقات الدبلوماسية، تعد بمثابة باب مفتوح لحل الأزمة الراهنة.

المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، قال في تصريحات لـ«سكاي نيوز»، إن العلاقات بين مصر وإسرائيل، إذا استمرت في التدهور وشهدت تصاعدًا متزايدًا، يكون هذا نذير باشتعال أزمة إقليمية كبيرة تلقي بظلالها على جميع الأطراف”.

وشهدت المدن المصرية العديد من الوقفات الاحتجاجية الرافضة لدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، ومسيرات شعبية منددة بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.

وكان وزير الخارجية، سامح شكري، استقبل الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، لبحث سبل وقف النزاع في غزة، لاسيما حل أزمة شاحنات المساعدات المتوقفة قرب معبر رفح.

وأكد “غوتيريش” ضرورة الحصول على قرار بـ”وقف إطلاق نار إنساني وفوري، ووصول مساعدات سريعة وبلا عوائق إلى غزة”.

من ناحيته، أكد وزير الخارجية سامح شكري، حرص مصر على استمرار معبر رفح في إدخال شاحنات الإغاثات الطبية والغذائية إلى قطاع غزة، مشددا على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل بين أطراف النزاع لوقف إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى