قامت قوات حماس قبل أيام بنشر مقطع فيديو توثيقي لتعاملهم مع الأسرى الإسرائيليين وهم يطلقون سراح مَن أفرجوا عنهم، وبدا في هذا المقطع لقطة أثارت انتباه الكثيرين، فمن بين الأسرى سيدة تدعى يوخفيد ليفتشيز تبلغ من العمر 85 عاما، حيث ظهرت وهي تصافح قوات حماس بشي ء من الاهتمام قبل أن تغادرهم، ووصفت تعامل قوات حماس معهم أنها “ودودة للغاية”.
هذا ما تم توضيحه في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الرهينة، والذي سبب كارثة كبيرة وانتقادات واسعة، بسبب أنها أشادت كثيرا بحماس، وكيف كانوا يتعاملون معها ومع باقي الرهائن بشيء من اللطف والود، هذا ما جعل ما جعل تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي تصف هذا أنه انتصار دعائي لحماس.
وفي سبيل التعليق على هذا الحدث قال الصحفي الإسرائيلي “إيدي روثتاين”: يا له من تعامل أخرق مع الحدث، لست بحاجة إلى أن تكون خبيرا في العلاقات العامة لتعرف أنه لا يمكنك عقد مؤتمر صحفي مثل هذا على الهواء مباشرة.
وحتى يخرج الإسرائيليون من ذلك المأزق، وصفوا ما خرج من الرهينة على أنها مصابة “بمتلازمة استكهولم”
فما هي هذه المتلازمة، ولماذا أطلق عليها هذا الاسم
ما هي متلازمة ستوكهولم؟
هي ظاهرة نفسية يتعرض لها الفرد عندما يحدث هناك تعاطف من عدوه، أو مع من أساء إليه بشكل عام، ثم لم يلبث أن يتحول العدو لحبيب، أو يحدث شيء من الولاء له، فتبدو هناك مشاعر إيجابية بين الرهينة والشخص الذي قام باختطافها، حتى أن الأمر يصل إلى أن الرهينة تدافع عن الخاطف بكل قوة.
لماذا سميت بهذا الاسم؟
قد يتسائل البعض ما علاقة ستكهولم عاصمة السويد بهذا المرض، ويعود السبب في ذلك إلى حادثة حدثت في ستوكهولم، حيث قام جماعة من اللصوص بعملية سجو على بنك كريديتبانكين في عام 1973، وقاموا باحتجاز موظفي البنك رهائن عندهم لمدة ستة أيام، وعند ذلك تبدأ المرحلة التي تتعلق بالمتلازمة، فبدأ الرهائن مع الوقت يحدث لهم ارتباط عاطفي مع اللصوص، حتى أنهم اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم فرضوا الإدلاء بشهادات ضدهم.
لجأت السلطات آنذاك لإجراء اختبارات نفسية، لتحليل ردة فعل الرهائن؛ ليخرج الأطباء حينها بما يعرف عالميا “متلازمة ستوكهولم”.
هناك متلازمات كثيرة، ولكل واحدة منها سلوكايات، وأعراض تتميز بها، وقد اختلف الباحثون والمتخصصون حول هذه الأعراض، ولكن هناك بعض العلامات التي يبدو تواجدها ضمن متلازمة ستوكهولم..
ما هي السمات الخاصة بالمتلازمة
تتمثل السمات الخاصة بمن يصاب بمتلازمة استكهولم في الأمثلة الآتية:-
• المشاعر الإيجابية تجاه المعتدي المتسلط
• المشاعر السلبية للضحية تجاه العائلة أو الأصدقاء أو من يحاول إنقاذهم أو الوقوف بجانبهم.
• دعم وتأييد سلوك وتفكير المعتدي
• المشاعر الإيجابية للمعتدي تجاه الضحية
• سلوكياتٌ مساندةٌ للمعتدي من قبل الضحية وأحياناً مساعدة المعتدي
• عدم القدرة على المشاركة في أي سلوك يساعد على تحرير الضحية أو فك ارتباطها.
ما هي أسباب الإصابة؟
هناك تفسير لهذه المتلازمة وذلك طبقا لعلم النفس التطوري يفسر ذلك أن الضحية غالبا ما تكون مغلوبة على أمرها لا تملك من أمرها شيئا، فهي لا تعدو سوى شيء مسلوب الإرادة، فهو حل لمشكلة التعايش مع ذلك الوضع ليس إلا ذلك، وهذا معروف في مختلف العصور السابقة.
فكان من بين المشاكل التي تواجه النساء في المجتمعات البدائية هي أن يتعرضن للخطف أو الأسر، أو يتعرض أولادهن للقتل، فكان إذا ما حدث مقاومة ما فإن حياتها تكون عرضة للخطر، فالطريقة المثلى هي التودد للجناة، فيحدث الترابط العاطفي.
نموذج لأحد المصابين بالمتلازمة
إليزابيث سمارت: اختطفت من غرفتها بعمر 14 سنة في 2002 من قبل شخص هددها بالسلاح، ثم اصطحبها للغابة حيث كانت زوجته بانتظاره. ثم تزوجها بمراسيم خاصة به وجعلها زوجة ثانية له. وخلال مدة 9 شهور بقيت محتجزة لديه حيث تنقلوا لعدة أماكن وكان يقوم بربطها على شجرة وتجويعها فترات طويلة واغتصابها. وبعد اكتشاف الشرطة و إلقاء القبض عليه قالت إليزابيث: إن الفرصة واتتها عدة مرات للهروب منه لكنها لم تستغلها.
