عرب وعالم

“طوفان الأقصى” يهز عرش القوى العظمى

مع نجاح ضربات المقاومة الفلسطينية خلال عملية “طوفان الأقصى”، بدت حالة من الارتباك تنخر أركان جيش الاحتلال، لما بدا من فشل استخباراتي حول التجهيز لتلك العملية والإعداد لها، وقد قال أحد الأسرى الفلسطينيين المقاتلين لدى الاحتلال خلال التحقيقات الأولية معه: “تجهزنا لاقتحام غلاف غزة منذ أكثر من عام، وكنا في صدمة من عدم وجود أي قوات للاحتلال بانتظارنا، وتمكنا بسهولة من السيطرة على المواقع بالساعات الأولى”.

ومع استمرار عمليات المقاومة وتوالي الخسائر لدى الاحتلال، حتى أعلن خشيته من نجاح مقاومين جدد بالتسلل إلى غلاف غزة من القطاع بعد حلول الظلام اليوم- الأحد، لم يجد قادة الصهاينة بدًا من الاستغاثة بالقوة العظمى التي تحميه. وقد أعلنت مصادر عبرية نية الولايات المتحدة إرسال سفن حربية وحاملات طائرات إلى قرب فلسطين المحتلة.

ولم يمض اليوم حتى كان الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يبلغ رئيس وزراء الاحتلال أن المساعدات الأمريكية في الطريق إلى “إسرائيل”. فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي: أن “المساعدات لإسرائيل بدأت اليوم وستصل خلال أيام وتتضمن ذخائر”.

يأتي هذا بينما غضت تلك القوى الطرف عن مجازر الاحتلال في حق الفلسطينيين، حيث أعلنت الصحة بغزة: تسجيل 8 مجازر على الأقل حتى اللحظة بحق العائلات والاطفال والنساء؛ جراء القصف الإسرائيلي. حيث أظهرت آخر الإحصائيات “ارتقاء 413 فلسطينياً منهم 78 طفلاً و41 سيدة، وإصابة 2300 جريح، جراء قصف الاحتلال المتواصل منذ أمس”. كذلك منعت قوات الاحتلال دخول المصلين لأداء صلاة العشاء في المسجد الأقصى.

وقد اختلفت القوى الغربية في أشكال التضامن مع إسرائيل، فبينما أرسلت بولندا طائرات سلاح الجو لديها إلى “تل أبيب” لإجلاء اليهود البولنديين من “إسرائيل”، كما أعلنت البرتغال أنها ستنفذ نفس الأمر. انخرطت الولايات المتحدة في موقفها المنحاز فعجلت إرسال مساعداتها حيث وصلت منذ قليل أول طائرة مساعدات أميركية إلى “إسرائيل”. وردت الجبهة الشعبيّة على ذلك: بأن التهديدات والأساطيل الأمريكيّة تحدٍ لإرادة الشعوب العربيّة، و لن تهز إرادة شعب فلسطين أو مقاومته.

ما يعيد للأذهان مشهد حرب أكتوبر ١٩٧٣، ويجعل مواجهة المقاومة الآن مع القوة العظمى الأولى التي نجحت فرض سيطرتها على العالم بأسره، حيث جاء “طوفان القدس” ليضع أمامها ذلك الاستثناء الكبير المعروف باسم (المقاومة الفلسطينية). لعله يبقى أمامها استثناءًا يعيد هزائمها في فيتنام وأفغانستان والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى