استطاع الجيش المصري تغيير قواعد الحروب الجوية في حرب أكتوبر، عندما بدأ هجوما مباغتا ضد القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل سيناء، ليصيب العدو بصدمة هائلة أفقدته توازنه.
ففي الـ6 من أكتوبر 1973، انطلقت الطائرات المصرية على ارتفاعات منخفضة من غرب القناة وتمكنت من دك المواقع الإسرائيلية المستهدف على الضفة الشرقية للقناة.
بحسب موقع “غلوبال سيكيوريتي” الأمريكي، فإن مصر خاضت حرب أكتوبر بعدما تمكنت من بناء قوة جوية ضخمة تتكون من نحو 620 طائرة حربية ثابتة الأجنحة، وأكثر من 100 مروحية، حصلت على أغلبها من الاتحاد السوفيتي السابق.
وضمت تلك القوة 220 طائرة “ميغ 21” و200 طائرة “ميغ 17” و120 طائرة “سو 7” و18 قاذفة “تو 16″، و10 قاذفات “إل 28″، إضافة إلى طائرات النقل العسكري والمروحيات.
ولفت الموقع إلى أن “ميغ – 21” كانت تحمل صواريخ “جو – جو” ومدافع رشاشة عيار 23 ملم، بينما تم تسليح “ميغ 17″ و”سو 7” بقنابل مخصصة لقصف الأهداف البرية، إضافة إلى تسليح “تو – 16” بصواريخ “جو – أرض” لذات الهدف.
بتر ذراع إسرائيل الطويل
كانت إسرائيل تصف قوتها الجوية بـ “ذراعها الطويل”، الذي يمكنه ضرب أي هدف في محيطها باستخدام نخبة من المقاتلات والقاذفات المتطورة، التي حصلت عليها من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن ذلك الذراع تم ليه قبل حرب أكتوبر بفضل حائط الصواريخ، الذي أنشأته مصر في غرب القناة، ثم تم بتره عندما بدأت حرب أكتوبر خلال الضربة الجوية الأولى وبعد ذلك خلال معركة المنصورة التي تم تصنيفها ضمن أكبر المعارك الجوية في التاريخ العسكري.
وذكر موقع “غلوبال سيكيوريتي” الأمريكي أن القوة الجوية الإسرائيلية في حرب أكتوبر كانت تضم نحو 500 طائرة حربية، وهو عدد أقل من عدد الطائرات المصرية، لكن نوعية الطائرات الإسرائيلية كانت أكثر تطورا وذات قدرات هجومية أكبر من الطائرات المصرية في تلك الفترة.
وضمت القوة الجوية لإسرائيل 130 طائرة فانتوم “إف 4” (قاذفة ومقاتلة)، و160 طائرة سكاي هوك “إيه 4” (طائرة هجومية)، و60 طائرة اعتراضية طراز “ميراج 3″، و50 طائرة سوبر ميستر “بي 2” (قاذفة ومقاتلة)، و50 إلى 60 طائرة “ميستر 4” (قاذفة ومقاتلة)، و10 طائرات “فوتر” (قاذفات خفيفة)، و6 طائرات استطلاع طراز “آر إف 4”.
كما كانت القوات الجوية الإسرائيلة تضم نحو 50 طائرة من طرازات “سي 97، 130، 47” (نقل عسكري)، و85 طائرة تدريب عسكرية طراز “ماجيستر”.
أما قوة المروحية الإسرائيلية فكانت تضم في تلك الفترة 12 مروحية طراز “سوبر فريلون”، و8 مروحيات طراز “سي إتش 53″، و25 مروحية طراز “إيه بي 205″، و20 مروحية عسكرية طراز “ألويت”.
وتحل غدا الذكرى الـ50 لنصر أكتوبر، الذي وصفته وسائل إعلام أمريكية بالحرب التي حولت الجيش الإسرائيلي من وضع الهجوم إلى جيش دفاعي يحاول جاهدا أن يحمي دولته الوليدة بعدما كبده الجيش المصري خسائر هائلة وغير متوقعة.
