تقارير و تحقيقات

كيف تخترق إيران أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟

“هجوم الأسراب”.. تكتيك عسكري يستنزف صواريخ المنظومات الدفاعية الإسرائيلية ويمثل كلمة السر لاختراقها

وصلت المنافسة بين أسلحة الجو الهجومية والدفاعية إلى ذروتها، إذ يمكن حسم مواجهة جوية بين دولتين تفصلهما آلاف الكيلومترات، في وقت قصير مقارنة بوسائل الحرب الأخرى.

وبينما بدأت الحروب الجوية بمعارك محدودة بين طائرات ومدافع مضادة للطائرات، خلال المواجهة بين الألمان والبريطانيين، في الحرب العالمية الأولى، فإن مفهوم المعارك الجوية وأسلحتها في الحروب الحديثة أصبح أكثر تعقيدا.

وتضم أسلحة الحروب الجوية الطائرات والصواريخ والطائرات المسيرة، وهي أسلحة يمكن لكل منها أن يؤدي مهام دفاعية أو هجومية، وفقا للتصميم الخاص بها.

وفي حالة الهجوم الإيراني على إسرائيل، استخدام طهران نوعين من الأسلحة الهجومية هما الطائرات المسيرة والصواريخ ضمن خطة هجومية تعتمد على ما يٌعرف بـ"هجوم الأسراب".

ويطلق هذا النوع من التكتيكات العسكرية على الهجوم الذي يشمل استخدام أعداد ضخمة من الطائرات المسيرة الانتحارية رخيصة التكلفة لاستنزاف أنظمة الدفاع الجوي للعدو، تمهيدا لهجوم بأسلحة أكثر تطورا وأعلى في قدرتها التدميرية.

القبة الحديدية
القبة الحديدية

ويعتمد هذا التكتيك على فكرة أن كل هدف جوي منخفض التكلفة سيتم التصدي له بصاروخ اعتراضي باهظ التكلفة، ومع استخدام أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة الرخيصة سينفد مخزون العدو من الصواريخ المضادة للطائرات ويفقد القدرة على تأمين أجوائه تدريجيا.

كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟

تمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد الطبقات يضم القبة الحديدية المخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي يستخدمها “حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” الفلسطينية، و”مقلاع داوود” لتأمين الأجواء القريبة والمتوسطة، و”أرو – 3″ لاعتراض الأهداف الجوية التي تحلق في طبقات الجو العليا.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي
نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي

ويضاف إلى ذلك أنظمة صواريخ “باتريوت” الأمريكية المخصصة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، كما تتعاون مع الولايات المتحدة في استخدام منظومات الصواريخ الاعتراضية “ثاد” المخصصة لطبقات الجو العليا.

ورغم قوة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي فإن هذا النظام لا يمكنه الصمود أمام تكتيكات “هجوم الأسراب” بأعداد هائلة من الطائرات والصواريخ.

بدء الهجوم الإيراني

أعلن التلفزيون الإيراني، (ليلة السبت/ الأحد)، أن “طهران بدأت عملية هجومية واسعة النطاق ضد أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل)”، وأفادت تقارير إيرانية أن طهران أطلقت نحو ألف طائرة مسيرة في اتجاه إسرائيل.

وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، إن العملية تشمل إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، ردا على ما وصفه بـ”جرائم النظام الصهيوني”، وذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن هناك ما بين 400 إلى 500 طائرة مسيرة وصاروخا تم إطلاقها نحو إسرائيل من جنوب لبنان وسوريا واليمن والعراق، وأن الجزء الأكبر منها انطلق من إيران.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه صافرات الإنذار دوت أكثر من 700 مرة في إسرائيل، بينما رصدت مقاطع فيديو متداولة عشرات الطائرات المسيرة في سماء إسرائيل والصواريخ الاعتراضية التي تنطلق للتصدي لها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن “إيران أطلقت قبل قليل، صواريخ من داخل أراضيها نحو الأراضي الإسرائيلية”، مضيفا: “‏أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعمل بكامل قواتها وتعترض التهديدات في كل مكان مطلوب”.

قدرات إيران الصاروخية
قدرات إيران الصاروخية

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع في غرفة محصنة تحت الأرض في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب لبحث التعامل الهجوم الإيراني.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن “رد تل أبيب سيكون حازما وواضحا”، بينما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بشأن الهجوم على إسرائيل إن “هذا صراع بين طهران وتل أبيب وعلى الولايات المتحدة الابتعاد”، مضيفة: “إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد فعل إيران سيكون أقوى بكثير”.

وقال مصدر أمني مصري رفيع المستوى لقناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، اليوم السبت، إن الدفاعات الجوية المصرية في حالة تأهب قصوى، وأن هناك خلية أزمة من كل الأجهزة والمؤسسات المعنية تتابع عن كثبٍ تطورات الأوضاع بالمنطقة، وترفع تقاريرها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على مدار الساعة، وأن مصر تواصل تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف لوقف التصعيد بالمنطقة، في إطار سعيها للتهدئة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى