تقارير و تحقيقات

تطويع المثلية الجنسية.. أمريكا تبدأ حقبة فرض «الشذوذ» على العالم

» شخصيات مؤثرة تعترف بالمثلية.. ومحتويات تروّج لها.. وعقوبات على مكافحيها

تحقيق- أحمد سالم:

محاولات مستميتة من المجتمعات الغربية بهدف تطويع المثلية وجعلها أمرًا عاديًا ومألوفًا لدى الجميع.. الرسائل والتلميحات تظهر بلا حرج في المحتويات المرئية والترفيهية التي نتعرض لها على الإنترنت، ناهيك عن اعترافات صريحة من البيت الأبيض وشخصيات مؤثرة بما يطلق عليه عربيًا مجتمع “الميم”، ودعم تواجدهم وحماية ممارساتهم تحت مظلة الحرية الشخصية.

«مسألة وقت فقط وسيكون الأمر مفروضًا على الجميع».. هكذا تنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى عملية نشر المثلية الجنسية، ساعيةً لتطوير نشر تلك الممارسات وأساليب الإقناع بها، لتتحول أمريكا من مرحلة الترويج إلى فرضها على العالم وممارسة العقوبات بحق رافضيها، ما أدى لإثارة الجدل فى الأوساط العربية، وانتشار دعوات المقاطعة لكل الجهات التى أعلنت موقفها الداعم لمجتمع الشواذ.

أمريكا تعترف بالمثلية

خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطابٍ في احتفالية صُنفت بأنها الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وتم الإعلانُ عن أن أمريكا “أمة شاذة”، وأن المنخرطين في هذه الظاهرة سيحظَون بكل أشكال الدعم والحماية والرعاية.

جاء الإعلان بعد تحضيرات كبيرة لحفل ضخم رفعت فيه أعلام المثليين، وبحضورِ أبرز المسؤولين والوزراء الأمريكيين الذين سبق لهم إعلان انخراطهم في ممارسة المثلية الجنسية.

الحفل الذي أقيم في منتصف يونيو، أثار ردود أفعال عربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقال نشطاء: إن الولايات المتحدة تعمدت من خلال هذا الحفل إيصال رسالة مفادها أن أمريكا أطلقت صافرة البدء لفرض “اللواط” رسميًّا وفتح كُـلِّ المنافذ وتوفير كُـلّ الدعم لنشره في كُـلّ الأرجاء.

بينما غرّد آخرون: من هنا تزيد أمريكا من كشف صورتها البشعة وحضارتها المتسخة إلى جانب وجهها القبيح المليء بالإجرام والقتل حول العالم، لتتحول أمريكا من مرحلة الترويج لهذه الفاحشة، إلى مرحلة فرضها على العالم وممارسة العقوبات بحق رافضيها.

مثليون في البيت الأبيض

منذ تولي الرئيس “بايدن” ذمام الأمور، شهد البيت الأبيض في الفترة الأخيرة تعيين عددا من المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين، ضمن المسؤولين في الإدارة،

وحسبما نقل موقع شير أمريكا، فإن من بين المعينين كارين جان بيير، نائبة السكرتيرة الصحفية الرئيسية في البيت الأبيض، وهي أول امرأة مثلية بشكل علني، وثاني امرأة سوداء في التاريخ تقدم الإحاطة الإعلامية في البيت الأبيض.

فيما عُيّن “نيد برايس” أول متحدث رسمي في وزارة الخارجية مثلي الجنس بشكل علني، وبعد مسيرة مهنية في وكالة المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي، يقوم برايس الآن بنقل السياسة الخارجية الأمريكية إلى العالم.

أما الدكتورة ريتشيل لافين، فهي مساعدة وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، وتعد أول شخص متحول جنسيًا بشكل علني تتم الموافقة عليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي لشغل منصب فيدرالي.

تعيين المثليين أعضاء مجتمع الميم في البيت الأبيض، شمل أيضًا وزير النقل بيت بوتيجيج، وهو أول شخص مثلي الجنس بشكل علني تتم الموافقة عليه للعمل في مجلس وزراء الرئيس، ويعد مسؤولا عن وزارة النقل الأمريكية، وهذا الشخص متزوج من رجل، وكان قد قدم الشكر لـ”زوجه” الذي حضر معه جلسة مناقشة ترشيحه من قبل مجلس الشيوخ، قائلاً: إنه ممتن لما قدمه من تضحيات مكنته من أن يقوم بعمله على أكمل وجه”.

البابا فرانسيس يدعو لحمايتهم

البابا فرانسيس هو الآخر لم يستنكر هذه الممارسات التي ترفضها القيم والمبادئ الإنسانية، بل صدم الجميع بدفاعه عن حق الأشخاص المثليين في تكوين أسرة، قائلا إنهم أبناء الرب.

وجاءت تصريحات بابا الفاتيكان في فيلم وثائقي عن حياته، وينظر إليها على أنها أوضح موقف له بشأن مسألة العلاقة بين المثليين، وقال البابا في الفيلم، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان روما للأفلام: “للمثليين حق في تكوين أسرة”.

وأضاف: “إنهم أبناء الرب ولهم حق تكوين أسرة، لا ينبغي طرد أحد أو تحويله إلى بائس بسبب ذلك، ودعا إلى “صياغة قانون شراكة مدنية” يمنحهم الغطاء القانوني.

عقوبات لمكافحي المثلية

وضعت الحكومة الأوغندية قوانين جديدة تعمل على مكافحة الجنسية المثلية الجنسية، ما أدى لتعرضها إلى هجمات شرسة واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، قال إن البيت الأبيض في عهد جو بايدن منزعج بشدة من قانون مكافحة المثلية الجنسية، الذي وقعه رئيس أوغندا يويري موسيفيني في مايو الماضي.

وأضاف “بلينكين” إنه كان يتطلع إلى تعزيز المساءلة للمسؤولين الأوغنديين الذين انتهكوا حقوق المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا، من خلال إجراءات محتملة تشمل تقليص التأشيرات.

وأوضح في تصريحات نقلتها مواقع محلية: “لقد وجهت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا لتحديث إرشادات السفر الخاصة بنا للمواطنين الأمريكيين والشركات الأمريكية وكذلك النظر في نشر أدوات قيود التأشيرة الحالية ضد المسؤولين الأوغنديين وغيرهم من الأفراد بسبب انتهاك حقوق المثليين”.

ماسونية تدمر الفطرة

محاولة نشر الأفكار السلبية والانحلال أمر غاية في الأهمية، يدعو للتساؤل عن العاملين على هذا الأمر والهدف من رغبتهم في تطويع المثلية وفرضها على العالم، وفي هذا السياق تقول الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، إن عملية نشر المثلية الجنسية في العالم بدأت في الظهور منذ عشرات السنين، ومازالت مستمرة حتى الآن وتعمل على تطوير أساليب الإقناع من خلال تنوع رسائلها عبر المحتويات المرئية والترفيهية.

وتضيف لـ«اليوم» أن الجماعة الماسونية التي تحاول السيطرة وإحكام قبضتها على العالم، تسعى بكل الطرق لنشر الأفكار الجنسية المتطرفة بهدف تغيير فطرة الإنسان التي نشأ عليها منذ قديم الأزل.

وأوضحت أن هذه السلوكيات التي يتم الترويج لها بشدة خلال السنوات الأخيرة، ترفضها القيم والأعراف والأديان والقوانين والأخلاقيات، ما دفع المحكمة الدولية لرفض الاعتراف بوجود ما يطلق عليه المثلية الجنسية أو مجتمع الميم.

ورأت أستاذ علم الاجتماع، أن الشخص الذي ينتمي لفئة المثليين، لا شك في أنه مريض نفسيًا نتيجة لمشاكل أو ممارسات خاطئة تعرض لها، لافتةً إلى أنه قد يكون مريض فسيولوجيا بحكم طبيعته التي ورثها، وبشكل عام فإن جميع أفراد مجتمع الميم مرضى بالدرجة الأولى.

وتابعت أن الصهيونية العالمية تمارس نشر هذه الأفكار مستخدمة آلة إعلامية قوية تمكنها من الوصول إلى كل فئات البشر بداية من الأطفال في سن الصغر إلى الشيوخ في أرزل العمر، مشيرةً إلى أنه سلوك مرفوض مجتمعيًا ومنافٍ لقوانين حقوق الإنسان.

وأكدت أن عملية تطويع المثلية الجنسية في العالم وراءها أهداف وأغراض خبيثة تسعى إليها الجماعة السرية التي تحاول تدمير العالم بما فيه من إنسانية وقيم ومبادئ وتحاول لفرض الانحلال والتخلف على المجتمع.

سبايدر مان يروّج للمتحولين

محاولات تطويع المثلية لم تقتصر على ما سبق، بل امتدت إلى المحتويات المرئية للأطفال والكبار وحتى الألعاب ووسائل الترفيه، لذا اتخذت عددًا من الدول العربية قرارًا بمنع عرض النسخة الجديدة من فيلم«Spider- Man: Across the Spider Verse» ، في مفاجأة صادمة لمحبي شخصية البطل الخارق«Spider- Man»  في الوطن العربي.

البداية كانت بإعلان شركة «فوكس سينما» المنتجة للفيلم، عدم عرضها النسخة الجديدة في دول الخليج ومصر ولبنان، وكان من المقرر عرضه في العشرين من يونيو الماضي، وجاء ذلك بعد الجدل على عبارة في الفيلم تدعو لحماية الأطفال المتحولين جنسيا.

وأوضحت أن السبب وراء منع الفيلم في الدول العربية هو وجود شخصية «جوين ستايسي» التي تعد إحدى البطلات الخارقات بأحداث الفيلم، وهي شخصية «متحولة جنسياً»، بالإضافة إلى وجود تلميحات وخلفيات تعبر على دعم المتحولين الجنسين.

رواد التواصل الاجتماعي أوضحوا أن من بين التلميحات الجنسية التي جاءت في الفيلم، ارتداء والدها الشرطي شعار المتحولين جنسياً على ملابسه، إلى جانب ملابس الشخصية نفسها والتي جاءت ألوانها متشابهة تماماً لشعار المتحولين جنسياً.

سابواي.. معشوقة الأطفال تتلون

شركة سيبوSybo، مطورة لعبة صب واي سيرفرس Subway Surfers، سلكت نفس الطريق كذلك، بعد إعلانها مشاركة الجمعيات الخيرية الداعمة لما يُطلق عليه عربيًا مجتمع “الميم”.

وكشفت الشركة عن مجموعة من التغييرات المريبة في لعبة Subway الشهيرة، والتي تحظى بشهرة كبيرة خاصة بين الأطفال والمراهقين.

عدد كبير من مستخدمي اللعبة الشهيرة، لاحظ أعلام قوس قزح وهي ترفرف في أرجاء محطات القطار حيث تركض الشخصية هربًا من أن يتمكن الشرطي من القبض عليها.

وأعلنت الشركة عن إضافة شخصية غير ثنائية الجنس تسمى Rain، ما أثار غضب عدد كبير من مستخدمي اللعبة الشهيرة ودفعهم لإطلاق حملة كبيرة تطالب بحذف اللعبة من هواتفهم الشخصية.

ردود الأفعال التي هاجمت اللعبة والآراء السلبية التي أثرت على تقييماتها في المتاجر الرسمية، جعلت الشركة مطورة لعبة سابواي تتخلى عن هذا التحديث، ونشرت تحديثًا آخر يشمل حذفًا لأعلام المثليين والشخصيات الغريبة التي طرأت على اللعبة مؤخرًا.

حرب على الطفولة.. كيف النجاة؟

الحملات الممنهجة التي تسعى بكل طاقاتها لنشر المثلية الجنسية وإقناع المجتمعات بها، تستهدف بالدرجة الأولى الأجيال الذين في سن التنشئة مثل الأطفال والمراهقين، فتعمل على زرع هذه الأفكار في مخيلتهم وتعريفهم بها بطريقة أو بأخرى، لخلق جيل منجذب لتلك السلوكيات المرفوضة وممارس له.

الدكتورة أسماء مراد أخصائي علم اجتماع المرأة والوعي الأنثوي في الاستشارات الاجتماعية، ترى أن نشر السلوكيات المغايرة للفطرة الإنسانية، ما هي إلا غزو ثقافي لتغيير ميول وتطلعات الإنسان بدءًا من مرحلة الطفولة وصولًا إلى سن المراهقة والشباب.

وتضيف لـ«اليوم» أن الهدف من تطويع المثلية الجنسية هو التحكم في معتقدات الشباب من خلال أساليب متعددة تشمل التسلية والترفيه وأفلام الرسومات المتحركة “الإينيمي” وحتى الحفلات التي تقام في الدول المختلفة بحيث يصلوا إلى هدف التحكم الأكبر في تغيير هوية الإنسان بكافة المجتمعات الغربية والعربية.

الدكتورة أسماء مراد أخصائي علم اجتماع المرأة والوعي الأنثوي في الاستشارات الاجتماعية

وتعليقًا على دمج الرسالة الخبيثة في المحتويات المرئية للأطفال، تشير الدكتورة أسماء مراد إلى أن الأطفال من أسرع الفئات أو الأعمار التي تتأثر بالمحتويات المقدمة، لاسيما إذا كانت هناك مشاهد أو رسائل معينة تثير التساؤلات والفضول لدى الأطفال مثل رسائل أو إشارات دعم المثليين.

وأوضحت أن الحالة النفسية للأطفال تكون على نوعين، الأولى تتأثر بأي سلوكيات غريبة على فطرتهم وترى أنه أمر جديد يدعو للتجربة، ونوع آخر لديه حافز في تغيير الهوية الجنسية نتيجة حدوث اضطراب نفسي قد ينتج عن الحرمان العاطفي منذ الصغر.

ويرى كثيرون بأن الرسائل الخبيثة والأعلام الملونة التي تشير إلى المثليين أو مجتمع الميم وتظهر في الأفلام والألعاب، قد لا يفهمها بعض الكبار، مستنكرين قدرة الطفل على فهم المغزى من هذه الأفلام، لذا تؤكد أخصائي علم اجتماع المرأة والوعي الأنثوي، أن الأطفال ينجذبون لألوان أعلام المثليين التي تكون على شكل قوس قزح، بحيث يكون ذلك تهيئة لهم ليتقبلوا الأمر ما إذا عُرض عليهم مستقبلًا.

وعن الوقاية والتنشئة الصحيحة للطفل لحمايته من كل الرسائل الخبيثة التي تريد النيل من هويته، أوضحت أنه يصعب علينا منع الأطفال من مشاهدة أفلام الكارتون وممارسة الألعاب الإلكترونية وغيرها من الوسائل التي اعتادوا أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، ولكن علينا القيام ببعض الخطوات مثل التحكم في الوصول على شبكة الإنترنت المنزلية حتى لا يتعرض الأطفال للمحتوى الإباحي، إضافة إلى التربية الصحيحة وتعليم أمور الفقه، واستغلال الهواتف لتحليمهم محتوى هادف.

وحذرت من ترك الأطفال بلا توعية أسرية بشأن كل المخاطر والسلوكيات الخاطئة التي يمكن أن يتعرضوا لها، وذلك حتى لا يكونوا فريسة لفهم الهوية الجنسية بشكل خاطئ من أي جهات خارجية سواء كانت وسائل إعلام أو أصدقاء دراسة.

وأشارت إلى أن الأطفال بمجرد التحاقهم بالمراحل الدراسية المختلفة يكونون أكثر عرضة لفهم سلوكيات ومبادئ خاطئة عن الهوية والثقافة الجنسية، مؤكدة ضرورة وجود توعية أسرية منذ الصغر حتى تكون بمثابة جدار حماية يقيهم من عنصر المفاجأة تجاه أي سلوكيات أو أخلاقيات خاطئة قد يتعرضون لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى