تقرير

رحلت أجسادهم وبقيت سيرتهم العطرة..أطباء ساعدوا على إزالة آلام الغلابة

لا ريب أن مهنة الطب في مصر تشكل جزءًا كبيرًا من عظمة تاريخها، حيث أنه منذ بزوغ فجر التاريخ، ومصر لها الريادة في إثراء المجال الطبي، فقد ساهم عدد كبير من الأطباء المصريين في الكثير من الاكتشافات البحثية في مجال الطب، والتي كان لها أبلغ الأثر في مهنة الرحمة.نستعرض في سطور.. أبرز الأطباء من الفراعنة إلى العصر الحديث.

إيمحوتب..مؤسس علم الطب في مصر

كان الطبيب الفرعوني يحظى بمكانة كبيرة بين الناس، وعلى رأس أشهر الأطباء الفراعنة “إيموحتب”، وهو الذي كان سببا كبيرا في اكتشاف الكثير من الأدوية للعديد من الأمراض التي لم تكن معروفة قبله، وقد أثرى ذلك الطب كثيرا حتى يومنا هذا.

ويعد إيموحتب هو مؤسس علم الطب في مصر، وعلى الرغم من أن الفترة التي عاش فيها كانت مليئة بالخرافات والشعوذة والسحر، لكنه لم يسلك هذا الطريق، وابتكر من خلال أبحاثه طرق العلاج عن طريق العقارات، وألف المخطوطات عن أعراض بعض الأمراض، والتي يستفيد منها الأطباء إلى الآن.

ميريت بتاح.. أول مَن حملت اسم طبيبة في التاريخ

في تاريخ النساء الأطباء تظهر “ميريت بتاح”، التي تعد من أبرز الأسماء في عالم الطب، حيث لم يكن قبلها مشتغلة بالطب يطلق عليها هذا الاسم؛ إذ تعد هي الطبيبة الأولى التي يسجل اسمها في تاريخ السجلات “طبيبة”، وكان إلى جانبها في عصرها “بيسيشيت” كانت “ميريت بتاح”، من النابغات في عالم الطب، وأتت شهرتها من كونها هي الطبيبة الأولى التي تم تسجيل اسمها في تاريخ السجلات طبيبة، ومن الطبيبات الأخريات البارزات في زمنها “بيسيشيت”، والتي عاشت في أثناء حكم الأسرة الرابعة، والتي كان لها دورا بارزا في عالم الطب، فلقد أطلق عليها رئيسة الأطباء، وذلك أثناء تصويرها في مقابر ممفيس، مقابر العاصمة القديمة.

الأطباء في العصر الحديث..ودور السوشيال ميديا

لا ريب أن السوشيال ميديا لها دور عظيم في تسليط الأضواء الأطباء الذين أثّروا في الناس كثيرا، وذلك ما أحدث حالة من التقدير لازمتهم بعد رحيلهم، وضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من بينهم طبيب الغلابة الدكتور “محمد مشالي”.

يعد الدكتور محمد مشالي من الأطباء البارزين في السنوات الأخيرة، والذي سبّب رحيله حالة من الحزن خيّمت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم ينقطع الحديث عنه إلى الآن، وذلك لكونه كان معروفًا بمدى قربه من الناس، وإحساسه بحالتهم المعيشية، لا سيما الطبقة الفقيرة منهم، حيث كرّس كل ما لديه من علم في خدمة المحتاجين بدون مقابل، أو مبلغ مالي لا يتعدى 10 جنيهات، إحساس طبيب الغلابة بشؤون المحتاجين جعله عزيز النفس يأبى المساعدة من الناس، فلقد أتى إليه”غيث” مقدم البرنامج الإماراتي الذي كان يأتي إلى بعض الناس لمساعدتهم سواء أكان ماديا أو غيره، فعرض عليه بمساعدات مادية، وأن ينقل له عيادته في مكان أرقى، لكنه أبى ذلك، رغم المحاولات الكثيرة، وقال إنه يشعر بالسعادة وهو قريب من الطبقة الفقيرة التي خرج منها.

استشارات طبية بالمجان..هاني الناظر مسيرة طبية تحتفي بها السوشيال ميديا خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا في يوم 22 فبراير الجاري رحل عن عالمنا الدكتور هاني الناظر، والذي أحدث وفاته حزنا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان “الناظر” عاكفا على خدمة الناس، وعن طريق صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي يشخص الحالات التي يمكن تشخيصها دون رؤيتها بشكل مجاني، حيث سألته إحدى السيدات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن مواعيد العيادة، فرد عليها قائلة: “وفري فلوسك وجهدك يا ست الكل، وابعتي هنا وأنا أشخّص حالتك وأكتب لك العلاج”.

قبل رحيله بما يقرب من شهر، نشر نجله على صفحته الشخصية أن والده أصيب بالسرطان، وبعد غياب أيام معدودة، لم يمنعه المرض من التواصل مع الناس فكتبت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه موجود في المستشفى، وأنه يجيب على الاستشارات بشكل شخصي خلال المدة التي يسمح بها الطبيب، وبالفعل عرض عليه الناس أسئلتهم، وهو يجيب عليها، وهو يصارع أشد الأمراض وأفتكها. وهذا هي النماذج الطبية في مصر التي أضافت للإنسانية قبل الطب نماذجًا يحتذي بها الأجيال، جيلا بعد جيل، ومصر مليئة بالأطباء الماهرين، منهم من سلطت الأضواء عليهم، والآخرين لم تطلهم أضواء الشبكة العنكبوتية بعد.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى