تقرير

70 عاما على وفاة القارىء الذي وهب صوته للإسلام

كتب/ مصطفى فرغلي

ولد ورحل.. في مثل هذا اليوم التاسع من مايو تمر الذكرى ال 70 على وفاة الشيخ محمد رفعت الذي ولد في ٩ مايو من عام 1882، ورحل عن عالمنا في ٩ مايو من عام 1950 بعد رحلة عطاء استمرت لأكثر من 68 عاماً من عمره.

وما بين سنوات عمره التى عاشها يصدح بكلمات الله وسنوات رحيله، التى تتساوى هذا العام مع سنوات حياته دخل صوت الشيخ محمد رفعت كل القلوب، فأصبح صوته رموز من رموز مصر كما أصبح من علامات شهر رمضان المبارك، فهو الشيخ الذي ظلت الإذاعة المصرية تبث آذان المغرب بصوته على مستمعيها طوال شهر رمضان لسنوات عديدة.

مولده

ولد الشيخ محمد رفعت فى حى المغربلين بالقاهرة في مثل هذا اليوم 9 مايو 1882، وفقد بصره فى الثانية إثر مرض أصاب عينيه، والتحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب فحفظ القرآن الكريم فى الخامسة ودرس علوم القراءات والتفسير على أيدى شيوخ عصره.

قيثارة السماء

توفى والده محمود رفعت، الذى كان يعمل مأمورا بقسم شرطة الخليفة، وهو فى عمر التاسعة فأصبح عائل أسرته الوحيد، كما تولى القراءة بمسجد فاضل باشا فى سن الخامسة عشرة فبلغ شهرة عالية ونال محبة الناس فلقبوه “بقيثارة السماء”.

افتتح بث الإذاعة المصرية عام 1934 بتلاوة من أول سورة الفتح ” إنا فتحنا لك فتحا مبينا ” وذلك بعد أن استفتى الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى شيخ الأزهر الشريف آنذاك عن جواز قراءة القرآن الكريم عبر الإذاعة فأجاز له ذلك.

وبعد أن ذاع صوته عبر موجات الأثير طلبت منه هيئة الإذاعة البريطانية تسجيل القرآن الكريم بصوته فاستفتى الشيخ المراغى، فأجاز له ذلك فسجل لها سورة مريم.

وصفه الشيخ أبو العينين شعيشع بالصوت الباكي، كان يقرأ القرآن وهو يبكي، ودموعه على خديه

سُئل الشيخ محمد متولي الشعراوي عن الشيخ محمد رفعت قال: «إن أردنا أحكام التلاوة فالحصريّ، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا النفَس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت».

الشيخ محمد الصيفي: «رفعت لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس لقد كان هِبة من السماء»


أما علي خليل «شيخ الإذاعيين» فيقول عنه: «إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض».

وقال الإذاعيُّ محمد فتحي الذي كان يلقب بكروان الإذاعة: «استمع إلى الشيخ محمد رفعت وهو يرتل سورة يوسف لأن فن الترتيل عندنا بلغ القمة بل أعلى الذرىٰ من الأصالة والدقة وخاصة من الشيخ محمد رفعت تبلغ بك النشوةُ الفنية غايتَها وأنت محلّق مع المرتل في السماوات العلىٰ مع أحداث الرواية الإلهية.. يا له وهو يصور الإنسان تحت ضغط الغريزة الجامحة التي تكاد تجرف حتى النبيَّ “ولقد هَمّت به وهَمّ بها ” ثم استمع إليه وهو يرتل على لسان امرأة العزيز “هَيت لك” مرة بفتح الهاء و “هِيت لك ” بكسر الهاء في المرة الثانية أداء عُلْويّ يسمو بالإنسان فوق نفسه».

ويروى عن الشيخ أنه كان رحيمًا رقيقًا ذا مشاعر جياشة عطوفًا على الفقراء والمحتاجين، حتى إنه كان يطمئن على فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه، ويروى أنه زار صديقَا له قبيل موته، فقال له صديقه من يرعي فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي، والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى حتى وصل إلى قول: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ”، فتذكر الفتاة وانهمر في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغًا من المال للفتاة حتى تزوجت.

في سنة 1943 أصيب الشيخ محمد رفعت بمرض سرطان الحنجرة فتوقف عن القراءة ويقال إنه اعتذر عن عدم قبول الإعانات التي عرضها عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامى، قائلا كلمته المشهورة «إن قارئ القرآن الكريم لا يهان» وذلك على الرغم من أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج.

توفى الشيخ محمد رفعت فى مثل هذا اليوم 9 مايو من عام 1950 اي فى نفس اليوم الذى يوافق ذكرى ميلاده

نعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: “أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام” كما نعاه مفتى سوريا قائلا: ” لقد مات المقرئ الذى وهب صوته للإسلام “،رحم الله الشيخ محمد رفعت وغفر له.

محمود حسن محمود

صحفي بجريدة اليوم- قسم الأخبار والمتابعات حاصل على بكالوريوس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من جامعة جنوب الوادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى