تقرير

في ذكرى ميلاده..محمود شاكر يتهم طه حسين أنه سطا على أفكاره وحذا حذوه

في مثل هذا اليوم جاء لدنيانا رجل حفظ دواوين فحول الشعراء في طفولته، وتأهل أن يقرأ في المرحلة الثانوية على شيخ أدباء مصر سيد المرصفي، حيث قرأ عليه كتب مثل الكامل للمبرد، وحماسة أبي تمام وغيرهما.

ثار على المجتمع الأدبي في عصره واحتد على خصومه، انتمى إلى التراث العربي بتنوعه وتعدديته، فلم يكن تابعا لأحد وإن نسبته طائفة من الناس إليها عن جهل وادعاء باطل، وانتمى إلى مدرسته أصناف شتى من الناس على اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم.

وهو أبو فِهْر، محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من أسرة أبي علياء الحسينية في جرجا بصعيد مصر. ولد في الإسكندرية في ليلة العاشر من المحرَّم سنة 1327 هـ / 1 فبراير سنة 1909م، وانتقل إلى القاهرة في نفس العام مع والده إذ عُيّن والده وكيلًا للجامع الأزهر، وكان قبل ذلك شيخًا لعلماء الإسكندرية.

وفي هذا الصدد يستعرض موقع وجريدة “اليوم” معارك شيخ العربية مع العميد طه حسين

شاكر يستمع لمحاضرة عميد الأدب العربي

كان شاكر من الطلاب الجامعيين الذين يتسمون بالنباهة، فكان ذات مرة في السابعة عشرة من عمره سنة 1926م، حيث كان في السنة الأولى –كلية الآداب- قسم اللغة العربية، وقد صدم وهو يستمع لمحاضرات طه حسين، وكانت آنذاك عن الشعر الجاهلي، وجاءته الصدمة كالصاقعة فور أن سمع من العميد أن الشعر الجاهلي عبارة عن أكذوبة، وأنه منتحل ملفق لم يقله أمثال امرئ القيس وزهير، وزاد على ذلك أنه بدعة جاء الرواة في العصر الإسلامي، وكان مما هو باعث على الصدمة المفعمة بالمفاجأة أن ما سمعه لم يكن جديدا على أذنه، بل سبق أن قرأه في مجلة لمستشرق إنجليزي يُدعى مرجليوث.

ظل شاكر محاضرة تلو الأخرى، وهو عاجز أن يرد على أستاذة، وتحدثه نفسه كيف لطالب أن يناطح معلمه، فهو يقف في حضرة الأدب الذي يكنّه للعميد، فضلا عن الهيبة التي يتمتع بها..فمكث على حاله هذا وقتًا طويلا يضمر الحديث داخله، ولكن لم يستطع أن يظل هكذا، فما إن نفد صبره؛ وقف يرد على طه حسين بشيء من الصراحة وبأدب كان يتمتع به في الحديث، حتى أنه أدبه حتّم عليه ألا يخبره بأنه هذا الكلام بحذافيره سطو على أفكار المستشرق الإنجليزي مرجليوث.

“بيني وبين طه”.. مناوشات بين شاكر وطه حسين..والسبب المتنبي

في عام 1936 صدر كتاب محمود شاكر عن المتنبي، ولكن كتاب طه حسين صدر 1938، وقد توجه الأخير بالنقد لكتاب شاكر، ولكنه وجهت إليه اتهامات آنذاك أنه قد قلد بعض أفكار شاكر في كتابه، وهذا ما دفع شاكر أن يرد عليه، فاضطر أن يهاجم ما كتبه طه حسين في عدد 13 مقالة في جريدة البلاغ، وقد جاءت تحت عنوان “بيني وبين طه” وهنا جاءت اتهاماته موجهة في سبيل أنه تم السطو على أفكاره، حيث قال: كتاب طه حسين محشو بأشياء كثيرة تدل دلالة قاطعة على أن الدكتور طه لم يسلك هذا الطريق الجديد على كتبه في كتاب المتنبي إلا بعد أن قرأ كتابه!

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى