تقارير و تحقيقات

«ناسا» تُلمح لانقطاع الإنترنت.. سيناريوهات مرعبة لو تحقق

» انهيار التعليم وركود التجارة وفشل أنظمة الاستخبارات

ربما يبدو تخيل العالم بدون الإنترنت أمرًا غريبًا بالنسبة لنا، لكن ماذا لو استيقظنا بالفعل على هذا الخيال؟.. هذا ما ألمحت إليه وكالة «ناسا» في أحدث تقرير لها.

وكالة الفضاء الأمريكية أرجعت ذلك إلى احتمالية حدوث عاصفة شمسية، تؤدي بدورها إلى انقطاع شبكة الإنترنت عن العالم أجمع وحرمان سكان الأرض منها خلال الفترة المقبلة.

وقالت «ناسا» في بيان لها أنها عملت على إطلاق مركبة فضائية في مهمة قومية تتحمل مسؤوليتها أمام العالم أجمع، بهدف تفادي انقطاع الإنترنت حول العالم.

موعد انقطاع الإنترنت

تقارير إعلامية فسرت هذا البيان، وقالت إن المركبة التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية، تهدف إلى جمع معلومات حيوية حول طبيعة عمل الرياح الشمسية ومدى تأثيرها على الطقس والبشر والكرة الأرضية.

لكن ماذا لو تحققت احتمالية وكالة الفضاء الأمريكية، واستيقظ العالم على خبر في القنوات الفضائية بانقطاع شبكة الإنترنت بشكل كامل؟.. إليكم السيناريوهات في التقرير التالي:

عصر ما قبل الاتصال

تخيل أنك في حال وقوع ما يُتخوّف منه، لن تتمكن من تسجيل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك – توتير – واتساب – انستجرام».. لن يكون بإمكانك إرسال الرسائل بشكل فوري لأصدقائك.

العديد من الأدوات التي نعتمد عليها عبر الإنترنت، سواء في مجالات العمل أو الترفيه أو الخدمات ستختفي من الوجود، لن يكون بإمكانك استخدام خرائط جوجل مثلًا أو استطلاع الأخبار في وقتها أو مشاهدة صناع المحتوى المفضلين.

الأخطر من ذلك إذا تأثرت أبراج وخطوط الاتصالات بالهواتف المحمولة، فسنضطر إلى كتابة الرسائل وإرسالها عبر مكتب البريد كما كان في الماضي.

نهاية مأساوية لكبرى الشركات

التداعيات الاقتصادية لانقطاع الإنترنت عن العالم ستكون كارثية، فعلى سبيل المثال فقدان خدمات مثل الخدمات المصرفية الإلكترونية أو PayPal سيكون عائقًا كبيرًا لعدد كبير إن لم يكن كل المعاملات المالية التي تجري عبر الإنترنت، ناهيك عن التأثيرات ستمتد إلى أبعد من ذلك بكثير.

تخيل مثلًا مصير الشركات التي تعتمد على الإنترنت، سيكون كل موقع ويب غير متصل بالإنترنت، ستصبح الشركات الضخمة مثل Google أو Amazon التي تعد من أغنى الشركات العالمية التي تعتمد على الإنترنت، قد عفا عليها الزمن.

كما ستشهد شركات أخرى مثل مايكروسوفت اختفاء أقسام هائلة من عملياتها، لأنها من الشركات المصنعة لأنظمة تشغيل الكمبيوتر والمعتمدة في الحقبة الأخيرة اعتمادًا كاملًا على الإنترنت، وحتى الشركات التي تستخدم الويب فقط كوسيلة للإعلان ستتأثر سلبًا.

البطالة.. مؤشرات غير مسبوقة

في حال ما إذا كان انقطاع الإنترنت دائمًا أو مؤقتًا، فإن السواد الأعظم من الشركات العالمية في عديد المجالات سوف تتوقف عن العمل بشكل كامل، ما يؤدي لأن يصبح مئات الآلاف من الناس سيكونون عاطلين عن العمل.

تجدر الإشارة هنا إلى أن شركة Google وحدها توظف ما يقرب من 20 أف شخص، بحسب إحصائية للشركة في 2021. فمع انسحاب مئات الشركات من موظفيها أو تقليص عددهم، سيمتلئ سوق العمل العالمي بعدد هائل من الشباب الذين يحتاجون إلى وظائف ومن ثم ارتفاعات غير مسبوقة معدل البطالة.

ركود التجارة الإلكترونية

وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، شكلت التجارة الإلكترونية 35% من كل الشحنات القادمة من الصناعة التحويلية في عام 2007، ويعادل هذا أكثر من 1.8 تريليون دولار لهذه الصناعة وحدها.

عندما تقوم باستيعاب هذه الأرقام لجميع الصناعات في جميع أنحاء العالم في عام 2007، سترى أن التجارة عبر الإنترنت هي عمل تجاري كبير وبات أكبر بشكل مضاعف مع تطور الإنترنت وانتشاره الذي عمل على توسع حركة التجارة الإلكترونية خلال السنوات العشر الأخيرة.

ففي حال انقطاع الإنترنت فإن العديد من الصناعات سوف تشهد ركودًا حادًا نظرًا لتراجع معدلات التجارة في العالم، وفي الواقع لا توجد طريقة سهلة للتعافي من خسارة تريليونات الدولارات.

وبالنظر إلى البلدان المتقدمة تجد أنها ستواجه أزمات اقتصادية حادة لما يحدث من اختفاء قطاعات صناعية بأكملها أو تكافح من أجل البقاء في أعقاب الخسائر المدمرة.

أما بالنسبة للبلدان النامية فلن تعاني من التأثيرات المباشرة لانهيار التجارة الإلكتروني، لأنها لا تحظى بحضور كبير على الإنترنت. ولكن هذه البلدان سوف تعاني أيضاً مع انخفاض التجارة والمساعدات التي تعتمد عليها من البلدان المتقدمة.

أزمات سياسية

من المحتمل أن تكون التداعيات الاقتصادية هي الأزمة الأساسية التي ستواجهها الحكومات في جميع أنحاء العالم إذا انقطعت شبكة الإنترنت بشكل كامل، لكن هذه ستكون مجرد أزمة من بحر الأزمات التي يعجز زعماء العالم عن مواجهتها.

المؤتمرات التي كانت تعقد وتدار عبر الفيديو كونفرانس بالنسبة لكبار المسؤولين، لن تكون موجودة وسيتطلب ذلك السفر واللقاءات الفعلية، التي لا شك في أنها ستكبد الجهة المسؤولة مزيدًا من المال لما تنفقه على مثل هذه الرحلات الدبلوماسية.

أزمات في الطاقة وأنظمة الاستخبارات

بحسب تقارير أجنبية، فإن الولايات المتحدة تسعى خلال الفترة القادمة لتطوير شبكات الطاقة في جميع أنحاء البلاد إلى شبكة ذكية يمكنها الاستجابة لاحتياجات العملاء بشكل أكثر كفاءة، والحفاظ على الطاقة والتواصل مع بعضها البعض عبر اتصالات الإنترنت.

ومن الناحية النظرية يمكن لهذا النظام أن يقلل من انقطاع التيار الكهربائي وغيرها من المشاكل التي تواجه قطاع الكهرباء، ولكن إذا انقطع الاتصال بالإنترنت، فسوف تصاب الشبكة الذكية بالشلل، ويمكن أن تتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في أي بلد يستخدم هذا النظام الذكي.

مع تزايد انتشار الإنترنت، استخدمته معظم الدول لجمع المعلومات الاستخبارية والتجسس على بعضها البعض، وبالتالي سيكون فقدان الإنترنت بمثابة ضربة هائلة لوكالات الاستخبارات في العالم، لاسيما الحكومات الكبرى التي تسعى لمراقبة كل صغيرة وكبيرة تحدث في القارات.

ما مصير التعليم؟

وبالإضافة على ذلك فإن مشاكل أخرى سوف تظهر على الساحة، وبما أن الإنترنت أصبح جزءًا مهمًا من العديد من البرامج التعليمية، فإن فقدان الإنترنت من شأنه أن يترك فراغًا يجب أن تملأه وسائل أخرى في التعليم.

الدول الأعلى تصنيفًا في قطاع التعليم تعتمد بشكل كبير إن لم يكن أساسي على خدمات الإنترنت، سواء في التدريس أو التعلم أو الاختبارات النهائية، أبسط الأمثلة ما يحدث في مصر من نظام التعليم “الأونلاين” الذي يعتمد بشكل كبير على الاتصال بالإنترنت، بداية من تقديم الأوراق والمستندات للمدارس وصولًا تسليم جهاز التابلت للطلاب وانتهاءً بإجراء الاختبارات عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى