مقالات

سعيد فؤاد يكتب: المهنة “مش صحفي”

مأساة كبيرة تشهدها صاحبة الجلالة علي أيدي الدخلاء ممن اعتبروها وجاهة اجتماعية، واتخذوها وسيلة لفتح الأبواب المغلقة و”تسليك” المصالح.. الصحافة التي تغتال كل يوم أصابها التقزم والانهيار عندما أصبحت مهنة للنصابين والمحتالين والدخلاء من كل حدب ينسلون .لقد أصاب الصحافة الوهن علي أيادي عدد من المتملقين والمتربحين إلي جانب الذين اقتحموا مجلسها من أجل تحقيق المجد الذاتي او طمعا في منصب آخر ؛ فسكتوا عن محاربة من دخلوها عنوة وبلا ادني حق .

وللأسف، إن مجلسها الموقر لم يكلف نفسه أن يحارب هؤلاء، وعندما تتحدث إلي أحدهم تجده معك شريك في الرأي وأنه يجب أن تضرب النقابة بيد من حديد ضد كل من سولت له نفسه اختراق المهنة، وهو أمر يثير العجب .فمن المنوط به القيام بتلك المهمة مادام الأعضاء يشجبون ويدينون، ومنهم من ألف كتبا يتحدث فيها عن المنتحلين للصفة؟.. بالطبع هؤلاء وهؤلاء شركاء في انهيار المهنة وضياعها في دروب مظلمة .

ووسط هذا التقاعس بزغت فكرة “مش صحفي “، كحملة يقودها الزميل علاء عبدالحسيب الكاتب الصحفي بالأهرام، واشتركنا معه وقررنا أن نسبح عكس التيار في محاولة للتصدي لهؤلاء المنتحلين وحماية مهنتنا من العبث والهراء وإنقاذ سمعتنا التي أهدرت علي أعتاب المسؤولين خاصة وأنهم لا يفرقون بين الصحفي ومنتحل الصفة .. وحقا رغم قوتها ووصولها لقاعدة عريضة من الناس، لا زالت هي الحملة التي تعمل بمفردها دون دعما حقيقيا من النقابة، ودون خطوة تتخذها مظلة المهنة لإنقاذ مايمكن إنقاذه .

كنت أظن أن النقابة مجلسا ونقيبا سوف يتصدون لمن يعملون في المهنة دون مؤهلات دراسية فدخلها السباك والنجار والسمكري ؛ وهم يحملون لقب صحفي ويدخلون علي المصادر بهذه الصفة فتراجعت قيمتنا، وتاهت هيبتنا في الزحام، وهو ما يتطلب وجود برامج قوية للمرشحين الجديد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين بشأن التصدي لهذه الظاهرة .

يا سادة مهنة تشكل الرأي العام منذ مئات السنين يحب علينا أن نحافظ عليها ونتمسك بها ونسعي لإعلاء شأنها بين المهن.. كل التحية لحملة مش صحفي التي تحافظ بمفردها علي ماتبقي من مكانة الصحافة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى