أخبارتقارير و تحقيقات

الدكتور أحمد عمر هاشم في حواره لـ “اليـوم”: الذاكرين الله في رمضان مغفور لهم ولا يخيب سؤالهم

حوار /   مصطفى كمال ومحمد الطوخي

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن شهر رمضان الكريم له مكانة عظيمة في الإسلام فهو الشهر الوحيد الذي صرح الله عزوجل باسمه في القرآن الكريم وأنزل فيه القرآن في ليلة القدر، فعلينا اغتنام هذا الشهر لأنها أيام قبول وفرج من الله تعالى.

وأضاف هاشم، خلال حواره لـ ” اليـوم”، أن الذاكرين الله في رمضان مغفور لهم ولا يخيب سؤالهم وأن الصيام هي العبادة الوحيدة التي تكفل الله بأجرها لعظمتها فقال “الصيام لي وأجزي به”.

وكشف عضو هيئة كبار العلماء، خلال حواره أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يستقبل شهر رمضان بالدعاء الرجاء والتضرع لله إعلانا لعظمة الأيام المباركة فهو موسم الطاعة والرحمة والمغفرة والعتق من النار.

كيف نستقبل رمضان ونستغل كل لحظة فيه؟

شهر رمضان كما قال صلى الله عليه وسلم: “أوله رحمة وأوصته مغفرة، وأخره عتقاً من النار” وكان السلف الصالح يستقبلونه على حب وموده ويهنئ بعضهم بعضاً، وكان عليه الصلاة والسلام يستقبل هذا الشهر بتوجيه الأمة الى ما ينبغي عليهم أن يكونوا عليه، ومن الأعمال التى نتقرب بها لله فى هذا الشهر الإكثار من فعل الخيرات، فمن فطر صائماً كان له مثل أجره وفيه ليلة خير من ألف شهر يجب أن نغتنمها، كما جعل الله للصيام ثواب كبير جداً لا يُحد ولا يُعد لأن الله هو الذي تكفل بالجزاء فقال كل عمل بن آدم له به أجر إلا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به فتلك المكافأة التى تكفل بها رب العالمين للصائمين.

أعظم عمل واجب على المسلم فعله مع دخول هذا الشهر الكريم؟  

لا يوجد أفضل من الاقتداء بالرسول صلى الله عليه، فكان يستقبل شهر رمضان بالدعاء والرجاء والتضرع لله، اعلانًا لعظمة الأيام المباركة فهو موسم الطاعة والرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويجب أن نغتم هذه الأيام وأن نتعرف على مكانتها وكرامتها وأن نقوم بالصيام، وأن نستجمع القوى للعبادة الصادقة للتضرع والتقرب لله لأنها أيام قبول وفرج ويكرم فيها الله عباده المؤمنين، لأن للشهر مكانة عظيمةً عند رب العالمين، فذاكر الله فى رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب، وتفرح العوالم والإنسانية جمعاء بهذا الشهر الكريم.

محرر اليوم يحاور الدكتور أحمد عمر هاشم

وما الحكمة التي من خلالها فرض الله صيامه؟

هناك العديد من الحكم من صيام شهر رمضان، ومنها تربية الإرادة وتعليم الصبر والتقوى والإخلاص، فالصائم يخلص فى السر كما يخلص فى العلانية وهو صائم، وحتى نصل لتقوى الله يجب علينا أن نجتنب النواهي التي نهى الله عنها وأن نفعل ما أمرنا به سبحانه وتعالى، وتقوى الله سبحانه تتجلى فى الطاعة والعبادة التى يقوم بها الصائم فى نهاره الصيام وفى ليله وهو القيام الذي يعبد فيه ربه أناء الليل وأطراف النهار.

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحي شهر رمضان؟

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم نهاره ويقوم ليله، وكان النبي يقول “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” وهذا فضل عظيم وأجر كبير فقيام رمضان يغفر ما تقدم بشرط أن نقوم ايمانا واحتسابا وتصديقًا بوعد الله ورسوله ولا يفعله رياء وتظاهراً، وكانت مجالسه العلميه تفيض نوراً وخيراً وبركة على الناس جميعا، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن، وكان ينصح أصاحبة بالكرم والبذل والعطاء فى رمضان.

لماذا خص الله الصوم دون بقية الأعمال بعظم الأجر؟

 لأن الصيام عباده سرية لسيت معلنه لا يدخلها الرياء مثل الصلاة والإنفاق وغيره، وعبادة الصيام ركن من أركان الدين لها حكمتها ولها أدابها وأحكامها وحتى يحيي الصائم تلك العبادة، لابد أن يحافظ على هذه الأحكام حتى يحظى بالأجر الوافر.

كلمنا عن بعض أسرار وفضائل شهر رمضان؟

مكانة شهر رمضان فى الإسلام مكانه عظيمة فهو الشهر الوحيد الذي صرح الله بإسمه فى القرأن الكريم، قال تعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ” فوصفه ربنا بأنه الشهر الذي أنزل فيه القران، كما حظي شهر رمضان بنزول القران فى ليلة القدر والقرآن الكريم نزل دفعة الى السماء الدنيا ثم نزل مفرقَا فى مناسبات متعددة وكان نزول القران معجزة للرسول التي أعجز بها الفصحاء والبلغاء والإنس والجن.

وماذا عن صلاة القيام والجدل المثار حول أدائها سنة أم واجب؟

صلاة القيام تسمى بصلاة التراويح لأن فيها استراحة بعد كل 4 ركعات، والرسول صلاها فى بداية الأمر في المسجد فامتلأ المسجد وفى ثاني يوم  ازداد عدد الناس، وبعد ذلك لم يخرج للناس وقال لهم خشيت أن تفرض عليكم وهذه رحمة، وصلاة التراويح سنة وليست فرض وهي ثماني ركعات صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على إمام واحد وصلوها 20 ركعة، وتصح 8 ركعات و20 ركعة وتصح جماعة أو منفرداً فى البيت او فى المسجد، فمن صلاها 20 فصلاته صحية ومن صلاها 8 ركعات صحيحة أيضاً.

أهمية التكافل الإجتماعي خاصة فى شهر رمضان؟

شرع الله سبحانه وتعالى الزكاة والصدقات وصلة الأرحام والتعاون والتواصل بين الناس، للتكافل الإجتماعي الذي يصاغ فى كل مجتمع من المجتمعات، لكي لا نترك المحتاج فى حاجته ولا يستبد الغني بماله؛ بل جعل الله من بين عناصر التكافل الإجتماعي ما هو فرض وما هو من أركان الإسلام حتى لا يتلاعب او يتكاسل احد، وهي الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام تطهر الغني وتطهر الفقير وتطهر المال، فتطهر الغني من آفة البخل والشح التى أهلكت من كان قبلنا، وتطهر المال من نصيب فرضه الله فيه وتطهر الفقيرمن آفة الحقد ومن الحسد على الغني.

كيف نحقق ثمرة الصيام؟

للصيام ثمرة يتحقق معها العافيه فى البدن وغفران الذنوب والثواب الكبير الذي تكفل رب العزة به بشرط، أن يكون بمعناها الحقيقي الذي يتسم به وهو الإخلاص لأن الصائم يخلص فى عبادته ويتعامل مع ربه.

ما هو وقت اخراج زكاة الفطر؟ ومقدارها؟

اختص الله شهر رمضان المبارك بمشروعية زكاة الفطر، وتجب بغروب أخر يوم فى رمضان، ولو أخرجت فى آخر يوم من رمضان فصحيح ولو أخرجت خلال شهر رمضان صحيح أيضاً، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “اغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم” بدفع زكاة الفطر، وبين الرسول انها طهرة للصائم من اللغو والرفث وأنها طعمة للمساكين، فالحكمة منها جمعت بين طهرة للصائم ومساعدة للفقراء والمساكين ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبوله ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة فيجب أن تخرج قبل صلاة العيد، ومقدارها صاع من تمر أو زبيب او حنطة والصاع بالكيل المصري قدحان، وقدرت بالكيل ولم تقدر بالنقد لأن النقد يرتفع وينخفض ويتغير عبر الأزمنة لكن الكيل ثابت لا يتغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى