تقرير

“الفود بلوجر” مبالغ طائلة ومراجعات زائفة.. والمطاعم: إعلانات بلا جدوى

عصفور الأكيل: أي فود بلوجر بياخد فلوس من المطعم قبل التصوير

أجور الفود بلوجر: مزاجنجي 150 ألف عمرو شريف 6 آلاف دولار عدنان 15 ألف محمد شامي 20 ألف جنيه

لا شك أن أساليب التسويق الحديثة لمقدمي خدمات الطعام في مصر تغيرت كثيرا، والسبب الرئيس في هذا التغيير هو قضاء أغلب الأوقات على المنصات المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي، وكل مقدم خدمة همّه الرئيس في حملته التسويقية هو الوصول لغالبية مستهدفي خدماته، ومن هنا ظهرت أهمية الفود بلوجر، أو كما يطلق عليه الفود ريفيور.

عصفور الأكيل: زيادة عدد الفودبلوجر له تأثير سلبي على المصداقية

خلال حديثه مع “اليوم” قال الفود بلوجر “أشرف عبد الراضي” صاحب صفحة “عصفور الأكيل” إن الفود بلوجر له تأثير كبير على عملية تنشيط المبيعات داخل المطاعم، مشيرا إلى أن الناس صار أغلب وقتهم على السوشيال ميديا، ومن خلال “الريفيو” الذى يقدمه يتجه معظم متابعيه إلى هذه المطاعم.

وأضاف “عصفور” أنه قبل التصوير فى المطاعم يحدث اتفاق بين فريق عمل الفودبلوجر والمطعم، من خلال صفحاتهم عن طريق الفيسبوك والتيك توك، مؤكدًا أنه لا تتم عملية التصوير دون الرجوع إلى المطعم، وموافقة أصحابه.

وأوضح أن الفودبلوجر ليست وظيفة، وإنما هي هواية الاستمتاع بالطعام، واكتشاف المذاق المتميز، وتابع أنه ليس من الطبيعى أن يشترك كل الناس في هذه الهواية، وأضاف قائلا: يعني عاوز تقول أن واحد طول عمره بياكل كشري، يقدر يقولي صلصة الكشرى بتتعمل بالثوم ولا بالبصل، ولا يعرف يفرق ما بين حزمة البقدونس، ولا حزمة الكزبرة”

ولفت أن طريقته فى “الريفيو” تتمثل فى أنه يذوق الطعام قبل التصوير، وإذا لم يعجبه يمتنع عن التصوير فى المكان، مؤكدا أنه يقدم النصيحة للمطعم أن يقوم بالتعديل على بعض المأكولات، موضحًا أنه لا يستطيع أحد أن يقول أمام الكاميرا أن الأكل ليس جيدا، وإلا سيتسبب فى ضرر كبير لصاحب المطعم.

وعن زيادة عدد الفود بلوجر في الفترة الأخيرة قال إن ذلك له تأثير سلبي على المصداقية، وذلك لأن الكثير يتعامل على أنها “شغلانة” فيفقد جزءًا كبيرا من المصداقية، ويظلم المتابعين، لافتًا إلى أن الموضوع ليس سهلا في كل الأحوال، فأحيانًا ما يحتاج إلى السفر إلى محافظات بعيدة للتصوير.

صاحب مطعم شهير لـ اليوم: “مزجانجي” طلب مني 150 ألف جنيه

وعن معاناة أصحاب المطاعم مع الفود بلوجر قال أ. د صاحب مطعم “ش”  أنه في بداية افتتاحه للمطعم الخاص به، كان في حاجة إلى حملة دعائية كبيرة، تستقطب أكبر عدد ممكن من الناس، فوقع اختياره على الفود بلوجر، وذلك لما لهم من شهرة واسعة، وعدد كبير من المتابعين، فتعامل مع عدد منهم، فتقاضوا أجورًا متفاوتة، مشيرا إلى أن محمد شامي صاحب صفحة “شوّحها ما تطلبهاش” أخذ مبلغ 20 ألف جنيه، بينما عدنان عبد المجيد صاحب صفحة “أكل عدنان” أخذ مبلغ 15 ألف جنيه.

وأوضح أن هناك اثنين من الفود بلوجر كان يريد التعامل معهم، ولكن عند التفاوض لم يحدث الاتفاق، وذلك بسبب أنهم طلبوا مبالغ عالية، حيث أن مصطفى محمود صاحب صفحة “مزجانجي” طلب مبلغ قدره 150 ألف جنيه، وذلك قبل عامين، بينما الفودبلوجر عمرو شريف طلب منه مبلغ قدره 6 آلاف دولار.

وأكد أن الفودبلوجر يقومون باستغلال المطاعم بشكل كبير، حيث يفرضون مبالغ مالية كبيرة، فضلا عن أنهم يقومون بفرض وجبات يأخذونها بعد التصوير، وهذه الوجبات تقدر بمبالغ كبيرة.

وأردف أن وجود الفودبلوجر في هذه الأيام له تأثيرًا سلبيًا، حيث أن الناس أدركوا حقيقة أنه يتقاضى أجرًا على التصوير، فضلا عن كونه يأكل، وبناء عليه يجمّل من صورة كل المأكولات فى كل المطاعم، فصار هناك انعدام للمصداقية.

وأكد أن المتابعين الذين يأتون بعد مشاهدة الريفيو، ليسوا دائمين، ولا يترددون على المطاعم إلا في فترة الريفيو فقط، التي لا يزيد صداها عن أسبوع.

هل الفود بلوجر يخضعون لضريبة دخل؟

من جانبه قال أحمد سيد خبير الضرائب إن الفود بلوجر يخضعون لضريبة دخل وقيمة مضافة، مشيرا إلى أن المنظومة الإلكترونية جعلت الأمر سهلا، حيث هناك موظفين يراقبون البلوجر، وكذلك الصفحات التي تعمل عن طريق البيع الأونلاين، موضحًا أنه حينما يصل الفود بلوجر إلى نسب مشاهدات معينة، ويقوم بتحصيل مبالغ مالية كبيرة، يتم تسجيلهم على المنظومة، وبالتالي يخضعون لدفع الضرايب.

وأضاف “خبير الضرايب” أن النسب التي تؤخذ من الفودبلوجر ليست معروفة، وإنما تقدر بحسب الدخل وبحسب نسب المشاهدات، لافتا أن المبالغ التي يحصلون عليها من المطاعم تكون معروفة أيضا من خلال الفاتورة الإلكترونية، وبالتالي تخضع للقيمة المضافة..موضحًا أنه ليست هناك حاليا فاتورة ورقية، وإنما الفاتورة تكون إلكترونية.

وأوضح “سيد” أنه حينما يدفع المطعم المبلغ المتفق عليه، لابد وأن يسجل المبلغ في فاتورة إلكترونية، مشيرًا إلى أن المال الذى يدفعه المطعم يدخل في بند المصروفات العمومية والنثريات، وأشار قائلا: دا بيكون تحت مسمى الدعاية والإعلان، لإنه بيتحاسب على كل مليم بيطلع منه، هيقوله بعد كده هاتلي الناس اللي خدت منك فلوس، لأنهم بعد كده بيحاسبوك”.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى