تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

طوفان الأقصى 37.. غزة تقاوم المشروعات الاستيطانية لنتنياهو وحزبه

في اليوم ٣٧ رحنا نبحث “أين وصل الطوفان؟ وماذا وجد في طريقه؟”

وكانت الإجابة مؤسفة، فمع استمرار الطوفان واشتداد وطيس المعركة، لا يجد الاحتلال ما يقيم به صورة النصر سوى زيادة حصيلة الدم، فيزيد من إغراق أرض غزة بدماء أبناءها، ويحاصر المستشفيات ويقتل من فيها من النازحين والمرضى ويزيد القصف حولها ليمنع إجلاء الشهداء والمرضى، حتى قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي- أمس: إنه يصعب إحصاء عدد الشهداء بشكل دقيق، بسبب عدم استطاعة الوصول إلى بعض الشهداء بفعل القصف. ومع ذلك فقد أحصى المكتب الحكومي بغزة ارتكاب الاحتلال ١١٤٢ مجزرة، وارتفعت أعداد الشهداء وفقًا لما استطاع الوصول إليه حتى وصلت ١١١٨٠ شهيدًا- منذ بدء المعركة- بينهم ٤٦٠٩ طفل و٣١٠٠ امرأة، فيما بلغت أعداد المصابين ٢٨٢٠٠ مصاب يمثل الأطفال والنساء نسبة ٧٠٪؜ منهم، وتلقت الجهات الحكومية بلاغات عن ٣٢٥٠ مفقودًا منهم ١٧٠٠ طفل مازالوا تحت الأنقاض

كما زادت وتيرة استهدافه للكوادر الطبية، فأسقط منهم ١٩٨ طبيب وممرض ومسعف، وبالمثل فعل مع الصحفيين الذي بلغ عدد شهدائهم ٤٩ صحفيًا، ولم تنج فرق الداع المدني الذين استشهد منهم ٢٠ شهيدًا

وزادت وتيرة خروج المستشفيات والمنشآت الصحية عن الخدمة، بفعل استهداف الاحتلال من ناحية ونفاد الوقود من ناحية أخرى، حيث خرجت ٢٢ مستشفى و ٤٩ مركزًا صحيًا عن الخدمة، واستهدف الاحتلال ٥٣ سيارة إسعاف وأخرجها عن الخدمة. 

وتعرضت ٤١.٠٣٠ وحدة سكنية إلى الهدم الكلي، بالإضافة إلى ٢٢٢١٢٠ وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي. كما تم هدم ٩٢ مقراً حكومياً، و٢٤١ مدرسة منها ٦١ مدرسة خرجت عن الخدمة، ودمر الاحتلال ٧٠ مسجداً تدميرًا كليًا، و١٥٣ مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف ٣ كنائس.

ولم تسلم الرقعة الزراعية من اعتداءات الاحتلال فأتلف وجرف أكثر من ٢٥٪؜ من المساحات الزراعية بواقع ٤٥ ألف دونم، وكذلك إتلاف آلاف الأشجار المثمرة، وإعدام أفواج كاملة من مزارع الماشية والدواجن والأسماك- التي دمر وأحرق عدد كبير من قوارب الصيادين، لترتفع خسائر القطاع منذ بدء العدوان إلى ١٨٠ مليون دولار. 

وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي ١٨٦ شهيدًا.

الأوضاع الإنسانية في غزة

زاد الاحتلال من وطأة الجرائم الإنسانية في قطاع غزة، فحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر وأجبر المرضى والنازحين فيهما على النزوح القسري تحت تهديد السلاح إلى الجنوب، عبر ما أسماه الممر الآمن، الذي لم يكن في حقيقته سوى مصيدة، فقنص جنود الاحتلال عددا من النازحين عبر الممر الآمن، ومثلوا بجثث بعضهم، حيث أعلن المرصد الأورومتوسطي عن فيديو يصور دبابة صهيونية تمر على جثة شهيد فلسطيني، بعد أن قنصه جنود الاحتلال أثناء نزوحه من الشمال للجنوب، بالإضافة لتوثيق حالات عديدة للتمثيل بالجثث بتقطيع الأطراف والتنكيل بالأجساد والتبول عليها.

كما كان مجمع الشفاء الطبي هو حكاية اليوم، فالمستشفى محاصر من قوات الاحتلال منذ أيام، والاشتباكات بين المقاومة والاحتلال تدور في مناطق قريبة منه، واعتلى قناصة الاحتلال بنايات مجاورة واستهدفوا عددا من النازحين في ساحة المستشفى، مع استمرار القصف على عدد من مبانيه وبواباته، ما أسقط عدد كبير من الشهداء لم يتمكن طاقم المستشفى من إجلاءهم ولا دفنهم بسبب استهداف قناصة الاحتلال، وقد أبلغت إدارة المستشفى عن استهداف القناصة لمريض في غرفته فأصيب بتفتت في عظام الكتف، حتى لقد تركت جثث أكثر من ١٠٠ شهيد في ساحة المجمع دون دفن، فهاجمتها ونهضتها الكلاب المسعورة.

 ولم يلبث وقود المجمع أن نفد بشكل شبه كامل، ما أدى لانقطاع الكهرباء عنه بشكل شبه كامل، لتبدأ سلسلة الخسائر بالأطفال المبتسرين فاستشهد ثلاثة أطفال منهم، ولجأ العاملين بالمستشفى إلى جمع الأطفال في مكان واحد في محاولة لتخفيف حدة الخسائر بتوفير درجات حرارة مناسبة ودرجة من درجات الرعاية، ثم استشهد مريضان بالعناية المركزة بعد ضرب إحدى وصلات الأوكسجين بالمستشفى- التي تغذي قسمي الولادة ومبنى القدس للجراحة، وقسم أمراض القلب، و ٥ جرحى آخرين لم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ حياتهم بسبب توقف غرف العمليات. وقصف الاحتلال بشكل مباشر قسم العناية المركزة وقام بتدمير جزء منها، وقصف  الطابق الأخير من مبني الجراحة ، ومبنى الولادة بقذيفة، كما استهدف الاحتلال الساحة المجاورة لقسم الكلى وأحدث حريقاً في المكان.

واستهدف جيش الاحتلال أحد العاملين الفنيين وأصابه إصابة بشكل مباشر في رقبته بينما كان يتحرك بين مباني الجراحة لمعالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. واستهدف مجموعة من النازحين جازفوا بحياتهم وخرجوا من بوابة المستشفى الشرقية وتم قصفهم على الفور ولم تستطع الطواقم الطبية الخروج لإخلاء الشهداء والجرحى بسبب استهداف الاحتلال لكل شيء يتحرك في المجمع.

وذلك بخلاف نقص الماء والغذاء بالمستشفى، حيث قال مسؤولين: إنهم وزعوا على العاملين والنازحين والمرضى وجبات من تمر وماء فقط لتسد الرمق.

كذلك تحدث د. “محمد أبو سلمية”- مدير المستشفى- عن مراوغات الاحتلال بشأن إمداد المستشفى بالوقود، فقد اتصل به أحد مسؤوليهم وعرض إمداد المستشفى بألفي لتر من الوقود، ولما أعطاه الموافقة، فوجئ به في اتصال آخر يتحدث عن إرسال ٣٠٠ لتر فقط يتم وضعها في منطقة قريبة من المستشفى، وسط القصف والاشتباكات ليخرج بعض العاملين لاستلامها، وهو ما رفضه “أبو سلمية” مطالبا بتسليم كمية كافية من الوقود للصليب الأحمر، الذي يسلمها بدوره للمستشفى، حيث يحتاج المستشفى لنحو ٨ آلاف.

معبر رفح

معبر رفح
معبر رفح

قالت هيئة المعابر والحدود إن إجمالي ما دل غزة من مساعدات عبر معبر رفح- منذ بدء الحرب- كان ٩٨٠ شاحنة، وقد أعلن البيت الأبيض أنه يستهدف زيادة تدفق المساعدات في في الفترة القادمة.

فيما طالب المدير العام لمستشفيات غزة السلطات المصرية بتسيير قافلة إسعاف لنقل ٦٥٠ مريضا دون اتباع الآلية الحالية.

مسير المقاومة

بدأ كتائب القسام صبيحة اليوم ٣٧ للعدوان، بتدمير عدة آليات عسكرية للاحتلال للقوات الصهيونية المتوغلة في مناطق متفرقة من القطاع فدمرت دبابتين جنوب غرب مدينة غزة، وناقلة جند في محور شمال غرب مدينة غزة بقذيفة بقذيفة (الياسين ١٠٥).

كما استهدفت قوةً إسرائيلية خاصة متحصنة في مبنى شمال بيت حانون بعبوة مضادة للأفراد، وقوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد في منطقة خزاعة شرق خانيونس وحققت فيها إصابة مباشرة. وقصفوا تحشدات لقوات العدو في كيبوتس “حوليت” بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وقد صدقت صورًا بالأقمار الصناعية بثتها قناة الجزيرة الفضائية تناقص أعداد الدبابات الإسرائيلية بعد توغلها في محور شمال غزة من ٣٨٣ يوم ٣ نوفمبر إلى ٢٩٥ في ٨ نوفمبر، بما جملته ٨٨ آلية ودبابة.

وأكدت الحركة تلقي جيش الاحتلال ضربات موجعة على مدار الساعة في قطاع غزة، وقالت: إن كل مترٍ يتقدّم فيه يدفع أثماناً باهظة من القتلى والجرحى في صفوفه وآلياته العسكرية، فمن لم يُقتل منهم على الأرض برصاص القسَّام، يحترق ويختنق في دبابة الميركافاة 4 (فخر الصناعة العسكرية الصهيونية) بقذيفة الياسين (فخر الصناعة الوطنية الفلسطينية).

يأتي هذا بينما وجدت مؤشرات قوية على وجود دعم بالقوات الأمريكية للقوات الصهيونية التي اقتحمت غزة، حيث قال نازحون من حي النصر في غزة للجزيرة: إن بعض الجنود كانوا يضعون العلم الأمريكي على بزاتهم العسكرية ويتحدثون الإنجليزية، وأفادت مصادر صحفية بمقتل ٥ جنود أمريكيين جراء سقوط طائرة عسكرية في البحر المتوسط، أثناء التزود بالوقود.

وكشفت كتائب القسام في الضفة الغربية عن مشاهد من عملية مزدوجة بين إطلاق نار وتفجير عبوات قرب طولكرم، خلال معركة “طوفان الأقصى”، وظهر خلال المقطع المصور إطلاق نار من مركبة مسرعة تجاه سيارة تحمل جنديين من جيش الاحتلال- قرب بلدة بيت ليد شرق طولكرم- ما أدى لمقتلهما، كما أظهر المقطع المصور، عملية استدراج لقوة من جيش الاحتلال نحو مركبة جرى إحراقها عمداً، قرب بلدة بلعا، بعد عملية بيت ليد، ثم تفجيرها بالجنود، وهي العملية التي لم يعترف بها الاحتلال.

وبالمثل خاض مقاتلوا سرايا القدس اشتباكات ضارية في محاور التقدم غرب مدينة غزة، وأعطبوا عدة آليات باستخدام عبوات العمل الفدائي، واستهدفوا آليات وجنود العدو في محاور التقدم غرب وجنوب مدينة غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل، و التحشدات العسكرية المتوغلة جنوب حي الزيتون بوابل من قذائف الهاون ٦٠ النظامي والعيار الثقيل وعدد من الصواريخ.

كما قصفت سرايا القدس موقع كرم أبو سالم قاعدة أميتاي برشقات صاروخية، وقصفت بوابة السناطي بعدد من قذائف الهاون، واستهدفت طائرة صهيونية من نوع “هيرون تي بي (إيتان)” وأصابوها إصابة مباشرة.

وعلى الجبهة الشمالية التي مثلت ضلعًا قويًا في حراك المقاومة أمس: أفادت كتائب القسام- لبنان- بقصف شمال حيفا ومغتصبتي “شلومي” و “نهاريا” شمال فلسطين المحتلة بعدة رشقات صاروخية مركزة، ما أدى لاندلاع حريق في مستوطنة “شلومي”، وذلك ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين.

كما أعلن “حزب الله” عدة عمليات نوعية جاء أهمها، استهداف  ‏قوة لوجستية تابعة لجيش الاحتلال كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس ‏في تجمع مُستحدث قرب ثكنة “دوفيف”، ما أوقع فيها إصابات مؤكدة بين قتيلٍ وجريح.‏ وكذلك تدمير جرافةً لجيش الاحتلال قرب ثكنة “دوفيف” بالصواريخ الموجهة، ما أدى لمقتل طاقمها وإصابات أكيدة للجنود المتواجدين حول الجرافة بين قتيلٍ وجريح، واستهداف قواته تموضعاً لجنود جيش الاحتلال قرب موقع العاصي مقابل بلدة ميس الجبل عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتجمعاً لأفراد ‏العدو في مثلث الطيحات بالأسلحة المناسبة، وثكنة “زرعيت”، وتجمعاً لمشاة العدو في بركة ريشا بالأسلحة المناسبة.

كما استهدفت عاجل| المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بطائرة مسيرة قاعدة الاحتلال الأمريكي “التنف” في سوريا، وأصابت هدفها بشكل مباشر. المقاومة الإسلامية في العراق قاعدة “رميلان” التابعة للاحتلال الأمريكي في سوريا، بواسطة طائرتين مسيّرتين وأصابتا أهدافهما بشكل مباشر، واستهدف مقاتلوها هدفا في أم الرشراش (إيلات) المحتلة بالأسلحة المناسبة، واستهدفت قاعدة الاحتلال الأمريكي في القرية الخضراء بالعمق السوري بطائرة مسيّرة أصابت هدفها بشكل مباشر.

الأسرى

مضى الاحتلال في حملات اعتقالات يومية مسعورة في الضفة الغربية والقدس، حتى بلغ إجمالي عدد حالات الاعتقال منذ ٧ أكتوبر إلى ٢٤٧٠ حالة اعتقال.

كما خرجت أحاديث كثيرة حول صفقة تبادل أسرى قادمة لتحرير ٨٠ طفل وسيدة من الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة، مقابل الإفراج عن كافة الأسيرات الفلسطينيات والأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال

وهكذا مضت غزة تقاوم المخططات الاستعمارية بعيدة المدى، التي يمضي فيها نتنياهو وائتلافه اليميني ، مستغلا الدعم الدولي لتمريرها بهدف تصفية القضية الفلسطينية، لكن ثبات المقاومة يجبر الناظر لفلسطين على إبصار جزء آخر من الصورة… جزء أكثر إشراقًا وأقوى منزلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى