مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب| فيلم قديم

صباح يومً جديد، القاهرة ٢٢.
ايوه والله اتغيرنا كتير علشان كدا نفسي اعيش في فيلم قديم من أيام الأبيض وأسود . طبيعة العلاقات الاجتماعية القوية والمتينة التي كانت سائدة في تلك الحقبة، صحيح أنهم كانوا يعيشون حياة زهد، لاحياة رخاء ورفاهية، كما نعيش في أيامنا هذه. إن الأخ والأخت والعم والعمة والخال والخاله جميعهم يعيشون في مكان واحد، يتقاسمون لقمة العيش، يتسامرون الليل، يسأل الواحد عن الآخر، يصلون الأرحام، ويحترمون الجيران ،أيام ما كانت البنات ،الأنوثه ، ملياهم دلوقتي كأنك ماشي مع واحد صاحبك بس عنده شوية تضاريس .
نفسي اعيش بين اهلي وناسي اللي نسيوا ازاي نعيش من كتر التكنولوجيا ، نسينا نعيش .
فين اخواتي ليه نسيتوني ؟ مفيش غير رسالة علي تليفوني علشان بس يطمنوني . علي رأي اللي قال الدنيا عايزه الأبطال . وكتب نفسي اعيش في فيلم قديم من افلام الأبيض واسود . نفسي اعيش في مصر زمان قبل ما قلوبنا تفسد . امشي في شوارع فاضية ونظيفة ، و وسط حياة سهلة ولطيفة .
والناس علي وشوشها أبتسامة واليوم بيسيب ذكري وعلامة انا المصري مالك زماني . الناس بتفهمني من كلامي . وكان حبنا لبعض راقي ولطيف. ندخل اي قاعة تتملي تصقيف. ايام ما كان الدين في تصرفاتنا مش تزييف ، وياما ناس ماشية بدقونها وما شمت ريحه رباية ، وكان الاحترام من الكبار قبل العيال ..حتي المعاكسة كان فيها جمال .من غير مطاوي ولا سكاكين مهما كان مستواهم كانت الناس بتهيص بجد مش تهييس. مش وقت السلفي تلاقيها جانبك وبعدها ما تلاقيهاش . كانت الفرحة في كل مكان مش شباب بتمشي كلب والبنات بتاخد تان . الكلام كان فيه شياكة . والمدرس له احترامه العيال تسمع كلامه ليه طعم العيشة بينا بآه مرار وكل يوم نفسيتنا من بعض بتنهار . خدنا من الغرب أسوء حاجة بيعملوها ونسينا الازدهار ، وليه الفساد بين نفوسنا لبعضنا في ازدياد. فين حياتنا اللي جدي حكي لي عنها . عيشت اشوفها بس في افلام زمان. أن التقدم العلمي والتكنولوجي ساهم في بعدنا عن بعض كثيرًا ، ولكنني أؤكد على ضرورة توطيد وتقوية العلاقات الاجتماعية، واستغلال الوقت الاستغلال الأمثل حتى نحفظ كرامتنا، ونحافظ على أنفسنا من الانجرار نحو بحر الضياع، ونتمكن من البناء والعطاء من خلال تربيه وتوعيه الأطفال لانهم الأمل الجديد لفيلم نصنعه نحن أبطال الواقع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى