مقالات

عبدالله حشيش يكتب: السد الإثيوبى..والتسطيح المرفوض للأزمة

بعد فشل إثيوبيا فى تخزين الكمية المقررة للملء الثانى لسد النكبة،تواترت تحليلات وتقديرات عن الفشل الإثيوبى، وأشادت بما تحقق وأنه يخدم الموقف المصرى فى الأزمة….تناست تلك التقديرات أن التخزين بإى كمية وبدون اتفاق قانوني ملزم ،يعد خسارة للموقف المصرى….نجاح مصر والسودان فى الحفاظ على مياه النيل الأزرق لن يتحقق إلا باتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا ويحدد قواعد التخزين والتشغيل….اعلان اثيوبيا اكتمال المرحلة الثانية والتحضير لتشغيل توربينات توليد الكهرباء فى الأشهر المقبلة، رسالة للداخل الاثيوبى ومحاولة لتأكيد نجاح  النظام الإثيوبى فى تحقيق وعوده التنموية و للتغطية على الخسائر العسكرية فى إقليم تيجراي…اعلان اثيوبيا انتهاء التخزين بالكمية التى تقدر بأقل من أربعة مليارات ،يعنى تأجيل المواجهة مع مصر والسودان إلى الصيف المقبل …وترحيل الأزمة وإطالة أمدها مما يعطى فرصة لجميع اطراف الازمة فى فى اعادة تقدير مواقفها والتعاطي الإيجابي مع مستجدات  الموقف الدولي الرافض لخيار الحل العسكرى والرافض ايضا للمواقف الأحادية.

الأزمة مستمرة ولم يحقق أي طرف أهدافه كاملة وان كانت إثيوبيا تحقق الحد الأدنى من أهدافها حتى الآن مدعومة بموقف دولى  منحاز لها بصورة كبيرة مما يتطلب من مصر بإعادة النظر فى علاقاتها الدولية وإعادة هندسة علاقاتها الدولية بما يحقق مصالحها وبصورة واضحة من قبل كل الحلفاء.

منذ إعلان إثيوبيا إتمام التخزين الثانى ، تعالت أصوات المرجفون فى مصر ..تلك الأصوات تحاول النيل من القيادة المصرية وتتهمها صراحة بالتفريط فى حقوق مصر المائية…كانت تلك الأصوات  مذبذبة على مدار السنوات الماضية…مرات تدعو إلى إعلان الحرب على إثيوبيا ومرات تحذر من العمل العسكرى ضد سد النكبة…علاوة على تحليلات التشكيك فى قدرة مصر على حسم الأزمة عسكريا متى اتخذ القرار فى هذا الأمر.

رسالة المرجفون فى مصر سوف تفشل نظرا لالتحام الشعب المصرى مع القيادة  بصورة تعيدنا إلى استرجاع سوابق تاريخية لدعم الشعب والتفافه حول قيادته حتى تحقق نصر أكتوبر المجيد…سوف يذكر التاريخ أن الشعب المصرى يقف على قلب رجل واحد خلف قيادته فى هذه المعركة الوجودية، ويدرك أن قيادته لن تتوانى عن الدفاع عن حقوق ومصالح الوطن.

اخيرا …ربما يعود إنهاء التخزين الثانى بكمية محدودة…..  يعود لأسباب سياسية وليست فنية كما يروج البعض… والتكهنات تشير إلى أن المرحلة الثانية للتخزين تمثل طبقا لتدخلات دولية  وطبقا لقاعدة لا غالب ولا مغلوب لكل اطراف الازمة…ابى احمد يظهر امام شعبه انه لم يرضخ للضغوط وتحدى العالم ..ايضا مصر تتبنى ان التخزين لم يتم  بالصورة المخطط لها وأن هذا يعد فشلا اثيوبيا فى إدارة الأزمة…على ضوء هذه المعطيات تتم الدعوة لمفاوضات جديدة بعد تحرير أطراف الأزمة من ضغوط الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى