مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: الشيطان يخطط لتدمير الأمة!

لماذا الحرب الشرسة على قطاع غزة؟ وما الهدف منها؟ هل الحرب على غزة ستكون سلبية أم إيجابية على إسرائيل؟ والولايات المتحدة الأمريكية؟ لماذا هذا الصمت المُخزي من العالم تجاه ما نراه عبر التلفاز في غزة، والتهجير القسري، وضرب النازحين وحرقهم؟ هل هذه الحرب بداية لنهاية الكيان الصهيوني في المنطقة؟ من أين تتزود اسرائيل بالأسلحة لاستخدامها في حرب إبادة سكان غزة؟
إن العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة، ينظرون إلى العالم الثالث نظرة دونية، بإعتبارنا شعوب إستهلاكية فقط، شعوب تُقاد ولا تقود، لذلك عندما وصفهم “جورج بوش الابن” في حربه على الإرهاب بأنهم “طفيليات قذرة”، وتم التنكيل بهم ومعاقبتهم عقاباً جماعياً دون رحمة، واستخدام أبشع طرق التعذيب تحت ذريعة الإرهاب، وهذا ما تستخدمه الآن إسرائيل في منع أي حراك لعرب 48، والتضييق عليهم، مع الملاحقات الأمنية ضد أي تظاهر تضامنا مع ما يحدث في غزة، مما أدى إلى إلقاء القبض على عدد كبير منهم بتهمة دعم حماس الإرهابية، على حد زعمهم، وهذا الاسلوب الفج تتبعه القوات الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني، سواء في غزة، أو في الضفة، أو في خان يونس، أو في رفح، فميدان الموت منصوب لأهل فلسطين في كل مكان، متحدّين القانون الدولي، ومجلس الأمن الضعيف، والذي تحفظ أمريكا ماء وجهه باستخدم حق الفيتو”.

الحرب على غزة الهدف منها واضح، وهو الإبادة الجماعية لأهل القطاع، والقضاء على أي مقاوم ضد إسرائيل، للتسليم الكامل بوجود إسرائيل، ولا ينجو من هدفهم في هذه الحرب، سواء كانت امرأة أو كهلاً، أو طفلاً، وتم قتل ما يقرب من 9 آلاف امرأة فلسطينية، ليصل إجمالي الشهداء إلى 29 ألف شخص، وما يقرب من الـ70 ألف جريح، إنها حرب تطهير عرقي واضح الملامح لا شك فيه، مع تخاذل وصمت العالم كله، رغم تحرك الشعوب ومطالبتهم وقف هذا العدوان السافر، ولكن دون جدوى.

أعلنها “جورج بوش الابن” أمام طلاب كلية “ويست بوينت” العسكرية في يونيو عام 2002، أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لنقل حرب الإرهاب إلى حوالي 60 بلداً، إذا أرادت إبقاء أسلحة الدمار الشامل بعيدة عن أيدي الإرهاب، فكانت حرب أفغانستان 2001م، والتي سبقها حروب استنزاف لقوة أفغانستان من خلال الحروب الأهلية من عام 1996م، حتى 2001م، وهذا ما حدث في فلسطين وغزة، عن طريق الحروب بينها وبين إسرائيل، والحصار، وفي الحقيقة هذه الحرب مع حجم الدمار التي خلفته، إلا أنها ما جنت أهدافها، بل وضعت إسرائيل في الصورة الحقيقة أمام العالم، بعد حرق النازحين، والطرق الوحشية في التعامل، والتمثيل بالجثث، والتنكيل بالأسرى وتصويرهم عرايا لإذلالهم، واغتصاب النساء والبنات أمام أهاليهم.

لقد قام معهد “ستوكهولم” الدولي بعمل ورقة بحثية اظهرت فيها من أين تحصل إسرائيل على سلاحها الذي تستخدمه في الحرب على قطاع غزة، قالت فيها إن 69% من سلاح إسرائيل من شركات أمريكية، و30% من ألمانيا، و9% من إيطاليا، ولقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم إسرائيل في عام 2023م، آلاف القنابل والصواريخ، كما كشف تقرير “ميدل إيست مونتر” في عام 2023م، تم تسليم إسرائيل 61 طائرة مقاتلة من أمريكا، و4 غواصات من ألمانيا، ليكون جميع السلاح الجوي أمريكي الصنع.

إن الحرب الدائرة في غزة، ليس الهدف منها غزة وحدها، لكن هذا مخطط شيطاني يعمل على جر المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة، سبقتها حروب عدة، وخنق البلاد اقتصادياً، وهذا ما حدث في دول عدة، مثل العراق، افغانستان، ليبيا، واليمن، مع ضرب السعودية تكتيكياً، للوصول إلى مصر، وهذا سيكون بعيد المنال عنهم إن شاء الله، بفضل الله أولاً، ثم وعي الشعب المصري بعدم انجراره وراء الفتن، التي تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه.
حفظ الله مصر والأمة العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى