تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

أين وصل طوفان الأقصى في اليوم الحادي عشر؟

واصل طيران الاحتلال غاراته الجوية على القطاع فقصف منازل 6 عائلات في رفح منذ صباح اليوم، ومخيم جباليا شمال القطاع وباقي المناطق شمال القطاع، وقصف منزل عائلة هنية في حي الشيخ رضوان وسقط ١٤ شهيدا وعدد من المصابين، كذلك قصف منزل عائلة المقيد ما أدى إلى مجزرة مروعة، وتواصل قوات الاحتلال غاراتها قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة. كذلك أعلنت وزارة الداخلية في غزة استهداف مدفعية الاحتلال مدرسة لإيواء النازحين في مخيم المغازي وسط القطاع، ووجود عدد من الإصابات.

وألقى طيران الاحتلال براميل متفجرة على عائلتي اللمداني والجبري في مخيم خان يونس.

وقد أسفرت اعتداءات الاحتلال عن سقوط نحو 3 آلاف شهيد وأكثر من 12500 جريح في قطاع غزة- حسب وزارة الصحة الفلسطينية، وقالت مصادر في القطاع لشبكة قدس الإخبارية: إن 167 طفلاً ما زالوا تحت أنقاض البيوت والمباني المدمرة في غزة، ويتعذر انتشالهم حتى الآن.

كذلك يمنع الاحتلال وصول قوافل المساعدات إلى القطاع، حيث لا تزال قوافل المساعدات الإنسانية التي وصلت بوابة المعبر فجر اليوم تقف دون حراك، إذ لم يتم فتح المعبر حتى الآن. وقد أطلق المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية نداء استغاثة قال فيه: نطالب بوصول المساعدات إلى غزة عبر رفح وننتظر العبور منذ أكثر من 72 ساعة.

وذلك في الوقت الذي تستمر فيها المساعدات للاحتلال، حيث قالت قناة “كان” العبرية إن سفينة ضخمة من تركيا رست في ميناء حيفا، محملة بنحو 4500 طن من الخضار والفواكه، 80% منها طماطم، لسد حاجة “إسرائيل”؛ بسبب الأضرار التي لحقت بالمناطق الزراعية خلال الحرب مع غزة.

وحملت حركة حماس الدول التي رفضت مشروع قرارٕ في مجلس الأمن لفتح ممرات إنسانية مسؤولية استمرار نزيف دماء المدنيين في القطاع.

يأتي هذا في الوقت الذي وصلت فيه مشافي القطاع حافة الهاوية وشارفت على الخروج من الخدمة أو خرجت بالفعل منها بما ينذر بكارثة إنسانية، حيث تضررت أجزاء من مستشفى غزة الأوروبي جنوبي قطاع غزة جراء قصف طائرات الاحتلال لمدخل المستشفى. كما أعلنت وزارة الصحة خروج مستشفى الكرمة من الخدمة بفعل أضرار بالغة لحقت به جراء استهداف قوات الاحتلال للمباني المجاورة وسقوطها باتجاهه. كما سقط مابين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شهيد في مجزرة ارتكبها الاحتلال بقصف ساحة مستشفى المعمداني الأهلي بغزة- حتي وقت كتابة هذا التقرير، حيث تتواجد أعداد كبيرة من النازحين. وبينما يهدد الاحتلال الأطقم الطبية العاملة في المستشفيات يصمم العاملين على تأدية واجبهم واستمرار عملهم حتى الرمق الأخير.

وقال “صبحي سكيك”- مدير عام مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني: المستشفى الوحيد للأورام في قطاع غزة تتوقف أجزاء كبيرة من خدماته عن العمل نتيجة نقص الوقود، والجزء المتبقي سيتوقف خلال 48 ساعة على أكثر تقدير ليصبح جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن الساعات القادمة حاسمة في تحديد مصير آلاف الجرحى والمرضى بمستشفيات قطاع غزة. وأطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة عاجل لكل أصحاب محطات الوقود وكل من يتوفر لديه أي لتر سولار، بالتواصل الفوري مع الوزارة عبر رقمها المجاني ( 103 ) من أجل انقاذ حياة الجرحى والمرضى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.

ميدان المعركة:

أعلنت كتائب عز الدين القسام قصف “إسدود وسديروت وعسقلان وجان يفني” برشقات صاروخية ما أطلق صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، كذلك قصفت “تل أبيب” ووسط فلسطين المحتلة برشقة صاروخية ثقيلة ردا على مجازر الاحتلال في غزة.

وضرب حزب الله مناطق وتجمعات عسكرية شمال فلسطين ودوت صافرات الإنذار في مستوطنات الشمال، كذلك استهدفت أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي داخل موقع المالكية الصهيوني في القطاع الأوسط بلبنان.

لكن خسائر المعركة كانت حاضرة حيث نعت كتائب القسام القائد (أيمن نوفل “أبو أحمد”)- عضو مجلسها العسكري وقائد لواء الوسطى- في قصف استهدف منزله في قطاع غزة، وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي: استشهاد اللواء “فؤاد علي أبو بطيحان”- رئيس هيئة المعابر والحدود، وعدد من أفراد أسرته جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم بشكل مباشر.

وعلى الجبهة الشمالية نعى حزب الله الشهيدين المجاهدين “حسين عباس فصاعي- ساجد كربلا”، و “محمود أحمد بيز- كاظم”، و الشهيدين المجاهدين “حسين هاني الطويل- ربيع”، و”مهدي محمد عطوي- أمير كربلا”، أثناء المعركة مع العدو.

التعمية على الجرائم

كل ذلك في ظل محاولات حثيثة للتعمية والتعتيم يمارسها داعمو الاحتلال على محاولات فضح جرائمهم، فأزالت منصات التواصل الاجتماعي 4450 محتوى بطلب من النيابة العامة في دولة الاحتلال منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”. واستهجن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة محاسبة BBC لستة صحفيين بسبب تضامنهم مع غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الضغط الغربي والدعم الشعبي

وبينما يتزايد الدعم الغربي للاحتلال وممارسة الضغط على الحكومات للتجاوب معها في دعمه، حيث تعاقبت زيارات رؤساء الحكومات وممثلى السلطة الغربية التي كان أخرها زيارة “أولاف شولتز”- المستشار الألماني- الذي تم إيقاف مؤتمره الصحفي مع رئيس وزراء الاحتلال بفعل رشقة صواريخ من المقاومة على تل أبيب، تزايد الدعم الشعبي لفلسطين على مستوى العالم، في تركيا انتشرت على مواقع التواصل صورة لافتات كتب عليها: “لا نريد الاستنكار بالكلام، افعلوا ما كان يريده نجم الدين أربكان بإرسال العسكر إلى فلسطين، ننتظر العسكر”، وأعلن مخيم البقعة بالأردن إضرابا عاما دعماً لغزة والمقاومة. واستمرت التظاهرات الداعمة لفلسطين والمقاومة.

وقال رئيس الوزراء الماليزي: أقولها وعلى الملأ، لن نستنكر حركة حماس وعلاقتنا بها ستستمر. فيما صعدت إيران حدة تصريحاته فقال المرشد الإيراني “علي خامنئي”: إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني فلن يستطيع أحد أن يمنع قوى المقاومة من الرد. وقال وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان”: تحتلون أرض شخص ما، وتستولون على منزله، وتطردونه، وتحضرون شخصاً وتضعونه هناك، وتسمونه “مستوطناً”، هذا ما يطلق عليه سرقة.

وفيما استنكر نشطاء فلسطينيون تعابير السعادة لوفد السلطة الفلسطينية خلال اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” فقالوا: شعب يباد في غزة وسلطته تضحك مع أمريكا، علقت الجبهة الشعبية في بيان على زيارة “بايدن” للاحتلال فقالت: زيارة مجرم الحرب الأكبر الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى المنطقة تأتي في إطار الشراكة مع الكيان الصهيوني لمواصلة مجازره وحرب الإبادة التي يشنها على شعبنا في القطاع، وفي إطار مواصلة الدعم السياسي والعسكري غير المحدود للكيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى