مقالات

بيت الشعر.. الاحتفاء بـ”فن اللغة”

بقلم: عبد الستار حتيتة

تعبر زحام الشوارع. إنه وقت الأمسيات للاحتفاء بـ”فن اللغة العربية”. من وراء الطرقات المكتظة بالمارة في ضاحية حلمية الزيتون في شرق القاهرة، ومن بين جدران نقابة المعلمين الفرعية، من السهل ان تلتقي بمجموعة من الكتاب والمبدعين. ضيوف مهرجان بيت الشعراء، الذي انعقد، يومي الأربعاء والخميس، 17 و18 أغسطس 2022، تحت اسم دورة الشاعر والإذاعي أحمد الجبالي.

البعض من أرباب التجديد بالفصحى، وعدد من المبدعين بالعامية، كان يتخوف من أن يجد نفسه منبوذا ووحيداً بين الأروقة. إلا أن المفكر، الدكتور حسام عقل، يقول في الافتتاح، إن الجميل في هذا المهرجان أنه لا يفرق بين قالب وقالب. ولا يميز بين شكل وشكل. وأكد على الاحتفاء بكل الأشكال والقوالب الشعرية.

الجندي المجهول الذي يقف وراء هذا الكرنفال، الشاعر فضل محمد إبراهيم. وهو رجل صعيدي له قصائد شعرية بالفصحى، لكنه محترف في نظم قصائد باللهجة الصعيدية. ولكي تتعرف عليه أكثر، ستحتاج إلى الاستماع إلى إبداعاته في فن الواو.   

كل الاحترام لرئيس المهرجان، خالد قاسم، مؤسس بيت الشعراء العرب. لقد أجاد، مع فريقه، في اختيار الضيوف. يصعب الاستمتاع بأمسيات حلمية الزيتون، في غيبة شعراء الفصحى والعامية. لقد حضروا.. وبدأوا في التباري بالقصائد. وفي لحظات سوف تنسى صخب الأزقة الخلفية.  

هنا أطلق عديد الشعراء خيالهم من فوق المنصة.. شعر شطري، وآخر تفعيلي، وثالث نثري، ورابع قدم قصيدة الومضة، بالإضافة للعامية من أطراف عربية متباينة. إن الشعر هو فن اللغة العربية الأول..

إذا كنت من مدينة الأقصر، أو من مرسى مطروح، أو من سيناء.. إذا كنت من ليبيا أو الجزائر أو الخليج، سوف تلتقي بأحد أبناء بلدك، سواء أكان من المبعدين أو من الغاوين، في هذه الأمسية القاهرية المزينة بأبيات الشعر وحكيم القول في لغة الضاد.     

نسيت أن أقول إن أصول المنسق العام للمهرجان، الشاعر النشيط فضل محمد إبراهيم تعود لمحافظة المنيا. وأذكر هذا بسبب جمال ما ألقاه على مسامع الحاضرين شعراء هذه المحافظة الغنية بمبدعيها، مثل جمال أبو سمرة، ومحمد رشدي عبد الباسط، وغيرهم.

وهذا لا يمنع، بطبيعة الحال، من التطرق إلى أسماء شتى من محافظات مصرية ودول عربية. لقد كانت هناك “خلطة” شعرية رائعة، ما بين الحضر والبادية.

واختتم المهرجان أعماله مساء الخميس. وأياً ما كان الأمر، وأياً ما كان الزحام في الطرقات، فقد تمكن القائمون على المهرجان من تقديم شهادات التكريم لقامات من الأدباء، والاحتفاء بمشاركين جاءوا من أماكن بعيدة، وتجاذب أطراف الحديث مع إعلاميين محليين لعبوا دوراً في نشر الأدب والإبداع، من قناة طيبة في الجنوب، إلى منصات النشر والبث في الشمال، ومن الإذاعي الصعيدي، عبد الله الأنصاري، إلى المخرج القاهري، محمد حيدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى