مقالات

علاء عبد الحسيب يكتب: ماذا بعد التفويض؟

سؤال يطرحه ملايين المصريين، ينتظرون قرار المصير، خرجوا اليوم في الشوارع والميادين في كل ربوع مصر، يعلنون الغضب، يرفضون ما يفعله أحفاد الشياطين على أرض الأقصى المبارك، قتلوا الأطفال والنساء وكبار السن في غزة، هدموا المساجد والمستشفيات والكنائس، أبكوا الحجر وقطعوا الشجر، ووضعوا في الهواء سموم القنابل الفسفورية الكارثية تنهش في أجساد البشر.

العالم يحبس أنفاسه حول مصير المعركة، معركة الحق والباطل، بين أصحاب الأرض و”أفراد العصابة”، بين شعب يبحث عن حقه في وطنه، و”دويلة” مغتصبة تجر الآن أذيال الخيبة والعار والهزيمة، رغم الدعم غير المحدود من أباطرة الإجرام في العالم، أصحاب الأيدولوجيات المزدوجة، المتناقضون دائما، المؤيدون للقتل، الداعمون للجرائم، المباركون لشلالات الدماء من الأبرياء، الصامتون عن الحقائق والحقوق.

لقد بات جليا أمام العالم كله، بأن الغرب الداعم لدويلة “الإحلال” أصبح يعادي الإنسانية، فبأي مبرر يخرج “عجوز البيت الأبيض” ليعلن دعم ابنه المحتل الغاشم في حربه ضد الأبرياء في قطاع غزة، مدعيا أنها حربا ضد مجموعات مسلحة، في حين أن ما يقرب من ٢٠ ألفا ما بين شهيدا وجريحا سقطوا حتى هذه اللحظة من الأطفال والنساء والشباب الأبرياء وكبار السن، هل حمل الأطفال السلاح في وجه أشباه الرجال من “جيش الإحلال” وحكومة “النتن”؟ .. هل ارتدت سيدات غزة الأحزمة الناسفة في وجه أحفاد الشياطين ؟ .

الحقيقة باتت واضحة وضوح الشمس، فالمعركة ليست مع رجال المقاومة الفلسطينية، ولا ردا على هجمات حماس في مستوطنات المغتصبين، بل أن الهدف الحقيقي من هذا الصراع هو التهجير، والعودة إلى استكمال مخطط الصهاينة لاغتصاب الأرض، إلى أن تطور الأمر ووصل إلى المحاولة اليائسة للنيل بحقوق مصر وأمنها القومي، وهو ما لوح به جيش “الدويلة المغتصبة” بداية المعركة، عندما طلب من سكان غزة ترك منازلهم والتوجه جنوبا إلى مصر.

وإن كانت قرارات الحفاظ على أمن مصر القومي لا يحتاج لتفويض شعبي، فإن القيادة السياسية في مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل استخباراتي، قبل أن يكون سياسيا أو رجل دولة، يعرف جيدا متى وكيف يتحرك، ومن هنا فإن تفويض شعبه رسالة واضحة أمام العالم تؤكد حجم الغضب العربي والمصري في وجه تجاوزات الغرب، ورعاية أمريكا لأكبر مجزرة إنسانية على أرض فل.سطين.

أخيرا وليس آخرا، المصريون ينتظرون قرارات ما بعد التفويض، مستعدون لتحمل الضريبة أي كان حجمها وآثارها مقابل الحفاظ على الأرض والعرض وحقوق الأشقاء في غزة، يدعمون رئيسيهم في أي قرار، ويمنحوه الضوء الأخضر والتفويض المطلوب لاتخاذ قرارات أكثر صرامة، رفضا لتهجير الأشقاء ومخطط تدمير الأوطان والقومية العربية، والتصدي لأي محاولات المساس بأمن مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى