تقارير و تحقيقات

حصدت آلاف الأرواح… ما هي “الفيضانات الخاطفة” التي ضربت ليبيا؟

تسببت الفيضانات التي ضربت ليبيا في مقتل أكثر من 3 آلاف شخص، وفقا لحصيلة غير نهائية، بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

ويوجد 3 أنواع من الفيضانات تتفاوت في شدتها وحجم الخسائر البشرية والمادية التي تسببها، وتمثل فيضانات ليبيا أخطر، لأنها تصنف ضمن الفيضانات الخاطفة، لأنها ارتبط بعاصفة وأمطار غزيرة تجمعت في قنوات جافة وانطلقت نحو المناطق المنخفضة بسرعة هائلة بعدما دمرت جميع السدود والجسور في طريقها، ويتوافق ذلك مع تصنيف هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

يوجد نوعان من الفيضانات هما الفيضانات الخاطفة وفيضانات الأنهار
يوجد نوعان من الفيضانات هما الفيضانات الخاطفة وفيضانات الأنهار

الفيضانات الخاطفة

غالبا ما تحدث في مناطق جافة ذات طبيعة صخرية، مما يجعل المياه تتدفق بسرعة كبيرة وكميات هائلة نحو المناطق المنخفضة، ويكون سببها هطول مفاجئ للأمطار بكميات كبيرة.

فيضانات الأنهار

تحدث في ظروف المناخ الرطب نتيجة زيادة غير معتادة في الأمطار الموسمية أو ذوبان الثلوج أو الاختناقات الجليدية، التي تعطل سريان المياه في الأنهار مما يؤدي إلى تعطيل قدرتها على تصريف المياه وفيضانها لتغطي مساحات واسعة على ضفتي النهر.

فيضانات المد العالي

تحدث هذه الفيضانات في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، ويتراوح ارتفاع المياه بها نصف متر و1.2 متر تقريبا، حسبما ذكر موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة الأمريكية.

فيضانات المد العالي تحدث في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر
فيضانات المد العالي تحدث في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر

ما هو سر خطورة الفيضانات الخاطفة؟

يقول تقرير آخر للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية إن الفيضانات الخاطفة ترتبط بحدوث عاصفة مثلما حدث في ليبيا وينتج عنها تجمع هائل لمياه الأمطار في وقت قياسي وفي مناطق ربما لا يكون لديها الاستعدادات الكافية للكشف المبكر عنها.

ويزيد من خطورة الفيضانات الخاطفة أنها يمكن أن تحدث بمستويات غير متوقعة كل فترات زمنية طويلة، وهو ما يمثل تحديا للبنية التحتية اللازمة لمواجهتها، حيث أن الإهمال يمكن أن يؤدي إلى تدهور وضعها.

وتمثل ليبيا نموذجا لما تمثله الفيضانات الخاطفة من خطورة كبيرة، لأن الدولة لم تكن تمتلك تقنيات متطورة للكشف المبكرة عنها نتيجة الانقسام الذي تشهده البلاد.

فعندما ضربت العاصفة “دانيال” شرقي ليبيا، بدأت المياه تتجمع بكميات ضخمة أمام سدي مدينة درنة وانتهت بانهيارهما وتدفق المياه بارتفاعات وصلت إلى عدة أمتار نحو قلب المدينة مخلفة خسائر بشرية هائلة، إضافة إلى اختفاء أحياء كاملة من المدينة.

وتبين لاحقا أن سدي المدينة لم يخضعا لأعمال الصيانة الدورية منذ سنوات لم تشهد فيها المدينة أي فيضانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى