مقالات

خالد عبدربه يكتب: منهج التنويرين أو الحداثيين الخاطئ في تفسير القرآن وأصله الاستشراقي

إن الله تبارك وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم، فقال: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ، فقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه وقد صانه الله تعالى عن التبديل والتحريف والتغيير؛ فقال: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
وحفظ الله تعالى للقرآن أكثر من حفظ لفظه من التغيير، بل من حفظ الله تعالى للقرآن، أن يسره للذكر، وذلل به ألسنة العلماء يتدارسونه ويستخرجون علومه وأحكامه، ويدفعون عنه شُبَه المبطلين وريب الجاهلين، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين»ولم يخلُ عصر من عصور الإسلام من ظهور طاعن ومشكك في القرآن الكريم، ولا يزال القرآن العظيم محفوظًا باقيًا فيه نور الأمة وهدايتها، ولا يزال الله تعالى ييسر له من يذب عنه.
ورغم كثرة هؤلاء المشككين والطاعنين، إلا أننا نلاحظ أن أكثر شبههم ليست جديدة، وإنما هم يتناقلونها فيما بينهم، قد تختلف اللغة، أم طريقة الطرح، أو وسيلة التقديم، إلا أن كل منهم ناقل عن سابقه.
ومثال ذلك الشبه التي طرحها المستشرقون ثم نقلها عنهم، وعمل على ترويجها تلامذتهم من المستغربين والحداثيين والتنويرين.
ولما رأى كثير من هؤلاء التنويرين أن طرح تلك الشبه بالطريقة التي طرحها أساتذتهم من المستشرقين عمدوا إلى تغيير طريقة عرض تلك الشبه، فانتقلوا من طرحها على أنها طعنٌ في القرآن إلى طرحها على أنها قراءة جديدة للقرآن، وفهم آخر غير الفهم السابق له الذي قدمه المفسرون والفقهاء وغيرهم من علماء الأمة ومن أمثال هؤلاء إسلام البحيري ومن هو على شاكلته كإبراهيم عيسى وغيره ..لذلك على الإنسان المسلم والإنسان صاحب الفطرة السليمة أن يؤخذ العلم من أهل التخصص وألا ينساق لحديث هؤلاء الشرذمة الذين يطعنون في القرآن والسنة وعلماء المسلمين فهؤلاء غير مؤهلين للحديث عن علوم وأصول الدين لأن لكل علم أصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى