مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب| فوضى عارمة

أن ما نراه اليوم فيما تجلبه لنا عصر السموات المفتوحة من تشتت المجتمع وخصوصًا الشباب ، وقود الامة وذراعها القوي ، شبابنا يستحق ان يقود العالم . الحديث عن الجيل القديم الذي يتصف بالشيخوخة. وبما توحي به من الحكمة والنضج والعقلانية، نتيجة تراكم التجارب والخبرات، ليصل إلى حد الكلام عن القيم والمبادئ والأفكار والشمائل. وفي المقابل، فإن الحديث عن الجيل الجديد يوحي بالحداثة والحيوية والنشاط والأفكار، وما يتصل به من العلم والتكنولوجيا والتطلع إلى غد أفضل طموحاً وحلماً واجتهاداً وما إلى ذلك من سمو الأهداف ونبل الغايات. هذه التطورات تأتي عادةً وليدة الجيل الجديد ومن ناحية أخرى، أعتقد أن الجيل القديم يعجب أحياناً بجرأة الجيل الجديد، ويحاول أن يقلده في ما يخص بعض الممارسات الحياتية، مثل الإقدام على المغامرة والتخلي عن الحساسية المفرطة في حساب النتائج.، فإن الأجيال السابقة مجبرة على تبنيها بغية تسهيل أمورها الحياتية، مثل الإنترنت وغيرها مما أصبح في متناول الجميع. ولكي يتمكن الجيل الجديد من الإبداع بحداثة، عليه أن يستوعب ما أنتجه الجيل السابق، وهذا الاستيعاب يجب أن يكون نقدياً غير قائم على التسليم بكل ما أنتجه السلف. والقراءة النقدية تقوم على تحليل خطاب الجيل القديم وما أتى به والأخذ بالجيد وترك السيئ جانباً، وهذا ما سيؤدي إلى بناء تراكمي للمعرفة والخبرة والثقافة عند الجيل الجديد الكبار نتعلم من الجيل الراهن تفاصيل كثيرة من تقنيات الأجهزة الحاسوبية والبرامج التطبيقية في الأجهزة الذكية. فهم لديهم قدرات تفوقنا في هذه النواحي.
نوع من الشباب وتحديداً فيما يتعلق بعدد منهما خصوصًا الشباب المراهقين الذين يعرضون أنفسهم دائمًا للعديد من المشاكل ليحظوا بيوم مثير وحياة اكثر اثارة. من ناحية أخرى، يسعى بعض شباب الطبقة الوسطى إلى تحسين مستواهم التعليمي والمالي، ولكن ما هي الطرق المتبعة والاساليب حيث نسلط الضوء على الثقافات المختلفة بين الناس من مختلف الطبقات، باعتبار أن مرحلة مراهقتهم كانت في بداية ثورة الاتصالات والأجهزة الالكترونية (العولمة). وتحدي الإيمان والثبات، والتفكير بين النقد والشك، ومشكلة القدوات، والفوضى المعرفية وترتيب المنهجية العلمية، وتحدي الشهوة والحب والزواج، والخوف من الفشل، وإهمية إدراك ضرورة فهم الواقع والإحساس به ومحاولة إدراك السياق الفكري والثقافي الذي تعيشه. والدعوة إلى تكوين الفرد المتزن نفسيًا وعاطفيًا “ويتضح هذا في فصل تحدي الشهوة والحب والزواج”، وصقل مهارات ابنآء الجيل . لتكوين الفرد المبدع المسهم في تقدم مجتمعه على تكوين الفرد المتزن نفسيًا وعاطفيًا، قادرًا على التغلب على شهواته، والتحكم بها بلا انفلات. وتكون بمثابة الحصن الفكري للفرد من كل ما يرد إليه من شبهات أو ثقافات تخالف عقيدته وعاداته . نحن نحتاج الي تعزيز الهواية الثقافية المصرية وتآصيل الثوابت لديه . أهم التحديات التي تواجهه وتواجه الكثير من أبناء الجيل. أن لا تخشي الفشل هذه نصيحتي . انه يعاني من مشكلة القدوات . للأزمة التي يعيشها أبناء الجيل الصاعد في قدرة أي شخص بأن يكون متصدرًا في توجيه الناس ورسم أفكارهم وسلوكهم في فضاءات الشبكة المفتوحة. وهل يوجد علاجًا لإشكالية الفوضوية والشتات المعرفي ! التي يعاني منها هذا الجيل. أبناء الجيل الصاعد لا يستهينن أحد منكم بنفسه، ولا يتركن حمل مسؤولية المجتمع لغيره، وابدؤوا من اليوم بالعناية بأنفسكم، فالأيام تمضي، والمستقبل قريب، والعمر قصير والحياة في انتظاركم. أبناء الجيل الصاعد، والحقيقة أنه يهم جميع الأجيال حيث يتناول مشكلات تواجه كل من يعيش في هذا العصر. بما أن الفئة المستهدفة هم أبناء الجيل الصاعد، سحب الجيل الجديد من تيارات التغريب الداعية إلى التشتت والضبابية وتشويه القيم الإخلاقية.

ما يقدمه الجيل الجديد اليوم لا يمكن مقارنته بما قدمته أشخاص من الجيل القديم، ليس لأن ذلك الزمان كان أجمل ولكن لأن ما يطرحه جيل اليوم مستمد من واقعه ويومياته ويجب تقييمه بعيدا عن المقارنات التي تجرى مع من سبقوه، لأن المقارنة لا تصح، فالسياق مختلف والمعطيات أيضا مختلفة. و مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت باتت الثقة بهذه الوسائل أكبر مما هي عليه بنصائح وعظات الجيل القديم. لكن، ومع عدم معرفة غالبية الجيل الجديد وإقراره بما قدمه الجيل القديم على كافة الاصعدة، أن النظر بحنين إلى مرحلة لها سياقاتها وواقعها ظلم للجيل الجديد الذي لا يتحمل رداءة ما يقدم اليوم، تعود إلى الفوضى التي تعتبر عدوة الإبداع. الاستسهال الذي وقع فيه تكون نتيجته ما نراه اليوم. الحق أنني الوم الجيل القديم،وأنا منهم، على أننا لم ننقل للأجيال الراهنة كثيراً من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وكذلك غفلنا عن تعريفهم بموروثاتنا السلوكية والخلقية،تلك الفضائل التي تلقيناها عن آبائنا وأجدادنا، مثل الإحسان في التعامل واحترام الكبير وحق الجار والأمانة وواجب الضيف وغيرها الكثير الكثير. كما ينبغي للجيل المعاصر الإبقاء على شيء من تراث الأجداد وثباتهم،لا باعتناق العادات والتقاليد البالية، بل بالمحافظة على الإرث الحضاري المتأصّل والتشبث بالأرض والهوية. أن الحضارة هي عبارة عن سلسلة انطلقت مع وجود الإنسان على هذه الأرض . جيل اليوم يملك إمكانيات أكبر وسقف حرية أكبر لكنه أيضا تقع عليه مسؤولية أكبر وصعوبات أكبر في محيط يتميز بتعدد الوسائل المباحة. إننا لا نخاف من تجربة أي شي جديد لكننا في الواقع نخشى أن نعرف مدى قوتنا على تحقيق المستحيل، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى