تقارير و تحقيقات

“شواهد مصر” تمنح سبيل وقبة الأمير عمر آغا قبلة الحياة.. صور


قامت مبادرة “شواهد مصر” بشكل تطوعيّ إنطلاقاً من الشعور بالمسؤولية المجتمعية يوم السبت الموافق ٤ يونيو ٢٠٢٢ و من خلال مشروعها “تنظيف الآثار المصرية” بالتعاون مع وزارة السياحة و الآثار و تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية، بتنظيف سبيل و قبة الأمير عمر آغا الكائن بشارع باب الوزير أمام جامع الأمير آق سنقر (الجامع الأزرق) و المسجل بعداد الآثار الإسلامية تحت رقم ٢٤٠.

حيث بدأ العمل الساعة العاشرة صباحاً و حتى الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم ، أي إستمر العمل ١١ ساعة بشكل متواصل.

و قد تم تقسيم المتطوعين المشاركين بعملية التنظيف لثلاث فرق أولهم لتنظيف الواجهات الخارجية و ثانيهم داخل حجرة التسبيل و ثالثهم داخل القبة الضريحية للعمل بشكل متوازي لإختصار الوقت و الجهد.

كان السبيل مستخدماً منذ عدة عقود كدار للمناسبات و كان مستأجروا السبيل قد أعادوا طلاء واجهاته المطلة على الخارج و ذلك بغضّ النظر عن التفاصيل الفنية البديعة بواجهات المجموعة -السبيل و القبة- ، فعلى سبيل المثال تم طلاء بلاطات القيشاني المعشقة داخل النفيس في كل الواجهات بنفس اللون الذي تم إستخدامه لطلاء الحجر.

و قد تم أيضاً طلاء الحوائط الداخلية و ذلك بإستخدام أداة رش الدهانات و هو ما نتج عنه طمس أجزاء كبيرة من الجزء الأدنى للسقيفة الساحرة لحجرة التسبيل و تاجيّ عامودا دخلة لوح الشاذروان و هو ما يستدعي تدخل الترميم الدقيق العاجل.

كان شبّاكيّ السبيل مغلقان من الداخل بعدة ألواح من الخشب “أبلكاش” و قماش الفِراشة الذي يستخدم في العزاء ، و تم تثبيتهم بالشّبَّاكين من الداخل بمسامير، و ذلك للحفاظ على داخل السبيل من الأتربة اليومية النافذة للسبيل عبر الشبابيك هذا من وجهة نظر واضِعَهُم- ، و من ضمن ما كان مُخَزَّناً داخل السبيل عشرات من المقاعد الخشبية و التي كانت تستخدم من خلال أعمال دار المناسبات الكائنة بالسبيل و مكبر صوت كان مُعلّقاً على الشباك أعلى باب الدخول ، هذا غير ورق الحائط الذي تم لصقه على عامودا دخلة الشاذوران و بقايا بلاطات القيشاني المثبتة على الحائط الجنوبي و الجنوبي الشرقي حتى طمس الشكل الأثري لتلك الآثار و قد إتضح أنها طبقتان لورق الحائط فوق بعضهما و ليست طبقة واحدة!

هذا و قد تم تنظيف الحوائط الداخلية لحجرة السبيل و القبة من الأتربة و العوالق عبر السنين و إزالة طبقتيّ ورق الحائط الحديث على بقايا بلاطات القيشاني و عامودا دخلة الشاذوران الرخامي البديع و تنظيف الأخير من الأتربة و العوالق و التنظيف الدقيق للطاقية الخشبية الملونة و المذهّبة أعلى الشاذروان و الكشف عن الزخارف النباتية الملونة و المرسومة في صدر الطاقية بين المقرنصات الخشبية المذهّبة ، و إزالة الأسلاك الكهربائية الحديثة التي كانت مستخدمة بالسبيل إبان شغله كدار للمناسبات و غيرها من أعمال كهربائية.

هذا و قد تم التنظيف الدقيق للجزء الأدنى من السقيفة الخشبية الملونة لحجرة التسبيل و ذلك لإحتياجها الشديد للترميم بالكامل نظراً للتأثير السلبي للرطوبة على طبقة الألوان ما جعل أجزاء منها تنفصل عن الخشب ذاته. تم أيضاً تنظيف الحوضان المصنوعان من كتلة واحدة من الرخام الأبيض خلف شبّاكيّ التسبيل و اللذان كانا مختفيان أدنى الأتربة و تنظيف الأرضية الأثرية التي كانت مختبئة تحت الأتربة المتراكمة عبر العقود و المصنوعة من الرخام الملون المعشق و هي بحق من أروع أرضيات الأسبلة المصرية في العصر العثماني بالقاهرة.

تمت أيضاً أعمال تنظيف الحوائط الداخلية للقبة الضريحية و التنظيف الدقيق للقنديلية البسيطة المصنوعة من الجص المعشق بالزجاج من الداخل و من الخارج تم تنظيف الحجاب السلك الحديث الخاص بالقنديلية و تنظيف المحراب البسيط بجدار القبلة ، هذا غير التنظيف الدقيق لتركيبة الدفن و التي كانت في الأصل تركيبة مستطيلة من الرخام الأبيض ذات شاهدان و قد إندثرت و أُعيد تركيب ما تبقى منها ، حيث تم جلب قطع حجرية و بنائها مكان التركيبة الرخامية بأبعاد مختلفة و أُعيد إستخدام جانبي التركيبة المنحوتان نحتاً بارزاً أعلى الكتل الحجرية أما صدر التركيبة ذاته فقد تم وضعه في حنية المحراب ، و لكن لم نجد مؤخر التركيبة و شاهداها.

وكذلك من خارج السبيل و القبة تمت أعمال تنظيف العقد أعلى مدخل السبيل و القبة من العوالق الملتصقة به ، و تم فك مكبر الصوت الذي كان مستخدماً من قبل و إيداعه بإحدى الخزانات الحائطية داخل حجرة التسبيل و تنظيف الشباك أعلى باب الدخول الذي كان مُعلَّقاً به. تمت أيضاً أعمال تنظيف العروق الخشبية أعلى واجهة السبيل -التي يقوم عليها الرواق السكني المندثر أعلى السبيل- و تنظيف الواجهة من العوالق المتكلِّسة بفعل الرطوبة و الأتربة ، هذا غير إزالة عشرات المسامير الحديثة التي كانت مثبتة بالبرواز الخشبي المحيط بالمصبعات النحاسية.

كما تمت إماطة اللثام لأول مرة منذ عقود بإزالة طبقة الدهان التي كانت تغطي النفيس المعشق به بلاطات القيشاني البديعة و تتظيفها بواجهتيّ السبيل و واجهة القبة المطل على شارع باب الوزير، و التنظيف الدقيق للنص التأسيسي المنحوت نحتاً بارزاً على لوحة رخامية بأعلى منتصف الواجهة الرئيسية للسبيل، و قد تم التنظيف الميكانيكي أيضاً للوحتيّ الشارع و المنطقة و التي تم تثبيتهما إبان عهد الخديو إسماعيل من أعمال وزيره علي باشا مبارك و إيضاح ما كان مكتوباً عليهما ، حيث كتب على اللوحة البيضاوية إسم المنطقة “الخربكيّة” و هي نسبة لمجموعة خاير بك ، و اللوحة المستطيلة المكسورة جزئياً و التي كان متوقعاً أن يكون مكتوباً عليها “شارع باب الوزير” .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى