مقالات

أيمن مدين يكتب/ قمة دول جوار السوادن نقطة تحول فى تاريخ المنطقة

مما لا شك فيه  أن الصراع المسلح  بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع والذى يمثل تحديا جديدا للمنطقة و لدول الجوار بشكل خاص وعلى رأسها مصر حيث تمثل السوادن إمتداد للأمن القومى المصرى تماما مثل ليبيا والتى تتشابه الأوضاع  بها كثيرا بالأوضاع  بالسوادن وتحظى بنفس الأهمية بالنسبة للدولة المصرية وهو ما دفعها للدعوة لقمة دول الجوار من أجل التشاور حول الأوضاع  فى السوادن ووضع خارطة  طريق تستهدف  معالجة الأزمة وإنشاء أليات فعالة تعزز الحل السلمى وتساعد فى إعادة الهدوء   و الإستقرار للسودان الشقيق .

قمة دول جوار السودان

دفع إستمرار الصراع السودانى لأشهر عدد من المنظمات والقوى الإقليمية والدولية للتدخل وإطلاق مبادرات دبلوماسية تهدف للوصول لحل الأزمة

  1. المبادرة الأمريكية السعودية بجدة  والتى فشلت فى تثبيت وقفا لإطلاق النار كخطوة أولي للوصول لحل دبلوماسى
  2. مبادرة مجموعة الإيجاد والتى عينت لجنة رباعية مؤلفة من قادة  ” كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان وجيبوتى ” وبرئاسة الرئيس الكينى والتى إتخذت خطوات من شأنها تدويل الأزمة وتنظيم قوة تدخل إقليمية لحماية المدنين والتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لترتيب لقاء مباشر بين البرهان وحميدتى من أجل وقف إطلاق النار ومن ثم بدء عملية سياسية . ولكن رفضتها الحكومة السودانية كما إعترضت على رئاسة  كينيا نظرا لإنحياز الرئيس الكينى تجاه الدعم السريع .
  3. الإتحاد الإفريقى والأمم المتحدة ولكن لم يكن لهما دور بارز بل كان دورهم مهمش لصالح الولايات المتحدة الأمريكية .

وهو ما دفع مصر التى أكدت منذ إندلاع الأزمة على رفض أى تدخل أجنبى بالسودان وإعتبارها  شأن داخلى لدعوة دول الجوار لقمة بالقاهرة والتى أكدت على رفض أى تدخل خارجى بالسودان كما رسمت خارطة طريق لإنهاء الأزمة حيث أعلنت عن عدد من الخطوات

  1. أكدت على الحل السلمى وضرورة التوصل لوقفا لإطلاق النار طويل الأمد
  2. ضرورة خلق ممرات إنسانية أمنة تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية وإيصالها للمتضررين
  3. وضع إطار للمفاوضات يشارك فيه جميع القوى السياسية بالسوادن يهدف لتوفير منصه  للحوار والمشاركة السياسية بينها للقضاء على جذور الأزمة .
  4. إنشاء ألية للتواصل الفاعل مع الأطراف المتصارعه لتسهيل عملية التفاوض بينهما.

وقد لقيت مخرجات القمة قبولا و ترحيبا من طرفى النزاع  بالسودان ” الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع ” وهو ما يدعوا للتفاؤل بنجاح القمة فى الوصول لأهدافها .

يمثل نجاح  قمة دول الجوار نقطة تحول فى تاريخ المنطقة فنجاح قمة دول الجوار فى التوصل لحل للأزمة يبرهن على قدرة دول المنطقة والقارة الإفريقية على التعامل مع أزماتها وهو ما يضع حدا لعقود من تدخلات القوى العظمى بالمنطقة  والذى يسمح لها بتحقيق مصالحها الخفية من وراء تلك التدخلات.

ولعل دول الجوار هى الأكثر حرصا على حل الأزمة فهى أكثر الدول تأثرا بالأحداث بالسودان لما تمثله الأزمة من مخاوف أمنية  وضغوط إقتصادية فى ظل أزمات إقتصادية عالمية طاحنة لدول تعانى بالأساس من الفقر.

حل الأزمة وأثره على الإستقرار والتنمية بالمنطقة

بكل تأكيد إن الصراعات والحروب يصاحبها إضطرابات وعدم الإستقرار ليس فقط للدولة أو الدول المتصارعه بل تمتد لدول الجوار والمنطقة  ولعل الحرب الروسية الأوكرانية دليل على ذلك حيث أخذت بعدا أكثر عمقا واتساعا حيث ألقت بظلالها على العالم اجمع ولعل هذه الأوضاع  تمثل أكبر عائق أمام أى محاولة للبناء ومسيرات التنمية  لذا فإن حل الأزمة السودانية أمر هام امام مسيرة التنمية  بالمنطقة  ودول الجوار ومنها مصر

  1. حيث تحملت الدولة المصرية مزيد من الضغوط الإقتصادية والإجتماعية الناتجه عن توافد النازحين بشكل كثيف نحو الحدود المصرية وما تمثله هذه الأعداد من النازحين من ضغوط على مخزونات الدولة من السلع الغذائية  والنفط والمواد البترولية  والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات ومستلزمات  المعيشة .
  2. كما تشكل ضغوط إجتماعية فى ظل أزمة الأفروسينترك التى صعدت للسطح فى وقت مقارب لإندلاع النزاع المسلح فى السوادن وما تمثله من تحديات أمنية وخطورة على الهوية المصرية.
  3. إن عودة الإستقرار للسودان يسمح بعودة الأسر النازحة هربا من الحرب إلى بلدهم وممارسة حياتهم الطبيعيه  وعودة حركة البيع والشراء ما يساهم فى عودة التبادل التجارى بشكل تدريجى بين مصر والسوادن ما يساعد فى نمو الصادرات المصرية للسودان .

بكل تأكيد ستلقى مصر بثقلها من أجل إيجاد حل للأزمة السودانيه  ومنع أى تدخل خارجى وتدعم السوادن الشقيق حتى يعود له الهدوء والإستقرار كما تفعل مع ليبيا وباقى دول المنطقة حتى تتفادى المزيد من الصراعات وتقطع الطريق على مخططات التقسيم وبث الفرقة ومحاولات زعزعة إستقرارها . حتى تتمكن مصر والمنطقة من التحول وصب تركيزها  نحو التنمية  وإستغلال  ثرواتها فى تنمية  دولها وتحسين معيشة  شعوبها التى عانت لعقود من تدخلات دول خارجية تسعى لحرمانها فى أى فرص للتقدم والإزدهار حتى تضمن هذه الدول إيجاد سوق إستهلاكية  ورواج  لمنتجاتها  والتى تدر لها المكاسب  وتنعش خزائنها بالمليارات  دون النظر لمصير الملايين من الشعوب التى تعانى الموت والتهجير والمجاعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى